كتبت مني عيد
منذ أكتوبر 2023 وحتى نوفمبر 2024، تعرّض القطاع الصحي في لبنان لضربات قاسية، حيث سُجلت 137 هجمة على مرافق الرعاية الصحية، أسفرت عن مقتل 226 شخصًا وإصابة 199 آخرين، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وبلغت نسبة الهجمات المميتة 47%، وهي الأعلى عالميًا مقارنةً بدول تشهد نزاعات مثل أوكرانيا وغزة، حيث يبلغ المتوسط العالمي 13.3%.
تأتي هذه الاعتداءات وسط تصاعد النزاع في سبتمبر 2024، مما أدى إلى تفاقم الضغوط على النظام الصحي اللبناني المتأزم أصلًا. توقفت 15 مستشفى عن العمل كليًا أو جزئيًا، وشهدت محافظة النبطية وحدها خسارة 40% من سعتها السريرية.
الدكتور عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، شدد على أن استهداف العاملين والمرافق الصحية يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، مطالبًا بضرورة حماية المدنيين والعاملين الصحيين. وأكدت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية للمنظمة، على أن الأثر طويل الأمد لهذه الهجمات يهدد بتفاقم الأمراض، وحرمان النساء من خدمات الصحة الإنجابية، وزيادة الوفيات نتيجة انعدام الرعاية الصحية.
الهجمات على الرعاية الصحية لا تُخلّف خسائر آنية فقط، بل تؤدي إلى شلل النظام الصحي، مما يضعف قدرة البلاد على التعافي وتلبية احتياجات سكانها في المستقبل.
إرسال تعليق