رسالة ليك في العشره الاوخر - جريدة الهرم المصرى نيوز

 

بقلم الشيخ / شريف عادل غريب الأزهرى 

جاء رجل يسأل لماذا ادعوا ادعوا الله كثيرا وندعوا الله جميعا ولا يستجاب لنا 

ولذلك العقل الذى وضعه الله لك يتدبر لماذا تتأخر الاستجابه ،لماذا ندعوا الله لنصره اخواننا ويتاخر الاستجابه ،ما هى تقصيرنا على عدم الاستجابه وعدم سرعه استجابه الدعاء

اقول لك .

الاسباب التى تتسبب فى تأخير الاستجابه من الله  

اولا 

لاننا عرفنا حق الله ولم نؤديه ولا نقوم به 

وهذا العنصر يحمل من المعانى الكثير ويشير أن الإنسان يعلم الحلال والحرام وأوامر الله ولكن يتغضها ويتبع هواه ونفسه التى تأموره بالسوء ومع أن الله سبحانه وتعالى حذر الإنسان من نفسه أن تضله وان يتبعها .

الله سبحانه وتعالى أمر بالاستقامه والاتباع ولكن فى تلك الزمان 

نقول باللسان دون الفعل فمن عرف حقوق الغير وان كان حبيب اشتاق أن يؤديها ويعملها حتى يسعده ويزداد محبه لحبيبه 

فالله يحبك ومن أحب الله ترك ما يغضبه فتجعل المحبه قولا وفعلا وكما قال

الامام الشافعى  (أتعصى الإله وأنت تظهر حبه هذا محال فى القياس بديع لو كان حُبك صادقا لاطعته إن المحبه لمن يحب مطيع)فمن أحب الله أدى حقوق الله عليه وليس كلاما مجرد.

ثانيا 

نقراء القران ولم نعمل بما فيه .

ففى تلك الزمان نقراء القران دون تدبر ودون فهم وعرض الايات على عقولنا والذهاب للعلماء والتعلم على أيديهم 

ولذلك النبى صلى الله عليه وسلم ذكر لنا حديث يبين اقواما عن أقوام فى حفظ القران 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تعلموا القران وسلوا الله به الجنه قبل أن يأتى قوم يتعلمون القران ويسالوا الله به الدنيا )سلم يارب 

فهل فى تلك الزمان نقراء القران ونسأل الله به الجنه ام الدنيا 

فمن قراء وتدبر وعمل بما يقراء ويحفظ كان مما يسأل الجنه ونعيمها ومن قراء دون تدبر ودون فهم وكان يحفظ كلام الله لغرض الشهره والتفاخر كان مما غرتهم الدنيا 

*تعلم القرآن يُقسم على ثلاثه 

1-رجل يحفظ القرآن ليأكل به عيشا 

2-ورجل يحفظ ويقراء القران ليقال حافظ وغرضه الشهره والتفاخر 

3-ورجل يقران الله ويعلمه لأجل الله ويريد به وجه الله تعالى ورحمته 

ولذلك (إذا أردت أن تُكلم الله فعليك بالصلاه ،واذا أردت أن يُكلمك الله فعليك بالقران وتدبره )

ثالثا 

قلنا نحب رسول الله ولم نعمل بالسنه ولم نطبقها 

فكيف يستجاب لنا 

فإن محبه الرسول باتباع سنته وأحياء سنه النبى فمحبه الله واطاعته من طاعه الرسول ومحبه الرسول عدم ترك أقواله وأفعاله ووصيته ولذلك يحذرنا من الغفلة ويقوله 

(تركت فيكم ما إن تمسكتم به كتاب الله وسنتى ...)

رابعا 

قال الله لنا إن الشيطان لنا عدوا فاتخدوه عدوا ولكم وطئناه على المعاصى 

فكيف يستجاب لقوم أو شخص أمامه الشيطان ونفسه الضاله التى تتسبب له فى البعد عن الله ونسينا قول الله تعالى( كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَٰنِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَٰنِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّى بَرِىٓءٌ مِّنكَ إِنِّىٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَٰلَمِينَ)

الشيطان يتبراء منك يوم القيامه فماذا انت قال لله ؟

خامسا 

واذا قامنا من المنام افترشنا عيب الخلق ونسينا عيوبنا .

يستيقظ الإنسان من مامنه وياتى بالكلام على أخيه المسلم فى غيابه وهى النميمه فاعلم بأن هذا ذنب عظيم عند الله وكبير فأقول لك فتش فى عيب نفسك ودعك من عيب غيرك فأنت مسوؤل عن عيبك أمام الله وليس عيب غيرك فذلك الذنب يؤخر استجابه الدعاء ،

فإن أردت الاجابه فعليك بالتخلى والترك لأجل الحبيب وهو الله 

فإن المحب لمن يحب مطيع .

والله اعلم