بقلم الكاتبة/ الدكتورة هدير محمود فايد
اخصائي تربية خاصة وإرشاد أسري و نفسي
المقدمة :
التربية مسؤولية عظيمة تتطلب وعيًا ومعرفة بأساليب التعامل مع الأطفال في مختلف مراحل حياتهم. لكن مع الأسف، يعاني بعض الأهل من الجهل التربوي، سواء بسبب نقص المعلومات، أو اتباع أساليب خاطئة توارثوها، مما ينعكس بشكل سلبي على نفسية الأطفال وسلوكياتهم.
⬅️مظاهر الجهل التربوي
1. استخدام العنف كأسلوب للتربية
يلجأ بعض الأهل إلى الضرب والصراخ كوسيلة لتقويم سلوك أطفالهم، معتقدين أن ذلك هو الأسلوب الأمثل للانضباط. لكن الحقيقة أن العنف يولد العناد والخوف والقلق، ويؤثر على تقدير الطفل لذاته.
2. الإهمال العاطفي
التربية لا تقتصر فقط على توفير الطعام والملبس، بل تشمل أيضًا الدعم العاطفي. الطفل الذي لا يحصل على الاهتمام والحنان والتشجيع يعاني من مشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب وانعدام الثقة بالنفس.
3. المقارنات بين الأطفال
يقوم بعض الآباء بمقارنة أطفالهم بأقرانهم، سواء من الإخوة أو الأقارب، بهدف تحفيزهم. لكن هذه المقارنات تؤدي إلى الإحباط والشعور بالدونية، وقد تزرع في الطفل الغيرة والكراهية.
4. التحكم الزائد أو التدليل المفرط
التربية المتزنة تعني إعطاء الطفل حرية ضمن حدود، لكن بعض الأهل إما يتحكمون في قرارات أطفالهم بشكل مفرط، أو يمنحونهم حرية مطلقة دون ضوابط، مما يؤدي إلى شخصية ضعيفة أو متمردة.
5. إهمال التعليم والتوجيه السلوكي
بعض الأهل لا يعطون أهمية لتنمية مهارات الطفل وتعليمه القيم والأخلاق، مما يجعله عرضة للانحراف السلوكي والضياع عند مواجهة تحديات الحياة.
⬅️الأثر النفسي للجهل التربوي على الأطفال
✔️ضعف الثقة بالنفس: الطفل الذي ينشأ في بيئة لا تحترم مشاعره وآرائه يفقد الثقة بنفسه.
✔️القلق والاكتئاب: الشعور المستمر بالخوف أو الإحباط يؤدي إلى مشكلات نفسية قد تستمر مع الطفل حتى البلوغ.
✔️العدوانية أو الانطواء: الطفل قد يصبح إما عدوانيًا يعبر عن ألمه بالعنف، أو انطوائيًا يفضل العزلة خوفًا من الانتقاد.
✔️ضعف القدرة على اتخاذ القرارات: نتيجة عدم السماح له بالتعبير عن رأيه أو التجربة والخطأ.
✔️التبعية أو التمرد: إما أن يكون تابعًا لمن حوله، أو يتمرد على السلطة الأبوية بسبب التربية المتشددة.
⬅️كيف نتجنب الجهل التربوي؟
1. التثقيف التربوي: القراءة وحضور دورات عن أساليب التربية السليمة.
2. تعزيز الحوار مع الأطفال: منح الطفل فرصة للتعبير عن مشاعره دون خوف.
3. استخدام أساليب التربية الإيجابية: مثل التعزيز الإيجابي بدلاً من العقاب البدني.
4. تقديم القدوة الحسنة: لأن الأطفال يتعلمون بالملاحظة أكثر من التلقين.
5. تفهم احتياجات الطفل النفسية والعاطفية: من خلال الاهتمام بمشاعره وتقديره.
ختامًا، الجهل التربوي ليس مجرد نقص في المعرفة، بل قد يكون السبب في تكوين شخصيات مضطربة تعاني في المستقبل. لذا، من المهم أن يدرك الأهل أن التربية مسؤولية تحتاج إلى وعي وتطوير مستمر، لضمان نشأة أطفال أصحاء نفسيًا وسلوكيًا.
إرسال تعليق