U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

يوميات امرأة مطحونة في رمضان - جريدة الهرم المصرى نيوز

يوميات امرأة مطحونة في رمضان

 


كتبت ✍️ رانيا حسن 


( الحلوة ديه قامت تعجن في البدرية ) كلمات كتبها بديع خيري و لحنها سيد درويش و غنتها فيروز ونحن نغنيها منذ ذلك الوقت بل و أصبحت كناية عن الست المطحونة بين رحايا الحياة 


الست المصرية التي هي عنوان للجدعنة وتحمل المسؤلية الست التي أتهمت بأنها " نكدية " ولم يلتفت أحد للنظر في أحوالها فهي التي ترعي أسرتها وتخرج للعمل و تربي أطفالها وتشارك زوجها الحياة بكل صعابها 


دائما هناك صورة عن المرأة أنها الكائن الناعم الجميل  الذي يعتني بكل من حوله  يمنحهم الحب و الإحتواء والتفهم صورة تشع بهجة ، لكن ظروف الحياة القاسية تترك روتوش علي هذه  الصورة  فالمرأة أولا و أخيرا هي إنسان يتأثر بكل ما حوله و طبيعة الحياة أثرت علي هذه الصورة الناعمة ولو بشكل بسيط ،، ليس معني كلامي الدفاع عن التغيرات التي نراها في المرأة وخصوصا هذه الأيام و أتهامها "بالإسترجال"  ولكن دعونا  نستعرض يوم واحد في حياة إمراة مسؤلة عن بيت وزوج وأسرة وليكن " يوم في رمضان " 


يدق المنبه الساعة الثالثة فجرا موعد السحور تستيقظ المطحونة وتعد طعام السحور وتبدأ مغامرة استيقاظ الأبناء ومعركة إستيقاظ الزوج وبعد الأنتهاء من المعارك والفوز بها والإنتهاء من السحور وترتيب المطبخ و الأطمئنان علي الأولاد و بعد صلاة الفجر والدعاء للأبناء و الزوج  تنام المطحونة ساعتين ليدق المنبه مرة اخري الساعة السادسة 


وتبدأ الجولة الثانية استيقاظ الأولاد وتحضيرهم لمدارسهم أو جامعتهم و الأطمئنان علي أحوال الزوج مع المداعبات الخفيفة والتلميحات لغلاء الأسعار وموسم رمضان و عزومات رمضان ولا يخلو الموقف اكيد من خناقة بسيطة في بداية نهار رمضان 


ثم تذهب المطحونة لعملها والمطلوب منها تكون أنيقة مستعدة للعمل و الإنجاز علي أكمل وجه ، تذهب لساعات عملها لترجع لا لترتاح ولكن هناك تجهيزات الفطار لها ولزوجها و أسرتها

 

طبيعة المرأة هي العطاء و البهجة فبرغم كل الصعوبات التي نستعرضها شاهد هذه المرأة المطحونة وهي تعد الطعام للإفطار وكيف تتفنن في عمل الأكل المصري الشهي و تجهيز سفرة بما لذ وطاب ونسعد دائماً بروائح الطعام التي نشمها بمطابخنا المصرية ووقوف الأم والزوجة وسط هذا المشهد وسعادتها بتجهيز الطعام لأسرتها 

انطلق مدفع الإفطار والمطحونة تستغيث بمن يساعدها بتجهيز سفرة الطعام سواء مساعدة الزوج أو الأولاد ومع سماع آذان المغرب تبدأ المطحونة بالجلوس و الإحساس لأول مرة خلال اليوم بالراحة بعد عناء طويل و مجهود خرافي هل لك أنت تتخيل إحساس المرأة في هذه اللحظة ؟ 


وبعد الإنتهاء من الإفطار و صلاة المغرب  هناك جولة آخري مع المطبخ والحلويات الرمضانية لتسعد زوجها و أولادها لتجلس لتفقد أحوال الأسرة وكيف كان يومهم ثم يذهب كل فرد من أفراد الأسرة لعالمه الخاص بعد ما جمعتهم علي سفرة واحدة و تبادل الحديث حتي ولو قليل مع كوب الشاي بالنعناع أمام برامج ومسلسلات  رمضان 

أعتقد أن  فترة صلاة العشاء و التراويح هي الفترة التي تستجمع فيها المطحونة نفسها و تشحن طاقتها بالتقرب من الله  

لتذهب و تستريح بساعات قليلة من النوم يكون نوم التعب من إجهاد اليوم الطويل ليدق جرس المنبه مرة آخري الساعة الثالثة فجرا ً وهكذا 


هذا يوم عادي لإمرأة مطحونة في رمضان ما بالك لو كان هذا اليوم به عزومة عائلية أو إجتماعية فمن العرف المصري تيادل العزومات بأيام رمضان بين الأهل و الأصدقاء لك أن تتخيل كم المجهود المبذول وحتي لو كانت المطحونة محظوظة وهناك من يساعدها بأعمال المنزل وهذا ليس حال كثير من السيدات فهناك عبئ التجهيز و الترتيب للعزومات واستقبال الضيوف ،، لا أدافع عن المطحونة ولكن كلمة حق 

" مجهود كبير ومسؤلية عظيمة " ولكنها دائماً عند حسن الظن  


خلاصة حديثي عن المرأة المطحونة في رمضان ليس استعطاف الزوج او المحيطين بهذا الكائن المطحون لا تماماً ولكن خلاصة حديثي دق ناقوس للتذكرة أن المرأة هي إنسان يستطيع استكمال هذا المشوار الصعب بكلمة طيبة ودعم نفسي ،، التقدير هو وقود الإستمرار في هذه الحياة الطاحنة ، 

عزيزي الزوج دعم زوجتك معنويا لا تنتقدها و تزيد أعباء فوق أعبائها حتي ممكن أن تساعدها في أمور المنزل لانها تتعب بالعمل مثلك و لكنها تجد القدرة علي الاستمرار بعمل الأعباء المنزلية من دافع الحب و العطاء لأسرتها فرفقا بها و الأجمل تدليلها ولو حتي بأرق الكلمات .


و انتم أيها الأبناء رفقاً بأمهاتكم ساعدوها علي قدر المستطاع انها لا تطلب ولكنها أكيد تحتاج المساعدة ، للأسف لا يشعر الأبناء بقيمة عطاء الأم الا إذا حدث شيء لا قدر الله منعها من الإعتناء بهم فلنحمد الله دائما علي نعمة الأم والحمد يكون ببرها ودعمها و مساعدتها ليس فقط برمضان ولكن طول أشهر السنة لابد ن نربي أبنائنا علي ذلك ونغرس بهم منذ الصغر قيمة التعاون الأسري . 


أعتقد أن هذه المرأة المطحونة ليس في شهر رمضان فقط ولكن طوال أشهر السنة تستحق التقدير و الإشادة بها بين نساء كل الدول عندما نقول الست السورية أو اللبنانية أو الأوربية تتميز باشياء و أشياء فأعتقد أن الست المصرية هي أجمل و أجدع سيدات العالم .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة