كتب/ محمد عبد القادر
في خطوة مبتكرة تهدف إلى دعم السياحة وتحسين صورة مركز إدفو سياحيًا، أطلق السيد عاطف كامل الدكسي، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إدفو، مبادرة متميزة تحت عنوان "جميلة يا بلدي" التي تركز على تطوير وتجميل أحد ألوان السياحة التقليدية في المدينة. هذه المبادرة تُمثل خطوة جادة لتنشيط السياحة في إدفو، من خلال تنظيم مسابقة لاختيار أجمل وأفضل عربة حنطور، وهي وسيلة النقل التاريخية التي يرتبط بها الكثير من السياح عند زيارتهم لمدينةإدفو، ما يعزز من جمالية المدينة ويعكس وجهًا حضاريًا مشرقًا أمام الزوار.
وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها على مستوى محافظة أسوان، حيث جاءت استجابةً لاهتمام السيد عاطف الدكسي بتطوير قطاع السياحة في المدينة، بما يتماشى مع توجيهات السيد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان لتفعيل دور السياحة كمصدر دخل رئيسي، وتحسين الخدمات المقدمة للسائحين. يهدف المشروع إلى تشجيع أصحاب عربات الحنطور على تحسين مستوى الخدمة، وهو ما سيساهم في رفع جودة السياحة في إدفو وتعزيز صورتها الحضارية أمام الزوار المحليين والدوليين.
تتمثل الفكرة الرئيسية للمبادرة في تنظيم مسابقة لاختيار أجمل عربة حنطور، بشرط أن تكون العربة مطابقة للمواصفات الفنية والبيئية التي تضمن السلامة والراحة للسائحين، فضلًا عن الاهتمام بالمظهر الجمالي والتصميم العصري للعربات. وقد تم تحديد معايير واضحة لاختيار العربات، بما يشمل الجودة، والديكور، والراحة، والنظافة، والالتزام بالمواصفات المطلوبة، بما يساهم في توفير تجربة سياحية مريحة وجذابة للزوار.
ولضمان نزاهة وشفافية المسابقة، تم تشكيل لجنة ميدانية مختصة لفرز وتقييم العربات المشاركة في المسابقة. ترأس اللجنة نائب رئيس المركز والمدينة، الأستاذ أحمد القاضي، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس لجنة النقل البطيء بالوحدة المحلية. كما شارك في اللجنة السيد بهاء عقل، نائب رئيس المركز لشؤون القرى، والأستاذ أحمد جلبي، سكرتير عام مركز ومدينة إدفو، إلى جانب مجموعة من المختصين في الإدارات المختلفة، مثل الإدارة المالية والشؤون القانونية والبيئة.
كما كان للجنة دور كبير في القيام بعمليات الفحص الميداني لعربات الحنطور في مختلف مناطق إدفو، لضمان التزام أصحاب العربات بالشروط المطلوبة. وكانت اللجنة قد ضمت أيضًا المهندس أحمد الشريف، مدير إدارة النقل البطيء بالوحدة، إضافة إلى مجموعة من المتخصصين في مجال النقل والسياحة. لم تقتصر مهمة اللجنة على التقييم الفني، بل شملت أيضًا تقديم المشورة والتوجيه لأصحاب العربات لتحسين أدائهم، والتأكد من أنهم قادرون على تقديم خدمة متميزة للسائحين.
تفاعل المواطنون وأصحاب عربات الحنطور بشكل كبير مع هذه المسابقة، حيث كانت بمثابة عرس سياحي كبير في المدينة. ومن خلال المبادرة، تمكن أصحاب العربات من إظهار جهودهم الكبيرة في تحسين مستوى الخدمة والاهتمام بالمظهر الجمالي لعرباتهم. كما شارك الأطفال والعائلات في الاحتفالات، حيث شهدت الساحة حضورًا جماهيريًا لافتًا، مما أضاف أجواء من البهجة والفرحة في المدينة.
وقد تميزت المسابقة بالجانب الحضاري والجمالي، حيث تم ترتيب العربات المشاركة بشكل مميز، مما جذب الأنظار وأثار إعجاب الجميع. واستعرض المشاركون عرباتهم التي تزينت بألوان زاهية وزخارف فنية متقنة، وتنوعت بين العربات الكلاسيكية والتصاميم الحديثة التي تجمع بين التراث والمعاصرة، ما جعل الفعالية تمثل عرضًا حيًا للثقافة السياحية والحرفية في إدفو.
من المقرر أن يتم الإعلان عن الفائزين في المسابقة قريبًا، وسيتم تكريم أصحاب العربات الفائزة في احتفال رسمي، بحضور السيد عاطف كامل الدكسي، رئيس المركز والمدينة. كما ستُوزع الجوائز على الفائزين تقديرًا لجهودهم في تحسين مستوى الخدمات السياحية ورفع مستوى الجمالية في المدينة.
وأكد السيد عاطف كامل الدكسي أن هذه المبادرة تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة والبرامج التي تهدف إلى تحسين الخدمات السياحية في إدفو وتعزيز صورة المحافظة على الصعيدين المحلي والدولي. وأضاف أن "جميلة يا بلدي" ليست مجرد مسابقة لانتقاء أجمل العربات، بل هي جزء من رؤية أكبر تهدف إلى تطوير القطاع السياحي وتنشيطه، كما تسعى المبادرة إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في تنمية السياحة المحلية.
تعتبر هذه المبادرة نموذجًا مثاليًا للابتكار في القطاع السياحي، حيث تساهم بشكل كبير في تحسين وتطوير السياحة في إدفو. فعلى الرغم من أن عربات الحنطور تعتبر وسيلة نقل تقليدية، إلا أن هذه المبادرة حولتها إلى عنصر جذب سياحي جذاب، يعكس صورة إيجابية عن إدفو كمقصد سياحي مميز.
من خلال تحسين مستوى العربات وزيادة جاذبيتها، يمكن للمبادرة أن تساهم في جذب المزيد من السياح إلى إدفو، مما يعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي ويعزز من دور السياحة في توفير فرص العمل لأبناء المدينة.
تشكل مبادرة "جميلة يا بلدي" خطوة هامة نحو تطوير السياحة في إدفو وتعزيز مكانتها السياحية في المحافظة. وتعد هذه المبادرة مثالًا على كيفية استخدام الابتكار لتحسين القطاع السياحي المحلي، وهو ما يساهم بشكل كبير في تحسين تجربة الزوار وتعزيز صورة المدينة كوجهة سياحية مميزة
إرسال تعليق