بقلم ا/ منال على حامد
عليكِ عزيزتي الأم أن تعلمي أن قهر التوحد ليس صعبًا وليس بالأمر اليسير إنه يحتاج إلي مجهود شاق والتعرف علي كل ما هو جديد في تأهيل أطفال التوحد كذلك تحديد أكثر الصفات التي تزعجك في طفلك للتغلب عليها وإليك غاليتي أُهدي مقالتي........
إن اضطراب التوحد يتمثل في صعوبة تطوير العلاقات الاجتماعية حيث يفضل الطفل التوحدي اللعب بمفرده ولا يقيم علاقة وثيقة لاسيما خارج الأسرة وعند التفاعل مع الاطفال الآخرين يتجنب التواصل البصري، لا يستخدم تعبيرات الوجه لتأسيس تفاعل اجتماع ، وقد يواجه صعوبة في معرفة كيفية المشاركة في الأحاديث، وتمييز الكلمات الودودة من الجارحة، مما جعل الطفل يبدو غريب الأطوار.
حيث يعجز هؤلاء الأشخاص عن توظيف مهاراتهم بطريقة تفاعلية أو مثمرة اجتماعيا، كذلك صعوبة بناء العلاقات الشخصية وتعزيزها أو الحفاظ عليها وصعوبة فهم العلاقات بين الأشخاص.
**صعوبة التنبؤ بأفعال وأقوال الآخرين ومن خلال البحث والتعامل مع أطفال التوحد وجدت الكاتبة أن الأمر يرجع إلي ضعف الذاكرة العاملة عند أطفال التوحد.
فللذاكرة العاملة وظيفة إدراكية أساسية تلعب دورًا هامًا في المهام اليومية وتؤثر علي قدرات التعلم والتفاعل الاجتماعي، فهي لا تسمح للأفراد بتذكر المعلومات المخزنة فحسب، بل تطبيقها أيضًا، في سياق التوحد يعد ضعف الذاكرة العاملة أمرًا شائعًا له تأثير عميق في جوانب مختلفة من حياة الفرد.
تُعد الذاكرة العاملة أساسية لمهام مثل( اتباع التعليمات، حل المشكلات ، تعدد المهام، تنظيم الأفكار)
أهمية الذاكرة العاملة في التوحد:
تظهر الأبحاث أن المصابين بالتوحد يحصلون علي درجات أقل في مقاييس الذاكرة العاملة مقارنة بالأفراد العاديين وخاصة في المهام التي تتطلب مرونة معرفية، وتخطيطًا، وحملًا أكبر علي الذاكرة العاملة وارتبط الانخفاض للدرجات في الذاكرة العاملة اللفظية بمشاكل أكبر في السلوك التكيفي، بسلوكيات أكبر تعقيدًا وتكرارًا في الأداء العام.
تأثيرات الذاكرة العاملة علي الأداء اليومي:
متمثلًا في *ضعف مهارات التواصل *صعوبة في التفاعلات الاجتماعية
تؤدي عيوب الذاكرة العاملة إلي إعاقة قدرات التواصل مما يجعل من الصعب متابعة المحادثات، التعبير عن أفكارهم بشكل متماسكـ، أو تذكر التفاصيل في المحادثات السابقة.
-صعوبات التفاعلات الاجتماعية:
يجعل من الصعب تذكر الاشارات الاجتماعية وفهم المواقف الاجتماعية والاستجابة بشكل مناسب.
*****عزيزتي الأم، المعلم، كل من يهمه الأمر...
إن إدراك هذه العلامات وفهم آثار تحديات الذاكرة العاملة يٌمكننا جميعًا من تقديم الدعم المناسب وتطبيق استراتيجيات تُحسن تجربة التعلم لدي الأفراد المصابين بالتوحد، حيث يمكن مساعدتهم بالتغلب علي تحديات الذاكرة العاملة وتحقيق كامل إمكاناتهم.
يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية لعب دور حاسم في تهيئة بيئة تعزز نمو الذاكرة العاملة، تحسين مهارات الذاكرة العاملة يُحسن الأداء الإدراكي والأداء العام
إليكِ عزيزتي الأم بعض النصائح المفيدة القائمة علي استراتيجيات الذاكرة العاملة التي تحسن من أداء الذاكرة العاملة:
1)تنظيم المهام اليومية المطلوبة من طفلك: يجب وضع روتين يومي ثابت وتوقعات واضحة يساعد المصابين بالتوحد علي إدارة ذاكرتهم العاملة مع وجود جدول زمني واضح وتعليمات واضحة يخفف العبء المعرفي ويدعم استرجاع الذاكرة.
2)تقسيم المهام المطلوب أداءها إلي خطوات أسهل حيث يتيح هذا النهج للأفراد التركيز علي خطوة واحدة في كل مرة يخفف العبء المعرفي ويدعم استرجاع الذاكرة ويذيد من احتمالية إنجازها بنجاح.
3)الوسائل والمعينات البصرية: مثل الجداول البصرية المرئية والتذكيرات ، وقوائم المراجعة لدعم الذاكرة وتعزيز الاستقلالية توفر هذه الوسائل مرجعًا بصريًا يمكن للأفراد الرجوع إليه عند الحاجة، مما يقلل الحاجة إلي التذكيرات اللفظية.
4)استخدام الاشارات البصرية: مثل الملصقات لتحسين الذاكرة والفهم .
5)ممارسة الرياضة وخاصة الالعاب التي تحث ع الدفاع عن النفس وتشجيع الطفل علي التعبير عن احتياجاته وطلب الدعم، وطلب الدعم، وتعليم مهارات الدفاع عن النفس مما يحسن من قدرات الذاكرة العاملة.
6)استخدام الحواس ودمجها في عملية التدريب والتعلم يجب ان يكون المطلوب تعلمه يشمل تلك القاعدة( شم، لمس، تذوق، معرفة، سمع ، بصر) إن إدماج العناصر البصرية والسمعية والحركية في التعلم له الأثر الفعال في تحسين معالجة المعلومات وتذكرها.
7)ألعاب وتمارين الذاكرة : الألغاز، بطاقات الذاكرة، ألعاب التسلسل...
8)تكرار وممارسة الانشطة المنظمة يساعد علي إتقانها .
في نهاية المطاف يجب أن تدركي عزيزتي الأم إن الاهتمام بالأنشطة التي تحسن من أداء الذاكرة العاملة وكذلك فهم استراتيجياتها يحسن من الأداء الادراكي للطفل ومن ثم ينعكس علي اللغة والتفاعل والتواصل الاجتماعي وبدوره ينصب علي الأداء الأكاديمي الجيد.
ماشاء الله بالتوفيق ان شاءالله
ردحذف