U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

لا للتنمر -جريدة الهرم المصرى نيوز




بقلم دكتورة دعاء معاطي

ضِمن فاعلياتِ بناءٍ، وفي ظلِّ جُهودٍ مُكثَّفةٍ من قائدِ الإدارةِ الخلوقِ الأستاذ حمدي نافع، مديرِ إدارةِ منيةِ النصرِ التعليميةِ، وفي ظلِّ ظهورٍ ملحوظٍ من شيخاتِ المعاهدِ ومُنسِّقي ومُنسِّقاتِ الإدارةِ، خرجَ الجميعُ من أماكنِهم إلى ندوةٍ مُشرفةٍ من الأزهرِ، يستجيبُ لدستورٍ سماويٍّ سمعنا اللهَ يقولُهُ في كتابهِ الحكيمِ:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}.

حضرَ الجميعُ يُؤكِّدُ على أحقيَّةِ كلِّ مُتعلِّمٍ بينَ الأزهريينَ في أنْ يَحيَا حياةً كريمةً، وكانتْ على رأسِ الحضورِ والتي شرفَ الأزهرَ بها اليومَ الدكتورةُ وجيهةُ التابعي، عميدةُ كليةِ الدراساتِ الإنسانيةِ بالأزهرِ، والتي كانَتْ لكلماتِها أفضلُ الأثرِ، حيثُ تحدَّثَتْ فيهِ عن مفهومِ التنمرِ وأنواعِهِ من تطرُّفٍ، وكيفيةِ الوقايةِ منهُ بكلِّ السُبلِ.

وخرجْنَا في معهدِ الكردي الابتدائيِّ لنمثِّلَ ألفًا ومائةَ طالبٍ، نُؤكِّدُ بفاعليةٍ على أنَّ التنمرَ هو جرثومةٌ مُجتمعيةٌ تُهدِّدُ الأمنَ الاجتماعيَّ والاقتصاديَّ، وأنَّ أسبابَ التنمرِ قد تكونُ نفسيةً أو أسريةً، وذلكَ يتطلَّبُ التضافرَ بينَ دورِ الأسرةِ والمعهدِ في بناءِ جيلٍ صاعدٍ.

كما أكَّدَتْ دكتورةُ وجيهةُ التابعي في حوارٍ هادئٍ أنَّ التطرُّفَ يرجعُ إلى عدمِ الثقةِ أو الغيرةِ، وأنَّ دورَ الأمِّ والمعلِّمةِ جوهريٌّ في حلِّ المشكلةِ بمنحِهِ الثقةَ بنفسِهِ ويجعلُهُ يتقبَّلُها ويفرضُ احترامَهُ على الآخرينَ. ونُؤكِّدُ في معهدِ الكردي الابتدائيِّ أنَّ دورَ الإشرافِ التربويِّ بينَ الفصولِ يُمثِّلُ صمَّامَ الأمانِ لكلِّ مُتعلِّمٍ، حيثُ ينتشرُ التنمرُ بشكلٍ ملحوظٍ في إيذاءٍ نفسيٍ وبدنيٍّ ولفظيٍ بينَ المُتعلِّمينَ.

كما أكَّدَتْ دكتورةُ وجيهةُ التابعي أنَّ الخلافاتِ الأسريةَ لها عاملٌ مهمٌّ في ظهورِ فُسادِ التنمرِ بينَ المُتعلِّمينَ. ونُؤكِّدُ في معهدِ الكردي على ضرورةِ الحدِّ من التطرُّفِ المُكتسَبِ بالمُحاكاةِ من خلالِ التقليدِ الأعمى لما يسمعُ من بيتِهِ أو شاشاتِ التلفازِ ويُطبِّقُها بينَ زملائِهِ.

وأكَّدَ السيدُ الخلوقُ الأستاذ حمدي نافع على تبنِّيهِ القضيةَ كُلًَّا ومضمونًا في الحدِّ من التطرُّفِ في جميعِ أروقةِ المعاهدِ، وأنْ يتمتَّعَ كلُّ مُتعلِّمٍ بأمنٍ وسلامٍ. كما أكَّدَ مُنسِّقُ المُبادرةِ الأستاذ عبد الرحمن النجار أنَّ التطرُّفَ ظاهرةٌ تاريخيةٌ بدأتْ مع أولِ جريمةِ قتلٍ لبني آدمَ وتفشَّتْ حتى عصرِنا الحاليِّ.

وذكَرَتْ الدكتورةُ وجيهةُ التابعي أنَّ هناكَ في ظلِّ العولمةِ التنمرَ الإلكترونيَّ. ونُؤكِّدُ في معهدِ الكردي الابتدائيِّ ضرورةَ مُحاربةِ كلِّ سُبُلِ التطرُّفِ ومنها السيبرانيُّ، الذي قد يُهدِّدُنا جميعًا، فهذا الصغيرُ الذي يتنمَّرُ على تلاميذهِ إذا تركناهُ يصبحُ يومًا ما صاحبَ صفحةٍ إلكترونيةٍ ويتنمَّرُ علينا جميعًا، فيما يُعرَفُ تربويًّا بالتنمرِ السيبرانيِّ.

وتُؤكِّدُ دكتورةُ وجيهةُ التابعي أنَّ صلاحَ المجتمعِ لن يتمَّ إلَّا بعودةِ الأمَّهاتِ إلى الفِطرةِ التي فَطَرَ اللهُ الأمَّ عليها، الفِطرةِ البسيطةِ في عدمِ النِّدِّيَّةِ والبحثِ عن المجدِ الذاتيِّ، وتركِ الأبناءِ في مَهَبِّ الريحِ بلا مُرشدٍ أو دليلٍ.

كما نُؤكِّدُ على أنَّ مواجهةَ التنمرِ واجبٌ دينيٌّ نصَّ عليهِ ربُّ العزَّةِ في قولِهِ: {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ}. كما عالجَتْ دكتورةُ وجيهةُ التابعي التطرُّفَ بشكلٍ قاطعٍ في الاهتمامِ بتفصيلةِ الطفلِ اليوميةِ، مُعبِّرةً أنَّ الطفلَ رجلٌ وامرأةٌ ولا يصحُّ النظرُ إليهم أقلَّ من ذلكَ.

كما نُؤكِّدُ بضرورةِ أنْ نَرفُضَ الأتربةَ من على مُجلَّداتِ الكتبِ والأبحاثِ العلميةِ؛ لتُطبَّقَ في الفصولِ والأروقةِ الأزهريةِ والتعليميةِ، فلا خيرَ في عِلمٍ لا يُنقِذُ جيلًا من التنمرِ.

الموقِّعون

 * دكتورة وجيهة التابعي عميدة الدراسات الإنسانية

 * مدير إدارة منية النصر أ. حمدي نافع

 * مُنسِّقة المنطقة الأزهرية دكتورة نجلاء عمر

 * مُنسِّق الإدارة أ. عبد الرحمن النجار

* مستقبلة الندوة أ زينب شيخ معهد فتيات ميت الخولي .

* موجه اللغة العربية أ خضر 

 * شيخ معهد الكردي الابتدائي ومُنسِّقة دكتورة دعاء معاطي











 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة