U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

"اللسان الصغير.. عندما ينطق الطفل بما لا تتوقعه!" - جريدة الهرم المصرى نيوز



 


بقلم : كريمان سلمان 
(اخصائى تعديل سلوك اطفال ومراهقين ) 

مقدمة: تُعد الألفاظ السيئة والمسيئة ظاهرة مقلقة يواجهها العديد من الآباء والأمهات في تربية أبنائهم، سواء كانوا أطفالًا أو مراهقين. قد يتفاجأ البعض بسماع كلمات غير لائقة من أطفالهم دون معرفة كيفية التعامل معها، مما يخلق حالة من التوتر والارتباك داخل الأسرة. لذا، من المهم فهم الأسباب وراء هذا السلوك والتعرف على أفضل الطرق لعلاجه. 

أولًا: أسباب استخدام الألفاظ السيئة 

التقليد والمحاكاة: الأطفال بطبيعتهم يميلون إلى تقليد من حولهم، سواء كانوا أفراد العائلة، الأصدقاء، أو حتى الشخصيات التلفزيونية. إذا سمع الطفل ألفاظًا سيئة تتكرر أمامه، فهناك احتمال كبير أن يستخدمها بدوره. 

لفت الانتباه: قد يلجأ بعض الأطفال والمراهقين لاستخدام كلمات جارحة لجذب انتباه من حولهم، خاصة إذا كانوا يشعرون بالإهمال أو التهميش. 

التعبير عن الغضب: عدم قدرة الطفل أو المراهق على التعبير عن مشاعره بطريقة صحية قد يدفعه لاستخدام ألفاظ مسيئة كوسيلة للتنفيس عن الغضب أو الإحباط. 

ضغط الأقران: في مرحلة المراهقة، يتأثر الفرد بشكل كبير بأصدقائه. لذلك، قد يستخدم ألفاظًا نابية لمجاراة زملائه، ظنًا منه أن ذلك يعزز من مكانته الاجتماعية بينهم. 

غياب التوجيه: عدم وجود نقاش مفتوح بين الأهل والأبناء حول القيم والأخلاق يؤدي إلى افتقار الطفل للوعي بمدى تأثير كلماته على الآخرين. 

ثانيًا: طرق علاج الألفاظ السيئة 

الهدوء وضبط النفس: عند سماع لفظ غير لائق، من المهم أن يحافظ الأهل على هدوئهم، لأن الغضب والصراخ سيزيدان الأمر سوءًا. بدلاً من ذلك، يمكن سؤال الطفل بهدوء عن سبب استخدامه لهذه الكلمات. 

التواصل الفعّال: فتح باب الحوار مع الطفل أو المراهق يساعد على فهم دوافعه، ويتيح للأهل فرصة توجيهه لكيفية التعبير عن مشاعره بطريقة محترمة. 

القدوة الحسنة: يجب أن يدرك الأهل أن الأطفال يتعلمون من خلال المشاهدة، لذا فإن استخدام الألفاظ المهذبة داخل المنزل يُعد درسًا عمليًا في التربية. 

تعليم الذكاء العاطفي: مساعدة الطفل على فهم مشاعره، وتسميتها، والتعبير عنها بأسلوب راقٍ يقلل من حاجته لاستخدام كلمات جارحة. 

تعزيز السلوك الإيجابي: مكافأة الطفل وتشجيعه عندما يستخدم كلمات لائقة ومهذبة يعزز هذا السلوك لديه. 

تعليم مهارات حل النزاعات: خاصة للمراهقين، يمكن تعليمهم كيفية التعامل مع الخلافات دون اللجوء للألفاظ الجارحة، مثل التفاوض أو التعبير عن المشاعر بشكل صحي. 

خاتمة: الألفاظ السيئة ليست إلا انعكاسًا لمشاعر غير مُعبَّر عنها أو بيئة مليئة بالتوتر. لذا، بدلاً من العقاب المباشر، فإن التفاهم والاحتواء هما المفتاح لعلاج هذا السلوك. بتعزيز التواصل، والاهتمام العاطفي، والقدوة الحسنة، يمكننا مساعدة أطفالنا ومراهقينا على أن يصبحوا أكثر وعيًا واحترامًا في تعاملاتهم مع الآخرين.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة