U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

روحانيات وأفضال شهر رمضان المعظم - جريدة الهرم المصرى نيوز


 


كتب/ مجدى الكومى 

شهر رمضان هو من أشهر الله المباركة، التي خصها الله سبحانه وتعالى بفضائل عظيمة ومزايا روحانية لا تُحصى. يُعتبر هذا الشهر فرصة للتقرب إلى الله، وتجديد النية، وتحقيق السلام الداخلي.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: ١٨٣). يُظهر هذا النص القرآني أهمية الصيام كوسيلة لتحقيق التقوى، وهي أحد الأهداف الكبرى التي يسعى إليها المسلمون خلال هذا الشهر.

لقد أكد سيدنا محمد صلَ الله عليه وسلم على أهمية الصيام بقوله: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" (رواه البخاري ومسلم). هذا الحديث يُبرز كيف أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو عبادة تتطلب الإخلاص والتوجه إلى الله.

يتميز شهر رمضان عن سائر الشهور بأجواء روحانية خاصة، حيث يُقبل المسلمون على العبادة بشغف. تتضاعف الأعمال الصالحة، وتُفتح أبواب الجنة، كما يُقال في الحديث الشريف: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغُلِقت أبواب النار، وسُلسلت الشياطين" (رواه مسلم). 

هذه الأجواء تجعل من الصعب على المسلم أن يبتعد عن العبادة، وتُعزز من روح الإيمان في قلوب المؤمنين.

ومن النوافل العظيمة فى هذا الشهر المبارك التراويح والقيام، حيث تُعد صلاة التراويح من السنن المؤكدة في رمضان، يقول النبي صل الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه). 

إن قيام الليل في رمضان يُعتبر فرصة لتجديد العهد مع الله، وتصفية النفس من الهموم والآلام "أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.

 شهر رمضان هو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن، حيث يقول الله تعالى: "شهر رمضان الذي أُنزِل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان" (البقرة: ١٨٥). لذا، فإن قراءة القرآن وتدبر معانيه خلال هذا الشهر يُعزز الروحانية ويقرب المسلم من ربه كما ان ثواب تلاوته خيرا بسبعين درجة فيما سواه من الايام والشهور.

شهر رمضان هو أيضًا فرصة لتعزيز قيم الكرم والعطاء. يُحث المسلمون على إخراج الزكاة والصدقات، حيث يقول النبي صل الله عليه وسلم: "أفضل الصدقة صدقة في رمضان" (رواه الترمذي). إن تقديم العون والمساعدة للمحتاجين يزيد من روح التضامن والتكافل الاجتماعي.

ومن الجدير بالذكر أن الدعاء من أعظم الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم في رمضان، حيث يُعتبر وقت الإفطار من الأوقات المستجابة للدعاء. يقول النبي صل الله عليه وسلم: "إن للصائم عند فطره دعوة لا تُردّ" (رواه ابن ماجه). 

لذلك، يُستحب أن يُكثر المسلم من الدعاء في هذا الشهر المبارك.

ومن أفضال شهر رمضان ليلة القدر هي من أعظم ليالي الشهر، حيث يقول الله تعالى: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ"(القدر: ١). ويُعتبر إحياؤها بالصلاة والذكر والدعاء من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم. تتجلى فيها الرحمة والمغفرة، ويُستحب أن يُكثر المؤمن من الدعاء في تلك الليلة وليلة القدر خير من ألف شهر أى أن العبادة فى تلك الليلة تعادل عبادة ثلاث وثمانون عاماً.

إن شهر رمضان هو فرصة ذهبية للتقرب إلى الله، وتجديد العهد معه.

 من خلال الصيام، والقيام، وقراءة القرآن، وإخراج الزكاة والصدقات، والدعاء، ويمكن للمسلم أن يُعزز من روحانيته ويحقق السلام الداخلي، فلنجعل من هذا الشهر الكريم بداية جديدة في حياتنا، ونسعى دائماً لنيل رضا الله ومغفرته.

اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة