U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

تواضع العالم وتنمر الجاهل - جريدة الهرم المصرى نيوز

تواضع العالم وتنمر الجاهل

  


كتبت الإعلاميه دكتوره ياسمين إبراهيم 

بالتعاون مع مبادرة مكارم الأخلاق وبرنامج الحياة أجمل


وها يازمن فيه ذو جهل ينام علي الحرير وذو العلم تكن مفارشه التراب 

نحن في زمن تواضع العارف وتنمر الجاهل

 أصبحنا في زمن نسخر ونتنمر من كل ناجح من كل صاحب علم يسعي للمعرفه للنجاح نطعنه بااكبر السيوف نقتله في صمت  نسخر من كل أنجازاتهم نحقر من سعيهم نحو نيل أمجاد العلم ونمجد الجاهلين الذين يدعون الناس الي انهيار اعمدة اخلاقهم وينسفون منابر العلم داخلم 

«ما الإرادة إلا كالسيف يصدئه الإهمال، ويشحذه الضرب والنزال»

من أخلاق الجاهل الإجابه قبل أن يسمع والمعارضه قبل أن يفهم والحكم بما لا يعلم 

الجاهل ليس هو الشخص الذي لا يعرف القراءه والكتابه فهناك أناس لا يعرفون القراءه والكتابه ولكنهم يعلمون اكثر من خمس بحكم ممارستهم اليوميه وعملهم فمن هو الجاهل الحقيقي في نظرك 

منذ وجود الإنسان على هذه الأرض وفيه أصنافٌ مختلفة من البشر، منهم يسعى لطلب العلم والمعرفة، ويحاول أن يترك بصمةً مهمةً في الحياة، ومنهم من يستسلم للكسل والجهل ولا يُحدث أي تأثيرٍ يُذكر، وبالطبع لا يمكن أبداً أن يكون المتعلم والجاهل بالمرتبة نفسها، ولا يمكن أن يتساويان أو يكونا بالميزان نفسه، وفي هذا يقول رب العزة في محكم التنزيل: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُون) 

المتعلم يصنع فرقاً كبيراً في مجتمعه وبلده، ويُساهم في تطور شعبه

يتميز المتعلم بأنّه يعرف كيف يزن الأمور بطريقةٍ حكيمةٍ، ويسعى لتحقيق أهدافه بكل الطرق، على عكس الجاهل الذي يتصرف بعشوائيةٍ لأنّ عقله مبرمج على أن يعتمد على الحظ والصدف، ولا يستند على أي آراءٍ علميةٍ أو منطق، لذلك فإنّ المتعلم على الأغلب يكون إنساناً ناجحاً، على عكس الجاهل الذي يفشل حتى في تحقيق ذاته، كما أنّه يفتقر لوجود هدفٍ يسعى لتحقيقه. المتعلم يعرف كيف يتكلم ويكون قائداً في الناس، كما أنه ينتقي كلماته بعنايةٍ مطلقةٍ، أما الجاهل فتكون كلماته متلعثمة ومترددة، وأفكاره غير موزونة، مما يجعله يقع في الكثير من الأخطاء، ويخلط الأمور ببعضها

العلم هو أساس نهضة الأمم وتقدمها، فهو نور يُستضاء به، واللبنة الأولى للازدهار والعلو والرفعة، وهو منبت الفضائل، والطريق إلى الجنة، يقول رسول الله محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة"، فطلب العلم وحبه من علامات توفيق الله للإنسان.

يُوصلنا العلم إلى منازل رفيعة، فهو النور الذي يُضيء العقول، والحث عليه واجب، فهو يُحقق الرفاهية والتقدم في مجالات عديدة

العلم بحر لا نهاية له، فمهما حاول طالب العلم الإبحار في شتى العلوم، سيُدرك أنّه ما زال على الشاطئ، كما أنّ العلم بالضرورة يُؤدي إلى الحكمة والأخلاق، فلا علم بدون خلق حسن، لذلك فهو يتطلب الجهد والصبر والمثابرة والاطلاع الواسع، ووضع الأسئلة والتفكير بالإجابة عنها، فلا حدود للعلم والمعرفة أبدًا. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ العلم هو سر السعادة، فهو يمنح الثقة بالنفس، والقدرة على فهم الآخرين والتفاعل معهم، كما أنّ الدين الإسلامي حث عليه وذكر فضله، يقول رسول الله محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-: "إنّ العلماء ورثة الأنبياء، إنّ الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا إنّما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر"، وعليه فهو أمانة ورسالة سامية وجهد لا يضيع

