بقلم الكاتبه عبير خضر ✍️
في عالم يميل إلى الفضول والتدخل في حياة الآخرين، يصبح الحفاظ على الخصوصية تحديًا حقيقيًا. لكن الحقيقة البسيطة هي أن لكل إنسان الحق في الاحتفاظ بأفكاره، وأحلامه، وتفاصيل حياته لنفسه. ليس مطلوبًا منك مشاركة كل شيء مع الجميع، وليس من الخبث أن تختار بعناية من يشاركك تفاصيل حياتك.
للأسف، مفهوم الخصوصية يكاد يكون مُنعدمًا في مجتمعاتنا. الجميع يشعر بأن له الحق في التدخل: في أسلوب حياتك، قناعاتك، طريقة إنفاقك لأموالك، ملابسك، أفكارك، وحتى في علاقتك بربك! الأسوأ أن البعض لا يكتفي بالسؤال، بل يتجاوز إلى إصدار الأحكام والتعليقات التي لم تطلبها من الأساس.
لكن هنا يأتي دورك… دورك في رسم حدودك الخاصة، وتحديد ما هو مقبول وما هو مرفوض، والتمسك بمساحتك الشخصية دون تردد أو شعور بالذنب. وكما تقول الحكمة:
"من تدخّل فيما لا يعنيه، سمع ما لا يرضيه."
فن المسافات: متى تقترب ومتى تبتعد؟
الذكاء الاجتماعي يكمن في فهم المسافات، في معرفة متى تمنح الآخرين مساحة في حياتك، ومتى تحمي نفسك من التطفل غير المبرر. احترام الحدود لا يعني أنك شخص غامض أو غير اجتماعي، بل يعني أنك تحترم ذاتك بما يكفي لتختار من يستحق أن يكون جزءًا من عالمك.
وكما قال د. مصطفى محمود:
"الخصوصية قوة، فالناس لا يستطيعون تدمير ما لا يعرفون."
لذلك، لا تتردد في حماية نفسك، وضع حدودًا واضحة، وتذكر دائمًا: ما لا يخص الآخرين… لا يعنيهم!
إيه حدودك الشخصية اللي مش بتسمح لحد يتجاوزها؟ وهل بتدافع عنها بوضوح؟
إرسال تعليق