بقلم الكاتبه عبير خضر ✍️
في مسلسل "الأميرة ظل حيطة"، نرى كيف يمكن للإنسان أن يكون وجهين في وقت واحد، خاصة عندما يتجسد النرجسي في صورة الزوج المحب أمام الناس، لكنه يتحول إلى جلاد خلف الأبواب المغلقة. زوج البطلة هو المثال الحي للرجل الذي يتلاعب بالمشاعر، يخدع الجميع بابتسامته الزائفة وكلماته الرقيقة، بينما يخنق زوجته في الظل، يحطمها بكلماته القاسية وتصرفاته المسمومة. هذا النموذج ليس خياليًا، بل واقع تعيشه الكثير من النساء، حيث يصبح البيت ساحة معركة غير مرئية، والحب مجرد قناع يخفي تحته حقيقة مرعبة.
في الخارج، يبدو ملاكًا، وجهه المشرق بالابتسامات، يده الممتدة بالعطاء، كلماته المعسولة التي تفيض حنانًا. يرونه رمزًا للطيبة، رجلًا لا يعرف القسوة، لا يبخل بمساعدة، لا يتأخر عن عون. كل من يمر بجواره يشهد بكرمه، بنبله، بجمال قلبه.
لكن في الداخل، حيث لا شهود ولا تصفيق، يسقط القناع. يتحول البيت إلى ساحة صراع، الكلمة تصبح سلاحًا، النظرة تصبح قيدًا، والهواء يثقل بالرغبة في الهروب. بخيل في كل شيء إلا القسوة، شحيح في كل شيء إلا افتعال الأذى. يخلق المشاكل من اللاشيء، يقتات على الخوف والتوتر، يزرع الشك في العيون التي من المفترض أن تجد فيه الأمان.
وكلما حاولت الناجية أن تبرر، أن تشرح، أن تحلف بأغلظ الأيمان أن ما رأوه لم يكن سوى عرض مسرحي متقن، يزداد العجز في عينيها، فالكلمات لا تكفي لهدم وهم بُني بإحكام، والحقائق تفقد قيمتها عندما يكون الكذب أجمل. وحين تهرب، تحمل معها حقيبة مليئة بالندوب، تحاول أن تحذر، أن تصرخ بالحقيقة، لكن العالم يضحك.
"كيف؟! مستحيل! هذا الرجل الطيب؟ ربما أنتِ تبالغين، ربما كنتِ حساسة أكثر من اللازم!" فلا أحد يصدق الضحية عندما يكون الجلاد محبوبًا، ولا أحد يرى الحقيقة عندما يكون القناع أجمل من الوجه الحقيقي.
النصيحة:
لا تنخدعوا بالصورة المثالية، فليس كل من يظهر الخير أمام الناس يحمله في قلبه. استمعوا إلى من عاشوا الحقيقة، فالألم لا يُختلق، والجروح لا تكذب.
#الأميرة
#ظل_حيطة
إرسال تعليق