كتبت/هيام الرمالي
في مشهد لا يمكن نسيانه، كانت الأم تسير برفقة أطفالها على الرصيف المخصص للمشاة، بعيدًا عن السيارات، في شارع مكتبة الأسرة بالغردقة. كان الطفل ذو الست سنوات يمسك بيد أمه، يسير بخطوات صغيرة مليئة بالأمل والحيوية، لكن تلك اللحظات السعيدة تحولت إلى مأساة لا توصف.
بينما كانت الأسرة تستمتع بنزهة بسيطة على الرصيف، لم يكن أحد يتوقع أن يكون تحت قدمي الطفل كابل كهرباء ضغط عالي، مغطى بحجارة الإنترلوك. صعقة كهربائية قوية اجتاحت جسد الطفل الصغير، ليجد نفسه فجأة محاطًا بظلام دامس. حاولت الأم، في حالة من الهلع والذهول، أن تنقذ ابنها، ولكن القدر كان أسرع.
تم نقل الطفل على الفور إلى المستشفى، حيث وُضع في العناية المركزة. لمدة ثلاثة أيام، كان الطفل يصارع بين الحياة والموت، وسط دعوات الأهل والأصدقاء بأن يعود إليهم سالمًا. ولكن في اليوم الثالث، أسلم الروح، تاركًا خلفه قلوبًا مكسورة ودموعًا لا تجف.
هذه الواقعة الأليمة تفتح أبواب النقاش حول مسؤولية الجهات المعنية وخاصة شركة الكهرباء. كيف يمكن أن يُترك كابل كهرباء ضغط عالي مكشوفًا بهذا الشكل، يشكل خطرًا قاتلاً على المارة، وخاصة الأطفال الأبرياء؟!
إن وفاة هذا الطفل ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي جرس إنذار لكل من بيده مسؤولية الحفاظ على سلامة المواطنين. يجب محاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال الجسيم، واتخاذ إجراءات فورية لضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة في المستقبل.
إرسال تعليق