U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

الكاتبة هبة الله يوسف محمود تكتب عن الإستغلال العاطفي--جريدة الهرم المصرى نيوز

المستشار الإعلامى هبة الله يوسف محمود تكتب عن الإستغلال العاطفي

 


 بقلم ... هبة الله يوسف محمود سند

كاتبة وفنانة تشكيلية

والمستشار الإعلامي بجريدة الهرم المصري نيوز. 


الإستغلال العاطفي هو من أبشع الطرق المؤذية والمسيئة للنفس التي يمارسها الأشخاص المضطربة نفسيًا وعاطفيًا تؤدي لترك ندوبًا عاطفية عميقة على ضحاياهم .

فمفهوم الإستغلال العاطفي ليس له أي علاقة بالحب المتبادل بين طرفين ، فكثيرًا يتخذه كستار يختبئ خلفه بإسم الحب ، وما هو إلا مرض نفسي يحتاج لعلاج. 

فالحب شعور نقي متبادل  غير قائم على الإستغلال أو المصلحة أو المنفعة عاري من الأنانية والتحكم والتملك والابتزاز والتهديد ، فمن يحب لا يتمنى سوى الخير لمن يحب ولو لم يكن معه.


وليس هنا المقصود بالحب في العلاقات العاطفية فقط إنما أيضًا في العلاقات الأسرية كحب الأب ألام الزوج الزوجة الأخ الأخت ...إلخ 

أو في العلاقات الإجتماعية والمهنية كحب الأصدقاء القائم على الصدق والوفاء والزملاء والجيران ...إلخ 

 كلها صور مختلفة من الحب

وكل صوره لها حدود وخطوط يجب الإلتزام بها وعدم تعديها ، فالعلاقات الأسرية تختلف كثيرًا عن العلاقات الإجتماعية في الحدود والتعامل ما لا يخالف الدين والشرع والعرف والأهم أن يكون شعور متبادل بين كلا الطرفين.


ما المقصود بالإستغلال العاطفي  ؟


هو أسلوب منفرد يتخذه الأشخاص الغير سويه المتلاعبه ، نتيجة شعورهم بالوحدة أو الإضطهاد ، أو لرغبتهم في جذب الإنتباه إليهم  أو جذب الحب  ،  أو حتى لرغبتهم في امتلاك شخص ما يصعب عليهم امتلاكه في بيئة صحية وبطرق سليمة فيقومون بإبتزازهم عاطفيًا  واستخدام عواطفهم ضدهم  ، كلعب دور الضحية لضمان شعورك بالذنب تجاههم ، أو إثارة تعاطفك تجاههم بكثرة الشكوى وممارسة دور الضحية المغلوب على أمره من الزمن والأشخاص المحيطين به لاثارة تعاطفك ، أو إدعاء المرض أو الخسارة أو استخدامهم أيضًا لكسب تعاطفك أو حتى المبالغة في الموده تجاهك والإهتمام بك وبحياتك وبمحيطك بشكل مبالغ فيه ،  أو محاولة استمالتك ماديًا  بالهدايا والعطاء الغير مطلوب بدون أي مناسبة و بشكل مبالغ فيه لضمان التأثير عليك ماديًا ،  أو في مدحك والثناء عليك أو الإعلاء من مكانتك نحوهم لإجبارك على التواجد بجانبهم  وتحمل دور ليس أنت المنوط به لاجبارك عاطفيًا على عدم الرحيل أو الإبتعاد عنهم وكأنك حق مكتسب لهم أو من ممتلاكاتهم ليست لك حياة ومشاكل وأشغال وأشخاص أخرى سواهم . 

واستخدام عبارات ك أنا ماليش غيرك، انت اقرب حد ليا ،  أنت سندي ، بحب أسمع وجهة نظرك بستفيد منها ،  أنت أكتر حد بيسمعني وبحب أتكلم معاه، فإستخدام هذه الجمل والعبارات لإثارة الطرف الآخر عاطفيًا تجاهك ليس بدافع الحب وإنما الأنانيه والتملك فمن يحبك سيبقى ، من يريدك لن يغادر ، دون إجبار ومن بقى عطفًا تجاهك فذهابه رحمة وخير

الحب قائم على القوة وليس الضعف على الإيجاب وليس السلب على الرحمة و الإحتواء والشعور بالإحتياج والحنان المتبادل وليس العطف .


في حقيقة الأمر كل هذه العبارات  ما هي إلا لابتزازك عاطفيًا لاحتلال مساحتك الشخصية وحدودك الصحية لمعرفة مواطن ضعفك واستغلالها لإجبارك في المستقبل على عدم الرحيل وإرغامك علي التواجد رغمًا عنك  وهذا قمة الأذى النفسي ، فقط لشعورك بالذنب أو التهديد إذ فكرت بتركهم يومًا ما، فتجد الصديق أصبح مُتملك مؤذي أناني مريض ثم يراك وأنت الضحية ألد الأعداء ، فيحاول القضاء عليك. 

ونرى هذه الأنواع من الإستغلالات بشكل مستمر ليست فقط في العلاقات العاطفية أو الزوجية ،  وانما نراها بكثرة في المجتمع المحيط كأحد الأصدقاء ،  أحد الجيران ،  أحد الأقارب أو الأخوه ، أو حتى ألام أو الأب.  


 فذات مره قرأت عن أم قامت بإستغلال إبنتها الصغيرة وقامت بإمراضها عمدًا واعطاءها عقاقير طبيه تؤذيها وتدمرها جسديًا ونفسيًا فقط لإكتساب تعاطف الناس واستغلالهم عاطفيًا للقيام بمساعدتهم والإنفاق عليهم وتسليط الضوء نحوها كامرأه عظيمة متفانية تعيش بمفردها وتقوم بإعالة وتربيه طفلة بها من الأمراض ما لا يستطيع الجسم البشري تحمله وهي تتحمله بصبر وهي طفله

 قمة البشاعه التي استمرت عليها الطفله إلي أن كبرت وبدأت تشعر أنها بخير وأنها ليست مريضة وأن من حقها أن تعيش كباقي بنات جنسها فقامت بقتل أمها بعشرات الطعنات لتهرب من قبضتها

وهناك آلاف القصص والروايات والأشخاص الذين يمرون علينا في الحياة يمارسون تجاهنا أبشع صور الإبتزاز العاطفي فقط لإمتلاكنا .


الإستغلال العاطفي هو نوع من الإساءة النفسية التي تنطوي على التلاعب بمشاعر شخص ما لتحقيق مكاسب شخصية إما جسديه أو مادية أو عاطفية  ويمكن أن يتخذ أشكالاً عديدة،  كالشعور بالذنب ، والإبتزاز العاطفي. يستخدم المستغلون العاطفيون أساليب مثل لعب دور الضحية، وتقديم وعود كاذبة، وحجج المودة والإهتمام للسيطرة على ضحاياهم. وقد يستخدمون أيضًا الانفجارات العاطفية أو التهديدات لتحقيق مرادهم ، قد تصل أحيانًا لإيذاء الضحية إن لم ترضخ لهم إيذاء نفسي وقد يصل أيضًا لإيذاء جسدي .


 قد يكون من الصعب التعرف على الإستغلال العاطفي لأنه غالبًا ما يحدث تدريجيًا، وقد لا تدرك الضحية ما يحدث إلا بعد فوات الأوان.


2. كيف يعمل الاستغلال العاطفي؟

يعمل الإستغلال العاطفي عن طريق إستخدام عواطف شخص ما ضده، قد يستخدم المستغل الشعور بالذنب أو الخوف أو العار للتلاعب بضحيته ليفعل ما يريد

 على سبيل المثال ، قد يدفع المستغل العاطفي شريكه إلى البقاء في العلاقة بالذنب من خلال قول أشياء مثل "إذا كنت تحبني حقاً، فلن تغادر". مش هقدر أبعد عنك ، من غيرك أموت" ،قد يستخدمون أيضًا الإيقاع بينكم وبين محيطكم ، ليصورون لكم أنهم هم الأقرب إليكم  لجعلكم  تشككون في تصوراتكم وواقعكم ، وعلاقاتكم ، لينفردوا بكم ، وأي من كان  يحاول الإقتراب منكم كضحيه له يعتبر عدو لهم يجب التخلص منه بأي الطرق لينفردوا هم بالتواجد جانبكم. 


3. ما هي علامات الإستغلال العاطفي؟


يمكن أن تكون علامات الإستغلال العاطفي خفية ، ولكن هناك بعض العلامات الحمراء الشائعة التي يجب الإنتباه إليها. وتشمل هذه:


* الشعور وكأنك تمشي على قشور البيض تخاف من الإقتراب أو الإبتعاد  من المستغل


* الشعور وكأنك دائمًا على خطأ تجاهه و مذنب في حقه


*الشعور وكأنك المسؤول عن عواطفه المريضة وطاقته السلبية 


*كثرة شكواه إليك من نفس المشاكل والمواضيع مرارًا وتكرارًا ( الشكاء البكاء ) ينم عن عدم رضا بما قدره الله له وتغاضيه عن النعم من حوله مع عدم تقبل كل الحلول التي تعرضها عليه فدائمًا ما سيجد حجه أو مبرر لعدم تقبل الحلول.


* عدم مراعاة حياتك ومشاكلك وأوقاتك النفسية ومدى تقبلك في جميع الأوقات لاستقبال الشكوى وهذه الطاقة السلبية من عدمها وعدم تقبل أي أعذار أو مراعاة خصوصيتك ووقتك وإدخالك في دائرة سلبيه لا متناهية .


*الشعور بأنه يتم التحكم بك أو التلاعب بك أو محاولة السيطرة عليك .


*الشعور وكأنك تعتذر بإستمرار عن ممارستك حياتك الشخصية للتواجد في حياته هو الشخصية وتقوم بدور المطبطباتي الممل في دائرة مفرغة.


 *الشعور العميق بطاقة سلبيه مشحونة داخلك عند ذكر إسم شخص معين أو عند تواجدك بقربه أو في محيطه. 


* تدخل شخص ما في حياتك بشكل مبالغ فيه  بدون وجه حق وإعطاء نفسه الأحقيه في التحكم بها مع عدم وجود دافع شرعي لذلك كالزوج او الاب ... إلخ


 ***كيف يمكنك حماية نفسك من الإستغلال العاطفي؟


إذا كنت تشك في أنك تتعرض للإستغلال العاطفي ، فهناك خطوات يمكنك إتخاذها لحماية نفسك وتشمل هذه :


  وضع الحدود : 

غالباً ما يدفع ويحارب المستغلون العاطفيون الحدود ( خطوطك الحمراء ) لمعرفة المدى الذي يمكنهم الوصول إليه .

 إن وضع حدود واضحة والالتزام بها ليس ذنب تحاسبون عليه ولكنها يمكن أن تساعدك على استعادة السيطرة.


  طلب الدعم:

التحدث مع شخص قريب تثق به أو أحد أفراد العائلة يمكن أن يساعدك في الحصول على وجهة نظر والتحقق من صحة مشاعرك .


بناء احترام الذات: 

بناء احترامك لذاتك يمكن أن يساعدك على الشعور بثقة أكبر  وسيفرض على من حولك حدود صحية لا يجب عليهم تخطيها وستجعلك أقل عرضة للتلاعب ، فكلنا معرضون لوجود هؤلاء في محيطنا ليس فينا معصوم مهما كانت درجة ذكاءه

فهم يتلاعبون بعواطفك وليس بعقلك. 


إنهاء العلاقة: 

في بعض الحالات ، أفضل طريقة لحماية نفسك من الإستغلال العاطفي هي إنهاء العلاقة، قد يكون هذا صعبًا لكن من المهم إعطاء الأولوية لنفسك .

فعندما يتعلق الأمر براحتك النفسية يحق لك الإستغناء عن الجميع وبدون أي تأنيب ضمير .


الإستغلال العاطفي هو شكل خطير من أشكال سوء المعاملة التي يمكن أن يكون لها آثار طويلة الأمد على ضحاياه ، من المهم التعرف على علامات الإستغلال العاطفي وإتخاذ خطوات لحماية نفسك. 

إن وضع الحدود وطلب الدعم وبناء إحترام الذات وإنهاء العلاقات كلها خيارات يجب أخذها في الاعتبار عند التعامل مع الإستغلال العاطفي. 

وتذكر أنك تستحق أن تُعامل بإحترام ولطف، ولا تدع أي شخص يجعلك تشعر بخلاف ذلك.

ولا تشعر بالذنب تجاههم بل اشعر بالشفقه ع عقولهم فقد ينعتوك بأبشع الصفات عند محاولة الإبتعاد عنهم ليستمروا في دور الضحية المضطهده من الجميع والمجتمع وحتى العثور على فريسه وضحيه أخرى.


هہمہسہآتہ حہآئرة

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة