بقلم ✍🏻 الكاتبة الصحفية/
هدير محمود فايد
اخصائي تربية خاصة وإرشاد أسري وصحة نفسية
مقدمة .........
العصبية هي استجابة طبيعية للضغوط والتحديات التي تواجه الإنسان في حياته اليومية. عند النساء، تأخذ هذه الاستجابة أبعادًا مختلفة تتأثر بعوامل بيولوجية، نفسية، واجتماعية تتغير عبر مراحل الحياة. بدءًا من الطفولة، حيث تكون العصبية تعبيرًا بدائيًا عن الحاجات، وصولًا إلى مرحلة الشيخوخة، حيث تتداخل الحكمة مع التغيرات الصحية والنفسية، نجد أن لكل مرحلة عمرية طبيعتها الخاصة.
هذا التطور لا ينفصل عن تأثيرات الهرمونات، العلاقات الاجتماعية، والأدوار المجتمعية التي تفرضها الظروف على المرأة. لذا فإن فهم هذه التغيرات يساعدنا على تقديم الدعم المناسب وتحقيق التوازن النفسي والعاطفي لكل امرأة، في كل مرحلة من مراحل حياتها.
▪️ إليك تحليلًا موجزًا حسب المراحل العمرية:
⬅️1. مرحلة الطفولة والمراهقة
▪️الطفولة المبكرة:
العصبية هنا غالبًا تعبر عن احتياجات غير ملباة (الجوع، التعب، الحاجة للأمان).
تعتمد الطفلة على البكاء أو الانفعال للتعبير عن مشاعرها.
▪️المراهقة:
التغيرات الهرمونية تلعب دورًا كبيرًا، مثل ارتفاع مستويات الإستروجين والبروجسترون.
تنشأ العصبية نتيجة الصراعات الداخلية بين الاستقلال والاعتماد على الأسرة، بالإضافة إلى ضغوط التغيرات الجسدية والاجتماعية.
⬅️2. مرحلة الشباب (20-35 عامًا)
تصبح المرأة أكثر وعيًا بمشاعرها وأسباب عصبيتها.
قد تتأثر العصبية بضغوط الحياة مثل العمل، الدراسة، أو تكوين أسرة.
التغيرات الهرمونية المرتبطة بالدورة الشهرية أو الحمل تزيد من احتمال حدوث تقلبات مزاجية.
⬅️3. مرحلة منتصف العمر (35-50 عامًا)
هذه المرحلة قد تشهد تحديات مثل تربية الأطفال، ضغوط العمل، وتوقعات المجتمع.
التغيرات الهرمونية المرتبطة بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث تؤدي أحيانًا إلى نوبات عصبية وتقلبات مزاجية.
⬅️4. مرحلة انقطاع الطمث وما بعدها (50 عامًا فأكثر)
انخفاض مستويات الإستروجين والبروجسترون يسبب تغيرات مزاجية، وقد يؤدي إلى العصبية الزائدة أحيانًا.
هذه المرحلة قد تكون مزيجًا من الحكمة والتوتر الناتج عن الشعور بالوحدة أو التغيرات في الحياة الاجتماعية والصحية.
▪️العوامل المؤثرة في العصبية عند النساء عبر العمر
1. العوامل البيولوجية: الهرمونات تلعب دورًا كبيرًا في التقلبات المزاجية والعصبية.
2. العوامل النفسية: التعامل مع التوقعات الاجتماعية، العلاقات الشخصية، وصراعات الهوية.
3. العوامل البيئية: ضغوط الحياة اليومية مثل العمل، المسؤوليات العائلية، والأزمات الاقتصادية.
▪️كيفية التعامل مع العصبية
الوعي الذاتي: فهم الأسباب البيولوجية والنفسية خلف العصبية.
الدعم الاجتماعي: التحدث مع الأصدقاء أو الأسرة لتخفيف الضغوط.
الممارسات الصحية: ممارسة الرياضة، التغذية السليمة، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
الاستشارة النفسية: في حال أصبحت العصبية تؤثر سلبًا على الحياة اليومية.
إرسال تعليق