بقلم/. عبير خضر ✍️
الشك في العلاقات الزوجية يُعتبر من أخطر الآفات التي تهدد استقرار الأسرة وتماسكها. عندما يفقد الرجل ثقته في شريكته، فإن ذلك غالبًا ما ينبع من شعوره بعدم الكفاءة أو الدونية، مما يجعله يعتقد بأنها تستحق شخصًا أفضل منه. هذا الشعور قد يكون نتيجة لانعدام الثقة بالنفس، حيث يشعر الرجل بأنه أقل شأنًا من شريكته، سواء من الناحية المادية، الاجتماعية، أو حتى الجمالية. تجارب سابقة مؤلمة، مثل التعرض للخيانة، قد تترك أثرًا عميقًا، مما يجعله يظل هاجس الخيانة يطارده في علاقته الحالية. بالإضافة إلى ذلك، تأثير المجتمع والمحيط قد يفرض معايير معينة للجمال أو النجاح، مما يزيد من شعور الرجل بأنه لا يرقى لتلك المعايير مقارنة بشريكته.
الشك المستمر يؤدي إلى تدمير الثقة المتبادلة، حيث يفقد الشريكان الثقة ببعضهما البعض، مما يخلق جوًا من التوتر والقلق. قد يحاول الرجل تعويض شعوره بالنقص من خلال فرض سيطرته على شريكته، مما يزيد من حدة المشاكل ويؤدي إلى التحكم والغيرة المفرطة. مع استمرار الشك، قد يتباعد الشريكان عاطفيًا وجسديًا، مما يهدد استمرارية العلاقة ويؤدي إلى الانفصال العاطفي والجسدي.
للتعامل مع الشك، يجب على الرجل تعزيز ثقته بنفسه من خلال العمل على تطوير ذاته والاعتراف بقيمته الحقيقية، سواء بتحقيق أهداف شخصية أو مهنية. التواصل المفتوح والصريح مع الشريكة حول المشاعر والمخاوف يمكن أن يساهم في تبديد الشكوك وتعزيز الفهم المتبادل. في حال تفاقم المشكلة، قد يكون من المفيد اللجوء إلى مستشار علاقات زوجية للمساعدة في تجاوز هذه الأزمة.
في الختام، يجب أن يدرك الرجل أن الشك غير المبرر قد يكون انعكاسًا لمشاعره الداخلية وليس لسلوك شريكته. العمل على الذات وبناء الثقة المتبادلة هما الأساس لعلاقة صحية ومستقرة.
إرسال تعليق