U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

قصة بلعام وموسى عليه السلام - جريدة الهرم المصرى نيوز

 

قصة بلعام وموسى عليه السلام


بقلم / ممدوح العيسوى

أيُّها المُتَعَبِدُ خفْ مِنْ الفِتَنِ ولا تأمن

كمْ قدْ أُخِذَ آمنٌ مِنْ مأمَن

ولم ينجْ مِن بحرِ الفِتنِ الأعظَم

 حتى ولو كان حافِظاً لإسمِ اللهِ الأعظم

بلْ عامَ فى النَّعيمِ بِلعام

 فتَبختَرَ فى حُللِ النِعَمِ كالنَّعَام

غافِلاً يغْشاهُ الغَمام

وكانت نِيَّةَ تَعَبُّدَهُ مُرائَية

فتَدَفَّقتْ مِن تحتِها لِلإبتِلاءِ أنهارٌ جارية

فتَصَدَّعَ بُنيانها فَخَرَّتْ هاوية

 وكان على دينارِ دينهِ وَرَقَّةَ رِقِّهِ 

فأعجَبَ نُضْرَهُ نواظرَ النَّاظِرين بِفِعلهِ

فاشتَهَرَ بين أهلِ الحُجىَ

وكان ظاهِرهُ لصقاً بالتُقىَ

 وباطِنهُ مَطوِيٌّ تَحتَ خمرِ السُّقىَ

فلقد خَبَّأ الخبائث الخبيثات

 فى طىِّ الورعِ والتَقيَّات

فلما قُدِّرَ لبالاقِ عِلمِهِ بِجارهِ

 بأنّهُ عازِمٌ على جَوْرِهِ

فتقَدَّمَ إلى بلعامِ لِهتكِ سترهِ

فآتاه وهو فى عُقرِ عَقَارهِ

يُعاقِرُ عَقَاقيرَ الرِّياء

فَعُقِرَ فى عُقرِ عَقلهِ فابتُلىَّ بالإبتلاء

وكان العاقِرُ مُستَجابَ الدُّعاء

فإذا به كلبٌ عَقورٌ يلهَثُ من الإعْياء

وقِصةُ إقصائهِ أنَّ القَدرَ ساقَ الكَليم 

إلى مُحاربةِ فُسَّاقَ بلدَةَ اللَّئيم

فقال له بالاق

 أشَحذَ لنا على موسى الدُّعاءِ تُراق 

فاسترخىَ وأبْدىَ التَمَنُع عنِ الوفاق

فَخَوَّفوهُ بالترغيبِ والترهيبِ

فَخَشىَ خشيةَ التعذيبِ

فخرج إليهِم مُمْتَطىَ الآتان

فلما أقفاها وقَفتْ  لرؤيتَها رأىَ العيان

مالم يستَطِع رؤيته إنسان

 فوقَفَ سَيرُ عَزمِ المُهان

فِضرَبَها حتى أضرَّ بِها

فاحتَجَّتْ عليهِ بِنُطقِها

لِما ضَربتنى أما تَخشىَ سَعيرِها 

فهذه نارٌ تمنعُ الدَّوابِّ سَيرِها

فرجع إلى ملِكَهُم فأخبَره خَبرَهُ

وما نقلَ العتبَ المقصودُ ولا خَبرَهُ

فلجأ الملِكُ بِصُلبِ عزمهِ إلى أمر الصَّلبِ

إمَّا الدُعاءَ عليهِم وإمَّا الصَّلبِ

فخرجَ فاتَّبعه الشيطان

فما كان مِنهُ إلا أن بلغَ المكان

فكان من الغاوين

 وتالله ماعدا عليه العدو المُبين

إلا بعد أن انسَلخَ عن حبلِ اللهِ المَتين

فلا تَظُنَنَّ أنَّ الشيطانَ غلبْ

وإنَّما العَاصِمُ أعرضَ عن المعصومِ فانقَلبْ

وإن شَكَكْتَ فاسمعْ هاتِفَ القدرِ

مُخبراً عن عِزَّةِ العزيزِ المُقتَدِرِ

ولو شِئنا لرفعناهُ

ولكِنَّهُ أخْلَدَ إلى الأرضِ واتَّبَعَ هواهُ

بقلم / ممدوح العيسوى

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة