U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

المرونة التسويقية لشركات الاستيراد في ظل الأزمة الاقتصادية في مصر - جريدة الهرم المصرى نيوز


 


بقلم : مصطفى عبد الجواد سليمان " سلسلة مقالات بعنوان افهم تسويق"

عندما تصبح المرونة هي كلمة السر!

في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر، أصبح سوق الاستيراد مليئًا بالتحديات التي تضع الشركات أمام اختبارات صعبة. ارتفاع الأسعار، نقص العملة الصعبة، تغيرات سعر الصرف، وقيود الاستيراد، كلها عوامل جعلت الشركات تبحث عن حلول سريعة وفعالة للبقاء في المنافسة. هنا تظهر أهمية المرونة التسويقية كطوق نجاة يضمن التكيف مع هذه المتغيرات.

ماذا نعني المرونة التسويقية؟

المرونة التسويقية ببساطة هي قدرة الشركات على التكيف بسرعة مع تقلبات السوق والتغيرات الاقتصادية. بمعنى آخر، بدلاً من أن تظل الشركة متمسكة بخطة ثابتة قد لا تناسب الوضع الحالي، تكون قادرة على تعديل استراتيجياتها بسرعة لتتواكب مع الظروف الجديدة. يشمل ذلك تغيير الأسعار، البحث عن بدائل للمنتجات، تنويع طرق البيع، وإعادة صياغة العروض التسويقية.

أزمة الاستيراد في مصر.. كيف أثرت على السوق؟

خلال السنوات الأخيرة، واجهت شركات الاستيراد تحديات غير مسبوقة، أبرزها:

• نقص الدولار وارتفاع تكاليف الشحن، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة.

• فرض قيود على بعض السلع لتشجيع التصنيع المحلي، وهو ما أربك العديد من الشركات التي تعتمد على استيراد منتجات معينة.

• تقلبات سعر الصرف، مما جعل من الصعب تحديد أسعار مستقرة للمنتجات.

مع هذه التحديات، كان أمام الشركات خياران: إما التأقلم السريع أو الخروج من السوق!

كيف تتعامل الشركات الذكية مع الأزمة؟

الشركات التي استطاعت البقاء رغم الأزمة الاقتصادية، لم تعتمد على الحظ بل على استراتيجيات مرنة ومبتكرة، ومنها:

1. تنويع مصادر الاستيراد

لم يعد من الحكمة الاعتماد على مورد واحد أو دولة واحدة. البحث عن موردين جدد في دول مختلفة يمكن أن يساعد في تأمين المنتجات بأسعار مناسبة.

2. البحث عن بدائل محلية

لماذا لا يتم اللجوء إلى المنتجات المحلية كحل بديل لبعض السلع المستوردة؟ هذا الاتجاه بدأ يكتسب زخمًا بين الشركات.

3. إقامة شراكات مع علامات تجارية عالمية للتصنيع في مصر.

برز ذلك في العديد من المجالات. ويعتبر هذا الاتجاه اتجاه مفضل من قبل المؤسسات الحكومية لانه يؤدى الي عده مكاسب علي المستوي الاقتصادي وأيضا ذياده خبرات المصنعين المصريين واثراء السوق المصري وقد اتجهت عدة قطاعات سوقية في اكثر من مجال الي هذا النهج مثل " قطاعة صناعة السيارات – قطاع التكنولوجيا – قطاع الأغذية والسلع سريعة الدوران "

وهناك شركات مصرية حققت نجاحات في هذا المجال وتم افتتاح حوالى " 6 مصانع منتجات غذائية عالمية سريعة الدوران " خلال عامين فقط عن طريق شراكات مع ثلاثه شركات مصرية.

4. تغيير سياسات التسعير

لم يعد هناك مجال للأسعار الثابتة! التسعير الذكي الذي يعتمد على العروض، التقسيط، والحزم الترويجية أصبح وسيلة فعالة للحفاظ على العملاء مع العمل على استراتيجات خفض التكلفة للوصول الي شرائح اكبر من المستهلكين.

الخلاصة: التغيير لم يعد خيارًا!

الأزمة الاقتصادية في مصر فرضت واقعًا جديدًا على الشركات، خاصة المستوردة منها. البقاء في السوق لم يعد يعتمد فقط على جودة المنتج، بل أصبح يتطلب مرونة في التفكير، سرعة في التنفيذ، وقدرة على التكيف مع المستجدات. من يفهم هذا الدرس جيدًا، سيتمكن من تجاوز الأزمة وتحقيق النجاح حتى في أصعب الظروف.

تعليقات
تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة