U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

الكاتبة هند رجب تكتب أرفع مقامات التدبر: تدبر القلوب - جريدة الهرم المصرى نيوز


 

  بقلم هند رجب


إذا أراد الله تعالى شيئًا ما منع مانع ولا حجب حاجب، وإذا أراد سبحانه جاءتك الأماني وصار المستحيل حقيقة، فمهما خططت وحاولت إذا لم يشأ سبحانه شيئًا لم يكن، الله تعالى يقول: {إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون.}


الله تعالى إن رأى منك صدقًا جعل كل لياليك ليالِ قدر، فالمحبّ الحقيقي لاتكفيه ليلةٌ واحدة ولا لقاءٌ واحد؛ فلا تفتر همّتك اعتقادًا منك أنّك فوَّتها، ليلةُ عتقك من النَّار هي ليلة قدرك وليالي رمضان خيرٌ وبركة وإجتهاد.

*(وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ.)*


لا نملك اختيار القدر لكننَا قريبون من مُقَدِّره


رب ما سئِمتُ مناداتك، لأنني أعلمُ أنك تسمعني، ولا تردّدتُ في طلبك لأني أوقن أنك تعطيني، ما ضاقت بي إلا اتّسعت بكرمك، ولا أظلمت إلا أشرقت بتدبيرك، الله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ.} سُبْحَانَهُ يَرى تَقَلُّبَ وجهِكَ وأَنينَ قَلبِكَ وَلَا يخفَى عليهِ حُزنُكَ؛ لكنَّهُ يُدبرُ أمرك.


قبل أن تؤدي الصلاة هل فكرت يومًا وأنت تسمع الآذان بأن جبار السماوات والأرض يدعوك للقائه! هلا استشعرت أنك واقف عند حضرة ملك الملوك أم أنك انشغلت في تحريك يديك والتفكير في أمور عملك وبيتك وتعديل ثوبك، إنه لعجب العجاب.


‎سلامٌ أنتِ في الليل وحتى مطلعِ الفجرِ


تتسارع أيام رمضان وتنقضي لياليه والناس بين مرحوم ومحروم وبين مقبل ومدبر، بالأمس استقبلنا الشهر الفضيل وها هو قد أزف بالرحيل لكن بقي منه أيامٌ قليلة فيها ليلة العمر وغنيمة الدهر، فيها ليلةٌ لعِظم قدرها عند الله تعالى يقدر فيها ما يكون من العام من المقادير ولأنّ للطاعات فيها قدرًا عظيمًا وثوابًا جزيلًا، الله تعالى يقول: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ.}


أنتَ فِي أيامٍ يتمنَّاها الملايينُ تحتَ الأرض وحتّى لو جِئتَ مُتأخرًا ولم تجِد قلبك من بداية رمَضان إلا الآن، فبادِر وسَابِق لم يفُت الأوان بعد.*فتزوّد قبل أن تُفجع بانقضائه.*


*ذهب معظمه وبقي أعظمه*


تقاصرت أعمار أمة النبي محمد ﷺ عن أعمار من سبقها، فهي بين الستين والسبعين، في حين كان الرجل ممن سبق يعيش زيادة عن ألف عام، مُفْسَحٌ له المجال للتعبد والتزود بالعمل الصالح فكانت تلك المواسم الخيرية تعويضًا من رب العالمين للسباق وللمنافسة والاستكثار من الطاعات والقربات، الله تعالى يقول: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ من ربكم.}

وأوصى ﷺ فقال: (بادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعاً..)


إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها 

        فَإن لكُلِّ خافِقَة سُكُوْنُ 

          ولا تغفل عن الإحسان فيها 

              فلا تدري السكونُ متى يكونُ

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة