✍️ بقلم عبير خضر
في عالم تحكمه المادة، لم يعد الولاء للمبادئ ولا حتى للأشخاص، بل للمال فقط! في بيئة العمل، تجد نوعين من البشر: موظفون بلا مبدأ، يبيعون أخلاقهم مقابل رضا صاحب العمل، ومديرون ظالمون، لا يرون في فريقهم إلا أرقامًا تزيد أرباحهم، لا بشرًا لهم كرامة وطموح.
الموظف الذي يخون زميله ليحصل على رضا مديره، والذي يرضى أن يكون أداة في يد الظلم، ليس إلا ترسًا صغيرًا في ماكينة لا تعترف إلا بالمصالح. يضحك اليوم، لكنه غدًا سيكتشف أنه مجرد ورقة محروقة، سيتم التخلص منها في اللحظة التي يصبح فيها بلا فائدة. أما صاحب العمل غير العادل، الذي يظن أن القوة في الاستغلال، فإن شركته ستتحول إلى بيئة خانقة، خالية من الإبداع، مليئة بالنفاق والخوف.
عندما تصبح أماكن العمل ساحات للحقد والتسلق، تُسحق القيم، وتُختنق الأحلام، ويصبح النجاح مرهونًا بمدى قدرتك على الغدر والتملق. لا احترام، لا استقرار، فقط سباق محموم خلف المال، حتى لو كان الثمن هو كرامتك وصحتك النفسية.
لكن تذكّر… من يبيع غيره لأجل المال، سيُباع يومًا بنفس الثمن. والربح الحقيقي ليس في حسابات البنوك، بل في راحة الضمير واحترام النفس. فهل ستسمح لنفسك أن تكون مجرد رقم في دفتر أرباح شخص آخر؟
أما أنا، فهؤلاء لا شيء بالنسبة لي… مجرد سراب يلهثون وراء المناصب والمال، ظنًّا أنهم امتلكوا الدنيا، لكنهم في الحقيقة باعوا أنفسهم بالرخيص. كرامتي أغلى من أي مكسب، وأكبر من أي منصب، ولن أكون جزءًا من لعبة قذرة أساسها المصالح والخداع. فليأخذوا أموالهم، وليبقوا في عالمهم البارد، أما أنا، فأمضي برأسي مرفوعًا، لأن ما أملكه لا يُشترى ولا يُباع!
!
إرسال تعليق