بقلم الإعلامية / رانه مصطفى
في عالم الحيوان حيث تنمو النزاعات و تشتعل الخلافات ويسود قانون البقاء للأقوي،تعقد بعض الكائنات بروتوكول تعاون و تناغم كمثال حقيقي للتعايش السلمي بينهم من أجل البقاء،.. و مفهوم التعايش السلمي يشير إلي قدره المجتمعات والأفراد علي العيش معا في سلام رغم الإختلاف الثقافي ، الديني أو العرقي ، والذي يتطلب تواصل فعال و احترام متبادل وفهم عميق لهذه الاختلافات،من خلال مناهج تعليم إحترام الأخر،الحوار المتبادل بين جميع الأطراف لتقليص فجوات الإختلاف،إضافه الي التسامح و المشاركه المجتمعيه لتقويه النسيج الإجتماعي وتحقيق الإستقرار.. .....
في عالم البحار حيث تعيش الكائنات البحريه المختلفه نجد مشاهد مثيره للإعجاب ل شراكه غير متوقعه بين ملك البحار(سمك القرش) و بعض الأنواع من الأسماك الصغيره الضعيفه والتي تعقد صفقه غير معلنه من التعايش السلمي وتبادل المنافع المشتركه ...عندما نسمع عن سمك القرش نتخيل صورته وحش كاسر مخيف مفترس ولكنه في الواقع له دور غريب جدا في النظام البيئي البحري،حيث تعرض أسماك الRemora الصغيره خدماتها لتعيش ملاصقة بظهر سمك القرش ،،لكن كيف تمت هذه الشراكه الفريده ؟؟ هي علاقه تبادل منافع ناجحه لكلا الطرفين ،ف سمك الريمورا الصغير يقوم ب الالتصاق بجسد سمك القرش ليقوم بالتغذي علي الطفيليات الموجوده علي جلده السميك و تنظيفه من الأوساخ،، اي يقوم سمك القرش يعمل جلسه تنظيف بشره وسبا مجانيه،في المقابل تجد الريمورا فندق خمس نجوم إقامة دائمه والحماية الفائقه من المخاطر التي قد تواجهها منفرده في أعماق المحيطات ...هي علاقه تظهر لنا أهميه التعايش السلمي في الطبيعه ،و كل كائن مهما كان بغض النظر عن حجمه أو قوته يلعب دورا هاما في النظام البيئي لتوفير الخدمات البيئيه او الاستفادة من الاختلافات بين الكائنات .....فهناك العديد من الامثله الأخري مثل تلك العلاقه من تشارك المصالح القائمه بين النمل الذي يمتلك استراتيجية تمويه رائعه و البق، بينما ينشغل النمل في جمع الطعام يأتي البق كضيف غير مرغوب به و بدلا من طرده يقوم النمل بحمايته مقابل الحصول علي ما يريد من سكر البق ، ف النمل إكتشف أن الحياه تبادل منافع وليست عدوان فقط...
نجد نفس الشئ في علاقه الصداقه اللا نهائيه بين الطيور و الأغنام......إذ هناك نوع من أنواع الطيور التي تعيش في أعشاشها علي ظهر الأغنام كوسائل نقل مقابل القيام بدور الحارس والمراقب الأمين الذي يقوم بدوره بتحذير الأغنام من هجوم الذئاب أو أي خطر محيط.....وهناك طائر البوم والذي قد يستخدم أعشاش الصقور و الغربان المهجوره للإقامة لانه لا يقوم ببناء عش بل يعشش في التجاويف الطبيعيه للأشجار ...علي نفس هذا المنوال نجد قوه التعاون المشترك بين الضفادع و الآفات،،تعيش الضفادع في المستنقعات كحماه للبيئه وتسمح للآفات بالاقتراب منها ،وعاده ما نجد الضفادع تتغذي علي هذه الآفات، ولكن مبدئهم يكمن في المقوله عندما نتعاون معا يمكننا القضاء علي الأعداء المشتركه ،إضافه الي ضمان وجبه لذيذه لكل من الطرفين... كل كائن يقوم بدوره في العرض العظيم فبدلا من الصراع والتناحر نجد أن التعاون يظهر أسمي صور التعايش ،لذا دعونا نتعلم الدرس و نسعي الي بناء علاقات قائمه علي المشاركه البنائه ،و نثبت أن التنافس والصراع ليسا هما الطريقه الوحيده للحياه،،بل المنافع المشتركه قد تكون حياه أكثر انسجاماً و تناغما....دمتم بخير........هئ.
إرسال تعليق