بقلم د.عبير عيد
لقد أصبحنا في عالم اللانسانية لم تقتصر غابتنا البشرية على الصراع من أجل لقمة العيش فحسب أو البقاء للأقوى فقط بل أصبح الضعيف لا حول له ولا قوة،،
لا وجود له و لا داعي من بقاءه على قيد الحياة...
مادام لا يملك ثمن الدواء..و لا يستطيع أن ينفق الآلاف من الجنيهات حتى يتم علاجه فهو لا يستطع كغيره أن يسافر للعلاج في الخارج ...لأنه فقير معدم هل هو إنسان!!
روح تحس ..أو من حقها أن تتألم ؛
هل أصبح الألم من حق من يملك الإنفاق على مرضه فقط ؟
و الفقير المسكين المعدم ما مصيره ؟
لا فائدة من الكلام لقد خيم الصمت على العقول وتغلبت القسوة
و غلفت القلوب ...
أين الرحمة ....أين أنتم يامن جعلكم الله رحماءه في الأرض لترحموا عباد الله كي يرحمكم الرحمن يوم القيامة ،،
كم من مريض فقير أصيب بالمرض اللعين ولا يملك دواءً له أو لفرد.من أسرته الفقيرة البسيطة ،،
آلاف من حالات السرطان يترددون على مستشفيات ومعاهد الأورام بمختلف المحافظات ويقوم العاملون المختصون برفضهم وارجاعهم لأنهم لا علاج لهم بحجة أنه لم بتوفر العلاج الكيماوي للمرضى ،،
أخبروني يا أصحاب العقول يامن تنادون بالتبرعات المالية من أجل مرضى السرطان...
أين تذهب تلك الأموال ؟ ولمن !!! ومن المستفيد منها إذا كان المرضى لا يجدون جرعات الكيماوي المقررة من لدن الأطباء لهم ...!!!
هل من مجيب ؟ لا ؟؟؟!!!
انتظروا لحين توافرها أو كل حالة تأخذ الجرعة على نفقتها الخاصة ..تمام كل التمام ...
.وماذا بعد !!!!
ومن لم يستطع أخذها على نفقته الخاصة ؟
ما مصيره !!
هل يستعد للموت ؟ هل يرتدي كفنه و ينتظر دوره في القبر ؟ يرقد ينحسر على حاله و يتمنى الموت يتمنى أن يرحمه الله من العذاب الجسدي والنفسي
نعم (كل نفس ذائقة الموت) ولكن لكل أجل وقت معلوم
ماذا أقول عن حجم المعاناة والمأساة التي يعيشها المرضى
ألم يكفهم ما بهم من ألم...
ألم يكفهم إحساسهم بالعجز المميت
أين المساندة و الدعم النفسي ..
حينما يشعر المريض باليأس والإحباط و يفقد الأمل في علاجه لأنه لا يجد و لا يملك شيئا نحن لا نملك الحياة أوالتحكم في المصير و لكن نملك الرحمة نملك أن نعترض ونأبى بشدة ولو بألسنتنا ما يحدث لإخواننا ...لا نملك لأنفسنا نفعاً و لا ضرا
ولكننا نآخذ بالأسباب...ونتوكل على الله
ان هذا الداء اللعين لم يرحم فقيراً أو غنياً أو ضعيفاً أو قوياً وعندئذ لم يتم التفرقة ليختار أيا منهم ليفتك به ويترك الآخر..
اتقوا الله في مخلوقاته الضعيفة ...
اتقوا الله في أنفسكم ..
اتقوا الله فلا أحد منا يملك لنفسه شيء ...
نحن جميعا تحت رحمة الله
فلنرحم غيرنا حتى يرحمنا الله
اللهم اشف مرضانا و مرضى المسلمين
اللهم ارحم كل من يتألم ولا يعلم بحاله الا الله
بقلمي د.عبيرعيد
إرسال تعليق