بقلمي نرمين بهنسي
لا يمكن إنكار الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام في تشكيل وعي الشباب وتوجيه أفكارهم وسلوكياتهم، خاصة من خلال المسلسلات التي أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتهم اليومية. فمع انتشار القنوات الفضائية ومنصات المشاهدة عبر الإنترنت، بات الشباب يتابعون هذه الأعمال بشكل مكثف، مما ينعكس عليهم بطرق مختلفة، بعضها إيجابي والآخر سلبي.
التأثيرات الإيجابية
رغم الانتقادات الموجهة للإعلام، فإن بعض المسلسلات تقدم محتوى هادف يساعد في توعية الشباب، مثل:
نشر الوعي الاجتماعي: بعض المسلسلات تناقش قضايا مهمة مثل التنمر، العنف الأسري، والإدمان، مما يساعد الشباب على فهم هذه المشكلات والبحث عن حلول لها.
تعزيز القيم الإيجابية: هناك أعمال تركز على مفاهيم مثل الصداقة، التضحية، والعمل الجماعي، مما يعزز من القيم الأخلاقية لدى المشاهدين.
تطوير التفكير النقدي: بعض المسلسلات تطرح قضايا معقدة تحفز الشباب على التفكير والتحليل، مما يساعدهم على رؤية الأمور من زوايا مختلفة.
التأثيرات السلبية
لكن في المقابل، هناك آثار سلبية لا يمكن التغاضي عنها، ومنها:
التطبيع مع العنف والجريمة: كثرة المشاهد التي تتناول العنف والممارسات الإجرامية قد تؤدي إلى جعلها تبدو طبيعية ومقبولة، مما يؤثر على سلوك الشباب.
نشر المفاهيم الخاطئة: بعض المسلسلات تقدم صورًا مشوهة عن العلاقات الاجتماعية، أو تروج لمفاهيم سطحية عن النجاح والسعادة، مما يجعل الشباب يطورون توقعات غير واقعية عن الحياة.
التأثير على الصحة النفسية: الانغماس في متابعة المسلسلات، خاصة الدراما المليئة بالمشاعر السلبية، قد يؤدي إلى القلق والاكتئاب لدى بعض المشاهدين.
إضاعة الوقت والتأثير على الإنتاجية: الإدمان على مشاهدة المسلسلات قد يسرق الوقت من الدراسة أو العمل، مما يؤثر على إنتاجية الشباب وتقدمهم في حياتهم.
كيف يمكن تحقيق التوازن؟
الحل ليس في مقاطعة المسلسلات تمامًا، بل في التوعية والاعتدال، مثل:
اختيار المحتوى بعناية، ومتابعة الأعمال التي تحمل رسائل إيجابية.
عدم الانجراف وراء التقليد الأعمى لما يُعرض من.
يبقى الإعلام سلاحًا ذا حدين، وعلى الشباب أن يكونوا واعين بما يتلقونه، حتى لا يكونوا مجرد متلقين سلبيين، بل مشاهدين ناقدين قادرين على التمييز بين الواقع والدراما.
إرسال تعليق