كتبت: شهد ماهر نائب رئيس قسم الادب
في عالم لم تعد المخاطر تحتاج إلى أبواب مغلقة او ازقة مظلمة، بل باتت تحيط بنا في كل منزل وكل بيت مختفية خلف شاشات اجهزتنا الذكية،
التكنولوجيا، الالعاب الإلكترونية، مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها، جميعها مصطلحات لادوات نتعامل معها بشكل يومي ولساعات طويلة، في منظورها الخارجي تبدو عادية لكن ماذا تحمل في باطنها؟ ما الخفي وراء تلك الأشياء؟
اصبحت تلك الأدوات ساحة كبيرة للجرائم الإلكترونية واستهداف الاطفال والنساء بشكل خاص، كأختراق الحسابات الشخصية، والابتزاز الجنسي للاطفال، واستدراج الاطفال عبر الالعاب الإلكترونية وغيره، وقد ازدادت تلك الجرائم مع تزايد التكنولوجيا وتطورها السريع والستمر مما يتيح سهولة ارتكاب الجرائم.
"ما هي أبرز الجرائم الإلكترونية التي تستهدف الفئات الضعيفة؟ وكيف يمكننا التعرف عليها والتصدي لها؟ وهل تحمي القوانين الضحايا في هذا العالم الرقمي؟
في هذا المقال، نناقش أبرز الجرائم الإلكترونية التي تستهدف الفئات الضعيفة، وسبل الوقاية منها، والإطار القانوني الذي يحيط بها.
قال المستشار اسلام العيسوي الخبير القانوني في الجرائم الإلكترونية والمعلوماتية:
في الفترة الأخيرة تشير العديد من التقارير والدراسات إلى تزايد حالات الاحتيال الموجه للأطفال خصوصا مع انتشار الأجهزة الذكية والتطبيقات والالعاب الإلكترونية والأسباب الرئيسية الى ذلك سهولة الوصول، الاطفال يستخدمون الانترنت بشكل متزايد دون وعي كاف، وقلة الخبرة، الاطفال غالبا ما يكونون غير مدركين لاساليب الاحتيال الإلكتروني ولعدم حماية بياناتهم الشخصية، التكنولوجيا المبتكرة، يستخدم المحتالون تقنيات متطورة واستراتيجيات جذابة تستهدف فضول الاطفال مثل (المكافآت والالعاب التفاعلية)، وضعف الرقابة في بعض البيئات الأسرية او التعليمية قد لا يتم توفير الرقابة الكافية على استخدام الاطفال للإنترنت؛
وتتعدد الجرائم الإلكترونية التي تستهدف الاطفال والنساء تحديدا من ابرزها:
التحرش والابتزاز الإلكتروني مثل إرسال رسائل مسيئة او تحرش جنسي عبر الإنترنت ومحاولة ابتزاز الضحايا بأستخدام صور او معلومات خاصة؛ والاستغلال الجنسي خاصة استغلال الأطفال عبر الإنترنت حيث يتم استغلالهم جنسيا او نشر صور ومقاطع فيديو غير قانونية؛ وانتحال الشخصية كأستخدام هوية الضحية لإلحاق الأذى بسمعتها او تنفيذ عمليات احتيالية؛ ونشر المحتوى الضار او الإباحي الذي قد يستهدف الاطفال عبر التلاعب بالمحتوى غير مناسب لعمرهم او استهداف النساء بنشر صور وفيديوهات محرجة او مضرة؛ وهناك ايضا الاحتيال الإلكتروني الذي يتضمن خداع الاطفال للحصول على بياناتهم الشخصية او المالية من خلال الألعاب والتطبيقات المشوقة.
لكن يوجد قوانين محلية ودولية تنظم مكافحة الجرائم الإلكترونية للنساء والاطفال،
على المستوى الدولي توجد اتفاقية بودابست للجريمة الإلكترونية التي تعد الإطار القانوني العالمي للتعاون بين الدول في مكافحة الجرائم الإلكترونية عموما بما في ذلك الجرائم ضد الفئات الضعيفة؛ واتفاقية آخرى تسمى حقوق الطفل التي تتضمن بنودا لحماية الاطفال من الاستغلال والإساءة بما في ذلك الجرائم الإلكترونية؛ وتوجد بروتوكولات وإرشادات من مجلس أوروبا مثل دليل مكافحة الجرائم الجنسية للأطفال على الإنترنت
وعلى المستوى المحلي تختلف القوانين حسب الدولة حيث تعتمد العديد من الدول على تحديث تشريعاتها الخاصة بالجرائم الإلكترونية لتشمل جرائم التحرش، الابتزاز، والاستغلال الجنسي عبر الإنترنت، وبعض الدول العربية والاسيوية والاوروبية وضعت قوانين خاصة او تعديلات على قوانين الجرائم الإلكترونية لتوفير حماية إضافية للنساء والاطفال، وبالنسبة إلى مصر لدينا قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات وقانون العقوبات وقانون حماية البيانات وقانون الاتصالات وقانون الاتجار بالبشر.
