U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

لا تتزوج مطلقة! - جريدة الهرم المصرى نيوز

 

لا تتزوج مطلقة!

عصام العربي يكتب:


نحن نعيش عالماً مليئاً بالمتناقضات وأتعجب حقاً من هذا التناقض الذي يسكن مجتمعاتنا العربية تجاه المرأة التي سبق لها الزواج وانفصلت عن زوجها فأصبحت مطلقة ذلك التناقض الذي يظهر في اللحظة التي يصبح الأمر فيها قريباً منا..


نحن مجتمع تحكم بعض أطرافه الرغبة وتسوقه الشهوة تجاه الأشياء والمواقف ومن أكثر هذه الرغبات هي المرأة إذ يتعامل البعض معها وكأنها سلعة علينا الحصول عليها مهما كلفنا الأمر لذلك يحاول ذلك البعض بكل ما أوتي من قوة الإيقاع بامرأة داخل شباكه التي نظن أننا طوق النجاة الوحيد لهن.

وتبقى المرأة التي سبق لها الزواج هي أكثر الرغبات التي يريد بعض المرضى من الرجال الحصول عليها.


ويقول أصحاب الآراء الذكورية  نصيحة للرجال

 "لا تتزوج مطلقة" حياتك ستصبح دماراً ومهما تفانيت وأكرمتها بالحب والعطف والحنان لن تكون لك قيمة إنما أنت مثل الراعي الذي يرعى الغنم حتى هي لن تراك الزوج المثالي مهما كنت ودوداً ومحباً لها.


المطلقة ولها أبناء لا تصلح للزواج.


يعتقد هذا النوع من الذكور أن المرأة التي سبق لها الزواج وانفصلت عن زوجها تطالها الشبهات أينما كانت وأنه لو كانت تلك المرأة تصلح لبناء أسرة لَما تطلقت من زوجها الأول خاصة ونحن في مجتمع يعتقد أن المرأة دائماً هي السبب في الطلاق من الرجل مهما كانت التبريرات وحتى لو كانت مظلومة.

إننا نتاج موروث إجتماعي مكون من عادات وتقاليد وأفكار مغلوطة نتيجة الدافع البشري الذي يقبل بشيء وفي المقابل يرفضه غيره فمثلاً نجد الكثير من الأسر التي تريد أن تبحث عن عريس لإبنتهم التي سبق لها الزواج وفي المقابل تريد لإبنها أن يتزوج من فتاة بكر وإن أراد أن يتزوج بامرأة منفصلة لا يحق له هذا وتبدأ التساؤلات تهاجمه أنت يا بني ليه تعمل في نفسك كده؟

هو أنت ناقصك حاجة تخليك تدور على واحدة مطلقة؟

ما البنات اللي متجوزوش قدامك كتير"!


لكن لو احتكمت هذه الأسرة إلى صوت العقل والدين لوجدت رسول الله عليه أفضل الصلوات والتسليم لم يتزوج بكراً إلّا السيدة عائشة وكل زوجات الرسول قد سبق لهن الزواج من قبل ألم يقل محمد عليه الصلاة والسلام عن السيدة خديجة "إني رزقت حبها" والتي سبق لها الزواج وتكبره بأعوام؟


 بعض الرجال يتعاملون معهن وكأنهن فريسة لا بد أن يحصلوا عليها يرونها كغنائم حرب ونحن الرجال المكسب الوحيد لهن.


يتعامل بعض الرجال مع المرأة وكأنها سلعة تقاس بأطماعهم وأن لكل امرأة ثمناً مادياً يمكننا أن ندفعه في المقابل للحصول عليها.


أيها الساده حزين وانا اقول اننا نعيش في مجتمع تحكمه الرغبة والطمع ولعل هذا ميراث البشرية منذ قديم الأزل منذ اللحظة التي أراد فيها قابيل زوجة أخيه هابيل فقتله.


هل شرع الله الطلاق ليجعل منه وسيلة أم عقاباً حتى نحاسب المرأة التي سبق لها الزواج بالعقاب لأنها قررت الانفصال عن الرجل؟

فنرى المجتمع يشجعه على الزواج مرة ثانية وأنه يحق له هذا وأن الدنيا لا تقف على أحد بينما نرى هذا المجتمع ذاته الذي يعاقب المرأة عن انفصالها ويشير إليها بإصبع الاتهام وأنها السبب الرئيسي وراء خراب البيت.


في نهاية الأمر.. يبقى الزواج الحقيقي أكبر من مجرد الشهوة والاحتياج وبعيداً عن الرغبات والحصول عليها فالشهوة عمرها قصير تنتهي بمجرد الحصول عليها لكن يبقى الزواج هو التفاهم والألفة التي يخلقها الله بين القلوب.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة