U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

شخصية اليوم هى السيدة أم أيمن- جريدة الهرم المصرى نيوز


 


بقلمى .. صالح منصور 

ام ايمن 

ولدت أم أيمن في الحبشة، فهي حبشية، غنتمها قريش مع من جاؤوا يريدون هدم البيت. فأصبحت مولاة لعبد الله بن عبد المطلب، وعاشت في مكة. لا يُعرف الكثير عن سنة مولدها وحياتها قبل النبي صل الله عليه وسلم لكونها جارية.

زوّجها النبي محمد عبيد بن الحارث الخزرجي بمكة، فولدت له أيمن الذي قُتل يوم حُنين.

زواجها من زيد بن حارثة 

بعدما استشهد زوجها عبيد الخزرجي قال النبي صل الله عليه وسلم في حديثٍ مرسل من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة، فليتزوج أم أيمن فتزوجها زيد بن حارثة. وأنجبت له أسامة بن زيد، حب رسول الله صل الله عليه وسلم.

خرجت أم أيمن يوم أحد لسقاية الماء، ومداواة الجرحى، ولما رأت فرار الرجال في المعركة، كانت تحثو التراب في وجوه الذين فروا، وتقول لبعضهم: هاك المغزل وهات سيفك ودافعت عن النبي محمد بالسيف لما رأت الناس تفر من حوله

ثم اتجهت نحو رسول الله صل الله عليه وسلم تستطلع أخباره حتى اطمأنت على سلامته فاطمأن قلبها.


وبينما كانت هناك إذ بسهم حبان بن العرقة يصيبها، فانكشف عنها، فضحك ضحكًا شديدًا، فشق ذلك على رسول الله صل الله عليه وسلم، فناول سعد بن أبي الوقاص رضي الله عنه سهمًا لا نصل له، وقال له: ارم. فأصاب السهم نقرة حبان فوقع مستلقيًا، وبدت عورته، فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه، وقال: استقاد لها سعد أجاب الله دعوتك وسدد رميتك


شهدت غزوة خيبر.

حنين:

شهدت أم أيمن مع ابنها يوم حنين، وهنالك كادت الهزيمة تلحق بالمسلمين، ففر بعض الصحابة لهول الموقف، وقد صور الله شدة الموقف  لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ  إلا أنَّ أم أيمن بقيت ثابتة هي وابنها في جوار رسول الله، وظل أيمن يقاتل حتى استشهد في تلك الواقعة. وقد أحصى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه. وفي تلك الواقعة نادت بالمسلمين وكانت عسراء اللسان سبت الله أقدامكم تقصد ثبت فقال لها النبي: اسكتي يا أم أيمن، فإنك عسراء اللسان

توفي زوجها الأول عبيد بن الحارث الخزرجي فصبرت. وتوفي ابنها في غزوة حنين. ثم توفي زوجها الثاني زيد بن حارثة في موقعة مؤتة، فاحتسبت عند الله.

لكنها عندما توفي رسول الله أتاها أبو بكر وعمر يزورانها، فلما رأتهما بكت، فقالا لها: ما يُبكيك؟! فقالت: ما أبكيه إني لأعلم أن رسول الله قد صار إلى خيرٍ مما كان فيه، ولكني أبكي لخبر السماء انقطع عنا، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها

وحين توفي النبي محمد رثته أم أيمن، قائلة:

عين جودي فإن بذلك للدمـع شفـاء فأكثـري من البكـاء

حين قالوا الرسول أمسى فقيـدا ميتـا كان ذاك كل البـلاء

وابكيا خير من رزئناه في الدنيـا ومن خصه بوحــي السماء

بدموع غزيـرة منـك حتـى يقضي الله فيك خيـر القضـاء

فلقد كان ما علمت وصـولا ولقد جاء رحمة بالضيـاء

ولقد كان بعد ذلك نــورا وسراجا يضيء في الظلماء

طيب العود والضريبة والمعدن والخيـم خاتـم الأنبيـاء

لأم أيمن رضي الله عنه مواقف كثيرة تظهر ود النبي صلى الله عليه وسلم لها، ومن ذلك:

كان يمازحها:

جاءته يومًا وقالت له احملني، فقال: أحملك على ولد الناقة، فقالت: إنه لا يطيقني، ولا أريده. فقال ضاحكًا: لا أحملك إلا عليه، يمازحها فقال لها الناس: وهل الإبل إلا ولد النوق.


يذهب النبي صل الله عليه وسلم ويتناول عندها الطعام، ففي صحيح مسلم، ذهب النبي مع أنس رضي الله عنه إلى أم أيمن يزورانها، فقربت له طعامًا أو شرابًا، فإما كان صائمًا، وإما لم يرده، فجعلت تخاصمه أي تقول له: كُل

اختلف في وفاتها، فقد قال ابن كثير: توفيت بعد النبي بخمسة أشهر، وقيل ستة أشهر، وقيل إنها بقيت بعد قتل عمر بن الخطاب وهو قول الذهبي في سير أعلام النبلاء. وجاء في مستدرك الحاكم: توفيت أم أيمن مولاة رسول الله وحاضنته في أول خلافة عثمان بن عفان وصُلِّيَ عليها ودفنت بالبقيع.

                                                                                     صالح منصور

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة