U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

علوتم فنسيتم - جريدة الهرم المصرى نيوز


 


بقلم : سيد طاحون

                

يا راكب الريح أدرك راكب الخطرِ

   واسق  الحياة  لمرجوٍ  ومنتظرِ

أدرك ضعيفًا  يفت الجوع  أضلعهُ

لا تمنع الفضل من خبز ومن مطرِ

يا  راعي الشاء  أذكر  أنكم  مضرٌ

أكلتم   العلهز    المعجون   بالوبرِ

أتركب  الريح   بالألماظ   محتفلاً

بأول  العام  في  تيهٍ   وفي  فخرِ

وتترك  اليمن   الجوعان   مستغباً

يشكو المجاعة  قد حلت  بلا عذرٍ

دع  التباهي  لقوم   يفخرون   به

وبالطعام   وسقي  الماء   فافتخرِ

كم  بات  حولك  جوعان  ومفتقرٌ

يستجديانك  كسر  الخبز  والقطرِ

فما  وهبت  الذي  يجدي  وينتفعُ

لكن  سمحت  بما  ينكرن  من دُرَرٍ

تحلق    اليوم   مزهواً     بطائرة ٍ

وكم  شكوتمُ  من  أيْنٍ  ومن ضُمُرِ

فرب  راكب   ريحٍ     والثراءُ   بها

وكان   يركبُ   مهزولاً  من  الحُمُرِ


            **********

باهت   دبي   ببنيانٍ   فقلتُ   لها 

لولا  البئارُ  لكن  المجدُ في مصر ِ

لا تمنعوا القوت عني يوم مسغبةٍ

فإن   ذلك   ذنبٍ     غير ُ   مغتفرِ

فالجود  يظهر في شيئين  ذروته

كُسْيَ   العراة    وإطعامٌ    لمفتقر

ماجت دبي وهاجت بعدما رفعت 

أعلى  بناءٍ   فويق   الرمل والأثرِ

أقول  والطفلُ  يبكي  بين أضلعهِ

والموتُ  يدنو  سريعاً  غير منتظر ِ

لا  بارك  الله  في  قطرٍ  يقام  به

قصراً  مشيداً  ومركوباً  من الدُّرُرِ

لا   درَّ   دَرُّ    دبي   بعدما   علمت 

كيف الثراءُ  ولم  تبكي  لذي ضَرَرِ


            **********

جنى  الثراءُ  على الراعي فغرَّ به

عن القبيلة من قيسٍ  ومن مُضَرِ

 لو أن  شعري  سِهامٌ  لستُ  أخطِئُها

لم أبْرحَ العُرْبَ بين القوسِ والوتَرِ

يا  روع  الله  شعري كم اروعُ  به 

صدرَ  الملوكِ  و أعيانًا على السُّرُرِ

فإن  تأشَّرَ   راعُ   الشاءِ   مفتخرا 

فذكروه    بزَجْرِ    الشاءِ    والعكرِ

إن أوردوا الماءَ من ظمْإٍ فماعرفوا

 كيف السبيلَ وإن جَدُّوا إلى الصََدرِ

              

                **********

نحن الملوك  وإن  جاد  الزمان بنا 

فذكرُ   مصر  بذكر  الآي   والسور 

كم  جاد   يوسف  للبلدان  ميرتها

حين العجاف ويبسٍ كان في المِيَرِ

و داهم  الفقرُ  أقطاراً  وعاث بهم

في الأرض مفسدةً تُنهي على وَزَرِ

واستنجد الناسُ من داءٍ ألمَّ  بهم

من يملك القوتَ ؛ يستجدون من وضَرِ

يا رب يوسف سني الجدب قد نزلت 

وليس   ثمة    من    بُرٍِّ    فندخرِ

أم   البلاد  لكل   الكون   حاضنة ً

تسقي الحنان  لمحرومٍ  مع  الدَّرَرِ

هي الكنانة في الهيجاء  إن نزلت

 بالعُربِ  نازلة ٌ  في  مركب ٍ  وَعِرِ

تنامُ عينُ الورى إذ  مصرُ  ساهرة ً

تهدي  الأمان  لِمَنهُوك ٍ  من  الذُّعُرِ

وكيف تخشى المنايا بعدما علمت 

أن   المَنيَّة َ  مطلوبٌ   على  وَطَرٍ

في مصر جُندٌ كأن الموت بغيتهم 

لا يهدأون إذا ما  السهمُ في الوتر 

إذا العروبة صاحت  هبُّوا لنجدتها

هم   الليوثُ   لرد   الخائن   الغُدَرِ


              ***********

مصر   التي   للواء   العلم   رافعةٌ

قبل  الحُفاةِ  ملوك  الشَّعْر ِ والوَبَرِ

في ازهر العلمِ  من صينٍ وهندتها

ومن  سعوديةِ  الإسلام  من  قطرِ

تأوي  إليها   وفود   العلم   طالبةً

 فقهاً  وتفسير   آياتٍ  من  السور

الذكرُ   في   مكة    آياتهُ     نزلت

ورتلت    مصرُ   مزماراً  على وتر 


               **********

إني اتخذتُ من الحَصْبَاءِ مفترشًا

وإخوتي  يطئون  الموطئ  الوثر

ويشربون   زلال   الماء    سلسله

وأشربُ  الآسِنَ   الغسَّاقَ   بالكَدَرِ

وآكل  القوت  لا  يقوى  به  بدني

ويأكلون  شهيَّ  اللحم    والشَّوَر ِ

قلت : اتخذ  عنهمُ  منأىً لراحتهم

وقدر العيش  تكديراً   فذا  قدري

فما سلمتُ وفي  المنأى  نكايتهم

إذ دبَّرَ  الإخوة   الأعداءُ  ما أدري 

 أعيش في ضيق عيشٍ لا أنازعه 

وهم يعيشون في رغدٍ  وفي وفر

ورغم   ذاك  حياة  الترْف أزهدها

ولا   أبالي  بغصِّ  العيش  والكدر

وأظهر الحب  في اسمى مظاهره

ويظهرون  خفي   الحقد  والوغر

وأحفظ  الود إن عاهدت محتسباً

ولا   يبالون    بالميثاق    والوِصِر

وقد فقدت  لذيذ  النوم  من  أرقٍ

وبت أرقب نور  الصبح  في  حذر

تبات عين الوغى في الليل حالمة

تغط   فيه  غطيط  الهانئ السَّكِر

وعين  صاحب  حقٍ  بات  يطلبه

حتى اشتكت رمداً عيناهُ من سهر

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة