كتبت /دينا هلال
.................
هل يستطيع مدمن المخدرات تركها بدون علاج..؟
يعتبر علاج المشاكل النفسية المترتبة على أثر إدمان من أهم جوانب علاج الإدمان، لأن إدمان أي مادة مخدرة أو سلوك يمكن أن يسبب مشاكل نفسية كبيرة تتطلب علاجًا مخصصًا، لذلك الخطوة الأولى في التعامل مع الاضطرابات النفسية بعد الإدمان هي التعرف على تأثيرات الإدمان على الصحة النفسية ومن ثم البحث عن استراتيجيات علاجية فعّالة.
حيث تعد المشكلات النفسية المترتبة على أثر الإدمان من التحديات الكبيرة التي تواجه الأفراد والمجتمعات على حدٍّ سواء، حيث أن الإدمان ليس مجرد مشكلة صحية جسدية بل يترتب عليه تأثيرات نفسية عميقة تؤثر على جميع جوانب حياة الفرد، وهذه المشكلات يمكن أن تشمل الاكتئاب والقلق أو اضطرابات النوم أوصعوبات في العلاقات الشخصية والاجتماعية، يمكنك معرفة تفاصيل أكثر بخصوص هذا الموضوع في سطور مقالنا.
علاج المشاكل النفسية المترتبة على أثر إدمان
تؤثر المواد المخدرة أو السلوكيات الإدمانية على الدماغ بطرق تؤدي إلى تغيرات في التفكير والعواطف والسلوكيات، لذلك يمكن أن يشعر الفرد بعدم القدرة على السيطرة على حياته، مما يؤدي إلى تفاقم المشاكل النفسية وزيادة الضغوط، وبالتالي يصبح من الضروري تقديم استراتيجيات علاجية متكاملة تهدف إلى معالجة هذه القضايا النفسية بفعالية، ويتطلب علاج المشكلات النفسية المرتبطة بالإدمان نهجًا متعدد الأبعاد يشمل الدعم النفسي والعلاج الطبي، فضلاً عن تعزيز الوعي الفردي والتثقيف.
كما يتعين أن يكون العلاج موجهًا ليس فقط للتخلص من الاعتماد على المواد أو السلوكيات، ولكن أيضًا لمعالجة الجوانب النفسية التي قد تكون أدت إلى هذا الإدمان وتفاقمه، وفي هذا المقال نستعرض بعض الطرق العلاجية الأساسية التي يمكن أن تساعد في تحسين الصحة النفسية للأفراد الذين يعانون من آثار الإدمان، مع التركيز على أهمية العلاج المتكامل والدعم المستمر لتحقيق نتائج فعالة ومستدامة.
طرق علاج المشاكل النفسية المترتبة على الإدمان
يعاني الكثير من الأشخاص الذين يتعافون من الإدمان من مجموعة مختلفة من المشاكل النفسية، هذه المشاكل قد تشمل الاكتئاب، القلق، اضطرابات النوم، الغضب، وصعوبات في التواصل والعلاقات، ولكن هناك العديد من العلاجات الفعاله
العوامل البيولوجية
منها الوراثة حيث أن الأبحاث تشير إلى أن هناك استعدادًا وراثيًا للإدمان، حيث يمكن أن يكون لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإدمان فرصة أكبر لتطوير الإدمان، بالإضافة إلى الكيمياء العصبية وهي الاضطرابات في نظام المكافأة في الدماغ، مثل مستويات غير طبيعية من النواقل العصبية (مثل الدوبامين) ويمكن أن تؤدي إلى تزايد خطر الإدمان.
العوامل النفسية
مثل الصدمات النفسية فإن التجارب الصادمة أو المؤلمة في الطفولة أو في مراحل لاحقة من الحياة يمكن أن تؤدي إلى استخدام المخدرات كوسيلة للتعامل مع الألم أو التوتر، وأيضًا الاضطرابات النفسية أو حالات مثل الاكتئاب أوالقلق، واضطرابات الشخصية يمكن أن تزيد من احتمالية اللجوء إلى المخدرات كوسيلة للهروب أو التخفيف من الأعراض.
العوامل الاجتماعية
الضغط الاجتماعي حيث أن الأفراد الذين يتعرضون لضغوط من أقرانهم أو المجتمع قد يكونون أكثر عرضة لتجربة المخدرات أو الانخراط في سلوكيات مدمرة، وكذلك البيئة العائلية فإن العائلات التي تعاني من مشاكل مثل العنف أو الإدمان أو نقص الدعم العاطفي يمكن أن تساهم في تطور الإدمان لدى الأفراد.
العوامل البيئية
إن الوجود في بيئات مروجة لاستخدام المخدرات أو العيش في بيئات حيث يتوفر المخدرات بشكل سهل والنظر إلى تعاطي المخدرات كأمر طبيعي يمكن أن يزيد من مخاطر الإدمان، وكذلك التعرض للإعلانات والترويج المفرط لإعلانات المخدرات أو الكحول يمكن أن يزيد من خطر تجربة هذه المواد.
العوامل الشخصية
فضول الشباب والمراهقون قد يكونون أكثر عرضة لتجربة المخدرات بسبب فضولهم أو رغبتهم في الاستكشاف، أو الرغبة في الهروب أو من أجل المتعة حيث أن استخدام المخدرات كوسيلة للهرب من المشاكل أو للبحث عن تجربة جديدة يمكن أن يكون محفزًا للإدمان.
العوامل الثقافية
القبول الثقافي في بعض الثقافات أو المجتمعات حيث أنه قد يكون تعاطي المخدرات مقبولًا أو حتى مشجَّعًا، مما يمكن أن يؤدي إلى تزايد استخدام المخدرات بين الأفراد، لذلك فإن فهم هذه العوامل يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات وقائية وعلاج المشاكل النفسية المترتبة على أثر إدمان وتدخلات فعالة للحد من خطر الإدمان، وتقديم الدعم اللازم للأفراد الذين قد يكونون عرضة لهذا الخطر
التغيرات في السلوك العام ومنها
الانسحاب الاجتماعي وتجنب الأنشطة الاجتماعية والعائلية المفضلة سابقًا
كذلك التقلبات المزاجية أو تغييرات مفاجئة في المزاج مثل الاكتئاب
العلامات المادية
وجود مواد أو أدوات ذات صلة بالمخدرات مثل أدوات تعاطي المخدرات أو مواد غير معتادة في المنزل.
كذلك روائح غير طبيعية مثل روائح كيميائية أو مخدرات.
التغيرات في العادات والسلوكيات
إن مساعدة شخص مدمن على المخدرات تتطلب الصبر والتفهم والدعم، الإدمان ليس فقط مشكلة سلوكية بل هو حالة طبية ونفسية معقدة تتطلب استراتيجيات مدروسة للتعامل معها، ونذكر هنا بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لدعم الشخص المدمن بفعالية، ومن أهمها التثقيف وفهم الإدمان يجب التعرّف على طبيعة الإدمان وتأثيراته على الدماغ والسلوك، والفهم العميق يمكن أن يساعد في تقديم الدعم بشكل أكثر فعالية، وتجنب إصدار الأحكام لأن الإدمان غالباً ما يرتبط بعوامل نفسية وبيئية معقدة.
الحفاظ على صحتك النفسية
يجب عليك الاهتمام بنفسك ورعاية ذاتك والحفاظ على صحتك النفسية والعاطفية، لأن دعم شخص مدمن يمكن أن يكون مرهقاً، لذا من المهم أن تعتني بنفسك وتبحث عن دعم لك إذا لزم الأمر، وقد يكون الحصول على مشورة ودعم من الآخرين الذين يواجهون تحديات مشابهة مفيد لك.
وأخيرًا التدريب على وضع الأهداف ومساعدة الشخص في تحديد أهداف قصيرة وطويلة الأمد يمكن تحقيقها خلال عملية التعافي والاحتفال بالنجاحات وبالإنجازات الصغيرة والكبيرة في رحلة التعافي لتعزيز الدافع والاستمرار.
مدة علاج مدمن المخدرات
كم مدة علاج مدمن المخدرات؟ تعتمد مدة علاج المشاكل النفسية المترتبة على أثر إدمان تعتمد على عدة عوامل ولا توجد فترة زمنية ثابتة تناسب الجميع، يشمل العلاج مراحل متعددة ويكون علاج الإدمان بالتدريج، ويمكن أن تختلف المدة المطلوبة بناءً على:
نوع المخدرات
تختلف المدة التي يحتاجها التعافي بناءً على نوع المخدرات المستخدمة، بعض المخدرات قد تسبب اعتمادية جسدية ونفسية شديدة، مما يتطلب وقتًا أطول للعلاج.
شدة الإدمان
إن الأشخاص الذين يعانون من إدمان شديد قد يحتاجون إلى فترة علاج أطول مقارنةً بالأشخاص الذين يعانون من إدمان أقل حدة.
الأعراض الانسحابية
طبيعة الأعراض حيث تختلف مدة الأعراض الانسحابية من مخدر إلى آخر، مما يؤثر على مدة العلاج.
الصحة العامة والحالة النفسية
الصحة البدنية والنفسية للأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية أو نفسية مصاحبة قد يحتاجون إلى علاج إضافي مما قد يزيد من مدة العلاج.
التزام الشخص بالعلاج
إن التزام الشخص بالعلاج ورغبته في التعافي يلعب دورًا كبيرًا في تحديد مدة العلاج، لذلك من المهم اختيار طريقة العلاج المناسبة للتعافي بشكل أسرع وأفضل، كما يجب طلب المساعدة من طبيب مختص.
الدعم الاجتماعي والمحيط
إن وجود نظام دعم قوي يمكن أن يسهم في تسريع عملية التعافي، بينما نقص الدعم قد يؤثر سلبًا على مدة العلاج.
مراحل علاج الإدمان ومدته
بعد أن تعرفنا في الفقرات السابقة على كيفية علاج المشاكل النفسية المترتبة على أثر إدمان لابد أن نتعرف على المراحل الأساسية لعلاج الإدمان والمتمثلة في السطور التالية:
المرحلة الأولى: التخلص من السموم (Detoxification)
هذه المرحلة يتم فيها التخلص تمامًا من كافة السموم الموجودة في جسم المدمن، وذلك من خلال استخدام أدوية وعقاقير مخصصة لذلك، ومدة هذه المرحلة يمكن أن تستغرق عدة أيام إلى عدة أسابيع وتعتمد المدة على نوع المخدرات وشدة الاعتماد عليها.
المرحلة الثانية: العلاج النفسي والسلوكي
ويستمر العلاج النفسي والسلوكي من عدة أشهر إلى سنة أو أكثر، أما العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج الجماعي غالبًا ما يستمر من 3 إلى 6 أشهر كحد أدنى، ويمكن أن يستمر لفترة أطول حسب الحالة.
المرحلة الثالثة: إعادة التأهيل والدعم المتواصل
إن برامج إعادة التأهيل يمكن أن تستمر من 3 إلى 6 أشهر أو أكثر، وتتضمن العلاج في مراكز تأهيل برامج سكنية أو علاج جزئي، كذلك الدعم المتواصل ويشمل الدعم اللاحق مثل جلسات العلاج المتكرر والمشاركة في مجموعات الدعم، وذلك يمكن أن يستمر لعدة سنوات.
المرحلة الرابعة: الوقاية من الانتكاس
هذه المرحلة تعتبر جزء دائم من العلاج حيث تشمل تطوير استراتيجيات طويلة الأمد للتعامل مع الضغوط ومنع الانتكاس وغالبًا ما يستمر طوال الحياة، وبصفة عامة العلاج من الإدمان هو عملية طويلة الأمد.
ويجب العلم أن التزام الشخص وإرادته في التعافي يلعبان دورًا كبيرًا في تحقيق النجاح، ومن المهم أن يكون العلاج مخصصًا لتلبية احتياجات الفرد ويشمل دعمًا مستمرًا لضمان الحفاظ على التعافي والوقاية من الانتكاس.
إرسال تعليق