ولتحديد المحتوى اذا كان موجه للأطفال واعتباره جريمة إلكترونية او لا فيحدث ذلك عن طريق معايير التصنيف تعتمد المنصات الإلكترونية والجهات الرقابية على معايير تصنيف عمرية وارشادات محددة تحدد المحتوى المناسب للطفل وتقييم المحتوى اذا كان يحتوي على مواد إباحية عنيفة او تحض على سلوكيات خطرة فيعتبر غير مناسب وقد يشكل جريمة إلكترونية اذا تم توجيهه للاطفال، الاستغلال والتأثير السلبي يصنف المحتوى الذي يسعى لاستغلال الاطفال سواء عاطفيا، او ماليا، او جنسيا، او يؤثر سلبا على نموهم وسلوكهم ضمن الجرائم الإلكترونية، التعاون بين الجهات الرقابية، تقدم الهيئات التنظيمية والجهات القانونية بمراجعة المحتوى بأستخدام أدوات تقنية ومعايير قانونية لتحديد المخالفات واتخاذ الإجراءات اللازمة.
يوجد تدابير قانونية لحماية النساء والاطفال من الجرائم الإلكترونية مثل تحديث وتطوير التشريعات، تأسيس وحدات متخصصة، التعاون الدولي، برامج التوعية والتدريب، توفير الدعم النفسي والقانوني، كما توجد بعض الإجراءات القانونية التي يمكن اتخاذها اذا تعرض طفل لمحتوى ضار او إعلانات موجهة على الانترنت كالإبلاغ الرسمي: يجب تقديم بلاغ إلى الجهات الأمنية المختصة مثل الشرطة، او وحدات الجرائم الإلكترونية مثل مباحث الانترنت ومباحث الاتصالات والتليفونات مع توثيق الأدلة والمحتوى الضار
الاتصال بمراكز حماية الطفل: التعاون مع الجهات المختصة والمنظمات المعنية بحماية حقوق الطفل لتقديم الدعم النفسي والقانوني للطفل، المجلس القومي للطفل، والمجلس القومي للمرآة
تفعيل القوانين المحلية والدولية: الاستعانة بالتشريعات الخاصة بحماية الاطفال والتي تفرض إجراءات سريعة للتحقيق في مثل هذه الحالات ومعاقبة الجناة وفقا للقانون
التعاون مع مزودي خدمات الانرنت: الابلاغ عن المحتوى الضار وإزالته من المنصات الإلكترونية بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وتوجد ايضا إجراءات احترازية او أدوات يمكن استخدامها للإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية ضد النساء والاطفال مثل الابلاغ الرسمي توجد بعض المنصات الرقمية للتبليغ الفوري عن المحتوى الضار او التحركات المشبوهة وتعمل على مراجعتها وخظرها سريعا، ويوجد التعاون مع مزودي الخدمات تعمل شركات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على تفعيل آليات تلقائية للكشف عن المحتوى المخالف والابلاغ عنه للجهات المختصة، والتوعية المجتمعية من الضروري نشر الوعي بين المستخدمين حول كيفية الابلاغ والتصرف عند التعرض لمثل هذه الجرائم،
ويجب على الآباء حماية أطفالهم من التعرض للمحتوى الضار او استغلال الإنترنت من التوعية والتثقيف يجب تعليم الأطفال أساسيات السلامة على الإنترنت وتوضيح مخاطر التفاعل مع الغرباء وتشجيعهم على الابلاغ عن أي سلوك مشبوه واستخدام أدوات الرقابة الاوبية مثل تثبيت برامج وتطبيقات تحكم في المحتوى وتقييد الوصول إلى المواقع والتطبيقات غير المناسبة والمراقبة الدورية بالإضافة إلى وضع قواعد موضحة كتحديد اوقات محددة لاستخدام الإنترنت وتشجيع الانشطة البديلة بعيدا عن الشاشة واخيرا التعاون مع المدارس والمؤسسات
وفي النهاية يوجد الكثير من المخاوف مستقبلية لزيادة الجرائم الإلكترونية بالأخص مع التطور السريع للتكنولوجيا وزيادة الاعتماد على الإنترنت تزيد من فرص ارتكاب الجرائم الإلكترونية وتنوع اساليبها مما يشكل تحديات كبيرة للأمن الرقمي ولمواجهة هذا يجب تحديث التشريعات كمراجعة وتعديل القوانين بشكل دوري لتكييفها مع التطورات التكنولوجية والتعاون الدولي والمحلي وتنظيم برامج للتوعية والتدريب على التعامل مع الجرائم الإلكترونية وتشجيع البحث العلمي.
بعض النصائح للحماية من تلك المخاطر
توجد بعض النصائح للنساء والاطفال يجب فعلها لتجنب مخاطر الإنترنت مثل تجنب مشاركة المعلومات الشخصية او الصور عبر الإنترنت، استخدام كلمات مرور قوية وتفعيل خاصية التحقق الثنائي لحساباتك، كن حذر عند قبول طلبات الصداقة او التفاعل مع الغرباء على منصات التواصل الاجتماعي وعدم مشاركة المعلومات الشخصية معهم، إبلاغ الوالدين او المسؤولين عن أي سلوك مريب او غير مريح تتعرضون له عبر الإنترنت، استخدام برامج مكافحة الفيروسات وادوات حظر الإعلانات لحماية الأجهزة من المحتوى الضار،
ويجب الابلاغ الرسمي عند التعرض لأي جريمة تحدث لك والتواصل مع مباحث الانترنت عبر المقر او الخط الساخن او الموقع الرسمي لهم
إرسال تعليق