U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

لماذا اصبحت تربية الأبناء اكثر صعوبة في هذة الايام ؟ - جريدة الهرم المصرى نيوز


 



بقلم/د/ هدير محمود فايد 


اخصائي تربية خاصة وإرشاد أسري 


مقدمة :

تربية الأبناء أصبحت أكثر صعوبة في هذا العصر بسبب مجموعة من التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية والثقافية التي أثرت على طريقة تفكير الأطفال وسلوكهم، وكذلك على قدرة الأهل على التحكم في عملية التربية.


⬅️1. تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي


في الماضي، كان الطفل يتلقى القيم والسلوكيات من الأسرة والمدرسة والمجتمع المحيط به، أما الآن فقد أصبح الإنترنت والسوشيال ميديا مصدرًا رئيسيًا للمعلومات والتأثير.


الأطفال يتعرضون لمحتوى غير مناسب، وقد يقلدون شخصيات أو سلوكيات غير صحيحة دون وعي.


وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الأطفال أكثر انشغالًا، مما قلل من تفاعلهم مع الأهل وأضعف علاقتهم بهم.


المقارنات المستمرة مع الآخرين على الإنترنت تجعل الطفل يشعر بالإحباط أو عدم الرضا عن حياته.



⬅️2. الضغوط التي تواجه الأهل وتأثيرها على التربية


في ظل التحديات الاقتصادية وضغوط العمل، أصبح الأهل أكثر انشغالًا وأقل تفرغًا لقضاء الوقت مع أطفالهم.


نتيجة الإرهاق المستمر، قد يلجأ الأهل إلى أساليب تربوية غير صحيحة مثل الصراخ أو العقاب المفرط أو، على العكس، التساهل الزائد بدافع الشعور بالذنب.



⬅️3. التغير في مفهوم التربية بين الماضي والحاضر


قديمًا، كانت التربية تعتمد على القواعد الصارمة والطاعة المطلقة، لكن اليوم تغيرت المفاهيم، مما جعل بعض الأهل مترددين بين التربية الصارمة والتربية الحديثة.


بعض الأهل يعتمدون على "التربية الحديثة" لكن دون وضع حدود واضحة، مما يجعل الطفل يشعر بالحرية الزائدة دون إدراك المسؤولية.



⬅️4. ضعف الدعم الأسري والمجتمعي


في الماضي، كان المجتمع والعائلة الكبيرة (الأجداد، الأعمام، الجيران) يشاركون في تربية الأطفال، مما كان يوفر بيئة داعمة للأهل.


أما اليوم، فقد أصبحت العائلات أكثر استقلالية، وأصبح الأهل وحدهم مسؤولين عن التربية دون دعم كافٍ، مما زاد من صعوبة المهمة عليهم.



⬅️5. التحديات التعليمية وتأثيرها على نفسية الأطفال


التعليم الحالي يعتمد على الحفظ والدرجات أكثر من الفهم والإبداع، مما يجعل الأطفال يشعرون بالضغط النفسي.


بعض الأهل يركزون فقط على التفوق الأكاديمي دون مراعاة اهتمامات الطفل الأخرى، مما يجعله يشعر بالإحباط.



⬅️6. تأثير الإعلام والمجتمع على شخصية الطفل


الإعلام الحديث يعرض الأطفال لمحتوى متنوع قد يتضمن أفكارًا وقيمًا مختلفة عن ثقافتهم الأصلية، مما يخلق فجوة بين الأهل والأبناء.


بعض الأطفال يتأثرون بالمشاهير أو الشخصيات التي يشاهدونها في البرامج أو الألعاب الإلكترونية، وقد يحاولون تقليدهم دون وعي بالعواقب.



⬅️7. ضعف مهارات التواصل بين الأهل والأبناء


بعض الأهل يتبعون أسلوب الأوامر والنواهي دون منح الطفل فرصة للتعبير عن نفسه، مما قد يجعله يشعر بالتجاهل أو عدم الفهم.


عندما لا يجد الطفل دعمًا عاطفيًا من الأهل، فقد يلجأ للبحث عن الاهتمام خارج المنزل، مما قد يعرضه لمؤثرات غير إيجابية.



👈الحل: التربية المتوازنة:


لجعل التربية أكثر فاعلية، يحتاج الأهل إلى تحقيق التوازن بين الحزم والمرونة، ومن أهم الأساليب المفيدة في ذلك:


1. التواصل الفعال: يجب أن يستمع الأهل إلى أبنائهم ويفهموا احتياجاتهم بدلًا من الاقتصار على إصدار الأوامر والنواهي.


2. وضع حدود واضحة: لا بد أن يكون هناك قواعد ثابتة يتعلم الطفل احترامها، مع توفير مساحة له للتعبير عن رأيه.


3. التشجيع على التعبير عن المشاعر: من الضروري مساعدة الطفل على التعبير عن مشاعره بطريقة صحية دون خوف من العقاب.


4. مراقبة المحتوى الذي يشاهده الطفل: بدلاً من المنع التام، يمكن مناقشة المحتوى معه وتوعيته بكيفية اختيار ما يفيده.


5. تعزيز القيم والأخلاق: التربية ليست فقط في التعليم أو الانضباط، بل في غرس القيم مثل الاحترام، المسؤولية، والتعاون.


في النهاية:

التربية أصبحت أكثر تعقيدًا اليوم، لكنها ليست مستحيلة. بالتوازن بين الحب والحزم، والاستفادة من أساليب التربية الحديثة مع الحفاظ على القيم الأصيلة، يمكن بناء جيل قوي نفسيًا وأخلاقيًا.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة