د.على ربيع على
لقد برع المصرى القديم في صنع وتصميم ملابسه ، وظهرت لنا طرز وأنواع مختلفة من هذه الملابس سواء لمختلف الطبقات الإجتماعية على جدران المقابر والمعابد. فقد وصلتنا بقايا ملابس استطاع الزمن إن يحفظها لنا بفضل مناخ مصر المتميز . ويمكنا ادراك مدى الجانب الإبداعي لذوق تصميم الملابس المصرية ، ولحسن الحظ فإن التصاوير قامت بسد النقص في المعلومات المستمدة من البقايا المكتشفة ، صحيح انها تؤكد ثبات الزى المصرى ، إلا انها تكشف عن نماذج خاصة لملابس الأعياد. واهتم المصريين بالاقمشة المزركشة المستوردة من خارج البلاد مع بداية الدولة الوسطى ، كما توضح الاختلاف بين ملابس السيدات والخادمات، وايضا الملابس المميزة والمخصصة للالهة وبعض الكهنة. تشهد المناظر التى تزين جدران المقابر بأن مصر القديمة كانت تشتهر بإنتاج الكتان ، والذى صنعت منه معظم المنسوجات المصرية القديمة . ولكن لم يكن الكتان وحده هو النسيج المستخدم في الملابس ، فقد عثر أيضا على منسوجات مصنوعة من صوف الأغنام وشعر الماعز ، وألياف النخيل والحشائش. وقد أخرجت الحفائر عدة أمثلة لمنسوجات من شعر الماعز من موقع قرية العمال في "تل العمارنة " . ولم يكن للألياف الحيوانية نفس الأهمية في صناعة الأقمشة، حيث لم يكن الصوف متوفرا بكثرة في تلك الفترة وأيضا اعتقد المصريين القدماء أن الصوف غير نظيف ، فاستخدموه فقط في الملابس الخارجيه ، وهذا دليل قوى على قدم استخدام الصوف مثل الكتان أيضا . عثر على أقمشة من الكتان والصوف في مقابر حلون التى تعود إلى عصر الأسرة الأولى. أما في العصر الروماني بدأ في مصر نسج المنسوجات الحريرية لأول مره ولكنها كانت تخضع إلى قيود صارمة من الرومان ، فكانت تخص القصر الامبراطورى فقط . وأن السبب في هذه القيود هو قلة مادة الحرير الخام وغلاء أسعاره .
إرسال تعليق