بقلم :
الكاتبة الصحفية/ رضوى راسم
الكلمة..وما آدراكم ما الكلمة!!
كثير من البشر بل أغلبهم ينطقون و يتفوهون بكلمات لا يجوز النطق بها إطلاقاً بل يستسهلون ما ينطقون.. ولا يعلمون ماهم بفاعلون فى أنفسهم قبل غيرهم " وهل يُكَبْ الناس فى النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" .
فسبب كتابتى لهذا الموضوع خاصة؛ ما لاحظته فى الآونة الآخيرة من إستسهال الناس ما يتفوهون ويتكلمون بل و يمزحون
وهم لا يلقون "للكلمة" بالاً
فلو أخذوا فى عين الإعتبار و دققوا ملاحظتهم فيما ينطقون و كيف !! لوضعوا أقفالاً على أفواههم يفتحونها فى النطق المناسب السليم و يقفلونها بألف قِفل فى الوقت المناسب أيضا..
"فليقل خيراً أو ليصمت"
فلو دققنا النظر؛ لوجدنا أن أساس الحياة "كلمة" فالكلمة عقد؛ قول الحق بكلمة؛ و الباطل بكلمة؛ الذِكر والتسبيح بكلمة؛ و شهادة الزور أيضا بكلمة؛ النطق بالاعدام على إنسان وإنهاء حياته بكلمة؛ الغيبة والنميمة تتجسد فى كلمة ونوعية تلك الكلمة من الممكن أن تُدخِل النار "..
فلو تيقن كل إنسان قبل أن ينطق بحرف أين سيذهب به هذا الحرف ما تفوه به أصلاً .
هل سمعت يوماً عن "خصومك الذين لا تعرفهم" ؟
..من إغتبتهم دون معرفة سابقة لهم بمجلس غيبة و نميمة أو مسايرتك لصديق عند سماع مشكلة له عن غيرك .
.. أشخاص قمت بسبهم فى الشارع عامةً و عند إشارة المرور وهم لا يسمعونك .
.. لاعبى كرة القدم عند مشاهدتك للمباراة
.. زملائك بالعمل...إلخ
كل هؤلاء "خصومك الذين لا تعرفهم" وسيطالبون بالقصاص منك يوم القيامة بين يدى اللّٰه...
"مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"
هل أيقنت يوماً قبل أن تتفوه مشهدك أمام اللّٰه و موقعك فى النار من كلمة ؟
فلو لم تكن للكلمة قيمة ما أوصانا اللّٰه؛؛
"بذكر محاسن موتانا" عند الموت..
أليس للكلمة أثر هنا ؟!
جبر الخاطر و كسره بكلمة؛ النطق بالشهادة كلمة؛ تشويه سمعة إنسان ظلماً بكلمة؛ رفع المعنويات أو تدميرها بكلمة.
ألم تكن الكلمة وسيلة لرفع معنويات وسبب لشفاء مريض وعلاجه والعكس صحيح ؟!
مثال.. ألم يحكى لك أحدهم ذات يوم أنه قد تعرض لموقف لن ينساه طوال حياته حينما شخَّص الطبيب المعالج له آلمه على أنه مرض صعب ويجب أن يتماسك حتى يستطيع مواجهة القادم من صعوبات و آلام.. و بعد سماعه هذا التشخيص الخاطئ قد تدمرت معنوياته وأهل بيته وأُظلِمت الحياة بوجهه وقد شعر باليآس والإحباط والدمار وأنها النهاية... آلم يكن هذا التشخيص الخاطئ بكلمة ؟؟؟
فأختار ماذا تنطق
المدح كلمة.. والذم كلمة
و "الكلمة الطيبة صدقة"
..كلمة تُدمر و كلمة تُعمر
..كلمة تعلى وكلمة تاخد لسابع أرض
..كلمة تشفى الروح والجسد و كلمة تمرضه ولا تؤيه
تأكيد المسامحة والتسامح بكلمة
الزواج بكلمة والوعد كلمة والطلاق بكلمة
"الكلمة أمانه فانظر ماذا تنطق"
..كلمة تُحى و كلمة تُميت
فقد روى الترمذى فى السنن عن معاذ بن جبل قال: كنت مع النبى ﷺ فى سفر فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله: أخبرنى بعمل يدخلنى الجنة ويباعدنى من النار، قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا: [تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ] حتى بلغ: [يَعْمَلُونَ] (السجدة: 16-17). ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا نبى الله، فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبى الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس فى النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.
صدق رسولنا الكريم
فمقالتى اليوم گ الكلمة "أمانة"
فمن موقعى گ كاتبة لابد وإن لاحظت سلوكيات بالمجتمع قد تفشت ولزم تعديلها وجب علىَّ من باب الأمانة أن أتطرق إليها عسى اللّٰه أن يجعلنى سبب فى الإصلاح ولفت النظر و لو بالقليل
يكون المرء طيباً إذا جعل الآخرين أفضل بكلماته الطيبة العذبة.
عزيزى القارئ...
للكلمة قوة خفية تؤثر فى النفوس بل فى القلوب... فاختار ماذا ستنطق.
إرسال تعليق