العلم نور، والجهل ظلام"، فهو بالفعل يُضي الطريق المعتم، وذلك بجهد المتعلم وتعبه ومحاولته النجاح دومًا، وعكسه الجهل، الذي له ضرر على الفرد والمجتمع، فلا يعرف الجاهل الخطأ من الصواب، ويقع دائمًا في المتاعب، ولا يُسهم في التقدم والتطور، بل يظل في زواية مظلمة لا يُدرك فيها أيّ شيء


ما هذا الزمان اللعين أجد نفسي في السعي وراء العلم والتعلم ينال التنمر والسخريه من دراساتي ومجهودي بالإحباط والتخاذل ممن حولي ومن كل الناس ويرون نجاح الجاهل الذي لا يهتم بالحفاظ علي الاخلاق والقيم وأنما تنازل عنها في سبيل السعي وراء المال والشهره

ففي الجهل قبل الموت موت لأهله

تعلّموا العِلم فإنّ تَعَلَّمه حسنة وطَلَبه عِبَادة وبَذْلَه لأهله قُرْبة والعِلم مَنار سَبيل أهل الجنّة والأنيسُ في الوَحْشة والصاحب في الغُربة والمُحَدِّث في الخَلْوة والدًليلُ على السًرّاء والضّرّاء والزَّبن عند الإخلاء والسِّلاح على الأعداء‏.‏


يَرْفع اللهّ بالعلم قوماً فيجعلُهم قادةً أَئمة تُقتَفى آثارهم ويقتدى بفعالهم‏.‏


والعِلم حياة القَلْب ومِصْباح الأبصار من الظَّلمةِ وقوَّة الأبدان من الضّعف يبلغ بالعَبد مَنازلَ الأخيار والدَّرجات العُلا في الدُّنيا والآخرة الفِكْر فيه يَعدِل الصِّيامَ ومُذاكرتُه القِيامَ وبه تُوصَل الأرْحام ويُعرَف الحلال من الحرام‏.‏

يكون الرجلُ عالماً ولا يكون عابداً ويكون عابداً ولا يكون عاقلاَ‏

العاِلم يجب أن يكون شديدَ اْلْهَيْبة رَزِين المَجْلس وَقُوراً صَمُوتاً بطيء الالتفات قليلَ الإشارات ساكنَ الحَرَكات لا يَصخَب ولا يَغْضب ولا يُبْهَر في كلامه ولا يَمسح عُثْنونه عند كلامه في كلّ حين 

فلو أَنّ أَهلَ العلم صانُوا علِمَهم لَسَادُوا أهلَ الدًّنيا لكن وَضَعُوه غيرَ مَوْضعه فقَصَّر في حفظ العلم واستعماله

"أسوأ مصائب الجهل أن يجهل الجاهل أنه جاهل"

النفس الجاهلة ظالمة تعتدي على الناس بالقول والفعل والإنسان الجاهل لايعرف الحق ويخوض في أعراض الناس سريع الغضب لا يعترف بنعم الله عليه ولايرضى بقضاء الله في الخير والشر 

هناك من يتجرأ على الاستهزاء بالعلماء عن طريق مقطع معين في هاتف أو في شبكة المعلومات العالمية أو غيرها من الأمور المعاصرة التي يجد فيها بعض هؤلاء متنفسا في أن يعبروا عن كروب أنفسهم المليئة بالعفن ليستهزئوا بالعلماء

هؤلاء الذين يستخفون بأهل العلم ويجترأون عليهم إنما يريدون أن ينفسوا عن كربهم وما هم بمنفسين لها، إنما يزدادون كربا بعد كرب ويزدادون هما بعد هم لأن قلوبهم مريضة وهم ولا ريب يزدادون بهذا العلاج الذي يرونه مرضا ويزدادون بهذا حسرة، وكما قال الشاعر:

ومنزلة الفقيه من السفيه كمنزلة السفيه من الفقيه فهذا زاهد في قرب هذا وهذا منه أزهد منه فيه إذا غلب الشقاء على سفيه تنطّع في مخالفة الفقيه

وقبل كل شيء القرآن الكريم يقول: «إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ ، وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ، وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ، وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ» هذه سنة الله تعالى في الخلق، وقد أجاد من قال:


وإذا أتتك مذمتي من ناقص


فهي الشهادة لي بأني كامل


فأهل النقص يريدون أن يجبروا نقصهم ويكملوا أنفسهم بنسبة المعائب إلى غيرهم وإلصاق قول السوء بمن سواهم ولكن مع ذلك هم كالورقة التي تحترق بهذا ويعود كيدهم عليهم وينقلب قول السوء الذي يقولونه على أنفسهم وتلك هي سنة الله تعالى في عباده فالصراع بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال مستمر وقد قص الله سبحانه وتعالى في كتابه أنباء رسله وكيف قال قومهم فيهم: قالوا هم سحرة وقالوا هم مجانين ونسبوهم إلى الكذب ونسبوهم إلى الزور.


والنبي صلى الله عليه وسلم نفسه أصيب بما أصيب به من هذه الاتهامات ولكن كل ذلك انقلب على أولئك الذين يكيدون لهؤلاء المرسلين، الله تبارك وتعالى يقول: «إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ، وَأَكِيدُ كَيْدًا» فكيد الله تعالى هو الغالب وهو الذي يظهر أثره بعونه سبحانه وتعالى وبتوفيقه ومهما كان فإن هؤلاء إنما خسارتهم على أنفسهم ولا يخسر العلماء بل ذلك يزيدهم رفعة وقدرا.


 يتطلب من الجميع احترام مقدسات الآخرين وعدم تعريضها للسخرية، فإن الله رسم أدباً لاتباع الدين الإسلامي».


من الصفات المذمومة هي «السخرية»، ومنه التسخير: أي التذليل، وفي السخرية نحو من أنحاء التذليل والمذلة بالمسخور منه، وهي طلب الخديعة والاستنقاص والإذلال بمن يسخر منه، وفيه حالة من الضحكة، فكأن الساخر يضحك منه أو يجعل الناس يضحكون منه، وهذا المعنى يحمل نحواً من الاستنقاص والتوهين والاستصغار

لهذا يتطلب من الجميع احترام مقدسات الآخرين وعدم تعريضها للسخرية، فإن الله رسم أدباً لاتباع الدين الإسلامي فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ»

قال تعالى: «زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ» (البقرة/‏‏212).


وقال تعالى: «وَلَقَدِ اسْتُهْزِئ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئونَ». (الأنعام/‏‏10).


وقال تعالى: «الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»(التوبة/‏‏79).


فتتنوع مظاهر السخرية عند الساخر، فتأخذ أحياناً منحى السخرية على الصدقات، وأخرى على الصلاة، وأخرى على الطواف، وأخرى على العقيدة بالتوحيد، وأخرى على المقدسات الأخرى من الشعائر الدينية، وأخرى على الآداب والأخلاق وأخري في سعي البعض غي نيل درجات العلم والمعرفه فأصبحنا نستهزء من العالم بعلمه وشهاداته ويطعنون فيها لا تيأس منمن أحبطوك ولكن أكمل مشوراك في سبيل الله وحده وليس لمتجيد البشر لك فتمجيد البشر لاشئ بالنسبه لدرجه العلماء والحكمه يوم القيامه فما لك ان تنال درجه العلماء والحكماء عند الله مالك الملك ذو الجلال والإكرام أو تنال تمجيد بشر لا قيمه له في الأخره 

فالاستهزاء قرين الجهل لأن صاحب المعصية لا يدري ما يقع له من هذا الاستهزاء ولا ما يصيبه من بلاء في الدنيا والآخرة، فبلاء السخرية لا يقتصر على الشخص بل يعم المجتمع وكفى عارا بالمستهزئ أنه وصف دقيق للكفار والمجرمين، فقد كان كفار مكة يُمعنون بالسخرية من المؤمنين بنعتهم بأقذع الألفاظ وأشدها إيلاما».. فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم لأنها نفثت جرحا قديما وأعادته إلى الواجهة مرة أخرى، يا ترى ماذا تصنع السخرية بأصحابها؟ وماذا يجني الإنسان من اتهام غيره أو تحقيره أو تعييره أو الهزء به في أمر لا صلة له به أو لا يمت إلى خلقه بشيء

فالسخرية خطرها عميق، وداؤه وبيل، ولو رجعنا أول ما رجعنا لعلمنا أن أول من تمثل بها هو إبليس اللعين؛ فقد سخر من خلق آدم عليه السلام وأبى السجود له تكبرا، وحاول تنقصه بسبب اختلاف الخلقة معه، فقال: ذاك خلق من طين، وأنا خلقت من نار، فشتان بينهما، قال تعالى: «قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ، قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ

ولو لم تكن صيغة السخرية قبيحة وشائنة لما اتصف بها الكفار في استهزائهم بنبي الله نوح عليه السلام، قال تعالى: «وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ»[هود/‏‏38، 39]، ولو لم تكن قبيحة لما كانت وبالا على المستهزئين يوم القيامة وسببا لولوجهم النار، قال تعالى: «قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ، رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ، قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ، إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ، فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ، إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ


النفس الجاهلة ظالمة تعتدي على الناس بالقول والفعل والإنسان الجاهل لايعرف الحق ويخوض في أعراض الناس سريع الغضب لا يعترف بنعم الله عليه ولايرضى بقضاء الله في الخير والشر قال الله تعالى:»فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن « سورة الفجر الآيتان 15-16. 

 إن هذه الآية تتحدث عن اعتقاد بعض الناس أن الله تعالى إذا وسع عليه في الرزق ليختبره في ذلك يعتقد أن ذلك من الله إكرام له لكنه في الحقيقة ليس كذلك بل هو ابتلاء وامتحان كما قال تعالى:»أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون» سورة المؤمنون الآيتان 55 - 56، وإذا ابتلاه الله تعالى وامتحنه وضيق عليه في الرزق يعتقد أن ذلك إهانة له والحقيقة غير ذلك فإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب ويضيق على من يحب ومن لا يحب وإنما المرجع في ذلك إلى طاعة الله في كل من الحالين، إذا كان غنيا بأن يشكر الله على ذلك وإذا كان فقيرا بأن يصبر. 

 إن كثيرا من المسلمين يظن أن ما أعطاه الله ناتج عن كرامته وفضله عند الله وربما يقول بجهله إنه لو لم يستحق هذا الفضل والكرم لم يعطه الله، وإن ضيق عليه يظن أن ذلك لهوانه على الله. رحمة الله وأشار إلى أن الله تعالى يصف طبيعة الإنسان بأنه جاهل ظالم إلا من رحمه ربه يقول تعالى:» ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور، ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور، إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير « سورة هود الآيات 9-11 يخبر الله تعالى بأنه عز وجل إذا أذاق الإنسان رحمة كالصحة والرزق والأولاد ونحو ذلك ثم نزعها منه فإنه يستسلم لليأس وينقاد للقنوط ولا يرجو ثواب الله ولا يخطر بباله أن الله سيردها أو مثلها أو خيرا منها عليه وأنه إذا أذاقه رحمة من بعد ضراء مسته يفرح ويظن أنه سيدوم له ذلك الخير ويفرح بما أوتي مما يوافق هوى نفسه فخور بنعم الله على عباده وذلك يحمله على الغرور والإعجاب بالنفس والتكبر على الخلق واحتقارهم وهذه طبيعة الإنسان إلا من وفقه الله وأخرجه من هذا الخلق الذميم إلى الخلق الحميد الذين صبروا عند الضراء فلم ييأسوا وعند السراء فلم يبطروا وعملوا الصالحات. السكينة والوقار وأوضح أن النفس الجاهلة تجعل صاحبها يعتدي على الناس بالقول والفعل وقال الله تعالى:» وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما « هذه صفات عباد الله المؤمنين الذين يمشون على الأرض بسكينة ووقار من غير تجبر ولا استكبار كما قال تعالى:»ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا» سورة الإسراء الآية 37. فأما هؤلاء فإنهم يمشون من غير استكبار ولا مرح ولا بطر قال الحسن البصري عن هذه الآية: إن المؤمنين قوم ذلت منهم الأسماع والأبصار والجوارح حتى تحسبهم مرضى وما هم بمرضى وإنهم أصحاء ولكن دخل الخوف قلوبهم خشية الله ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة فقالوا: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأبكاهم الخوف من النار. وإذا سفه عليهم الجهال بالسيئ لا يقابلونهم عليه بمثله بل يعفون ويصفحون ولا يقولون إلا خيرا كما كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما وكما قال تعالى:»وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين « سورة القصص الآية 55. 

 أن الإنسان العاقل يترفع عن النزول إلى مستوى الجاهلين الذين لا يعرفون الحق ولا يعرفون الآداب الإسلامية والحقوق المتبادلة بين الناس ويقعون في أعراض الناس غير مبالين بما بين الناس من حقوق متبادلة قائمة على كرامة الانسان. وأوضح أن ظن الجاهلية وهو الظن الكاشف لصفات النفس الجاهلة من خلال النص القرآني مثلما جاء في تفسير قوله تعالى:»وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله « وهم الذين تهمهم أنفسهم وتصبح محور تفكيرهم ومحور اهتمامهم وانشغالهم ولا يعرفون الله حق معرفته فهم يظنون بالله غير الحق كما تظن الجاهلية وهذه الصفة ناتجة عن التكذيب بالقدر

الإنسان الجاهل سريع الغضب ومن الأمور التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التمادي فيها الغضب فقد يخرج الإنسان بسببه عن شعوره وربما يجره الغضب إلى أمور لا تحمد عقباها 

ليس العلم بكثرة التعلم، إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله أن يهديه، فإذا أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية، واطلب العلم باستعماله واستفهم الله يفهمك 

- الإمام علي (عليه السلام): العلم علمان: مطبوع ومسموع، ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع

العلم علمان: علم على اللسان فذلك حجة على ابن آدم، وعلم في القلب فذلك العلم النافع

من اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم

من الأمثلة علي أن العلم ليس بالشهاده فقط  

هو الأديب الراحل «عباس محمود العقاد» الذي تحل ذكرى ميلاده الـ127 اليوم، والذي لم يكن ليعرف يوم مولده عام ١٨٨٩، أن حياته ستكون حافلة بالكثير من الانجازات، وأنه رغم تعليمه البسيط، سيصبح أحد أعلام الأدب العربي، ومثال للكفاح والمثابرة.

كان عاشقًا منذ ولادته في محافظة أسوان للقراءة والكتابة، والتي أهلته بعد ذلك ليكون أهم الكتاب والشعراء المصريين، ورغم ذلك لم يحصل سوى على الشهادة الابتدائية؛ فلم تكن محافظته السمراء تعرف المدارس الحديثة بعد، كذلك وقف الفقر عائقًا أمام أسرته التي لم تتمكن من إرساله إلى القاهرة كما يفعل الأعيان.

ولم يكن الذكاء هو العامل الوحيد الي دفع بالأديب إلى أروقة الشعر والكتابة، ولكن امتلاكه لإرادة حقيقة، وإصراره الفولاذي على النجاح، كانا السببب الرئيسي في دفعه على درجات سلم النجاح سريعًا.

ألف «العقاد» أكثر من مائة كتاب، وعشرة دواوين شعرية، وكتب آلاف المقالات الصحافية على مدار حياته، أثبتت مسيرته الأدبية والسياسية والإنسانية أنه رجل استثنائي ذو صبر وإصرار، لم يستسلم لظروف فقر أو جهل، حتى رحل في عام 1964

وأصبح هو الأديب الجاهل 

وفي النهايه لاتحقروا من أعمال أحد أو أنجازاته أو سعيه نحو التعلم والنجاح فمن مكارم الأخلاق أن تحب لأخيك ماتحب لنفسك أحبوا الخير لغيركم وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم 

والعدوان

كتبت الإعلاميه دكتوره ياسمين إبراهيم

- مؤسسة مبادرة مكارم الأخلاق 

صاحبة برنامج الحياة أجمل 

مؤسسه وكالة بوابة الغد نيوز  

- سفيرة المرأة العربية

- سفيرة السلام العالمي ومستشاره إعلاميه

- منسقه اللجنه الإعلاميه لأتحاد الأفرواسيوي للمرأه

- نائب مدير فرع جريده الهرم المصري نيوز لمحافظه القليوبيه

- المتحدث الإعلامي الرسمي الاتحاد العربي للصحفين والأعلاميين والمثقفين العرب



 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة