في لحظه تاريخية ستظل محفورة في ذاكرة الدبلوماسية والثقافة المصرية، حققت مصر إنجازاً دولياً غير مسبوق بفوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو – لتكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يتولى فيها مصري وعربي هذا المنصب الرفيع في واحدة من أهم مؤسسات الأمم المتحدة.
إنه انتصار حضاري وفكري يُعيد التأكيد على أن مصر، بلد الحضارة وأولى الجامعات والمعابد والمكتبات التي تصدر العقول والكفاءات التي تُلهم العالم وتديره بثقافة السلام، والعلم، والتراث.
هذا الفوز هو شهادة عالمية على ما تمتلكه مصر من رصيد حضاري وإنساني، وعلى قدرتها أن تقود الفكر والثقافة لا من خلال الآثار والمتاحف فحسب، بل من خلال القيادة الأممية في أصعب وأدق الملفات التي تواجه الإنسانية.
لقد اختار العالم الدكتور خالد العناني، عالم الآثار البارز، ووزير السياحة والآثار الأسبق، تعبيرا عن ثقة دولية في كفاءة مصرية أثبتت جدارتها ميدانياً، في محافل دولية متعددة.
من قلب المتاحف والمواقع الأثرية، إلى قاعات المؤتمرات العالمية تناول الدكتور خالد العناني مساراً مهنياً استثنائياً. وقد قاد من قبل ملفات حساسة ليقدم الحضارة المصرية في أبهى صورها للعالم، وها هو اليوم يُكافأ بتكليف عالمي ليقود منظمة تهتم بالثقافة والعلوم والتراث.
هذا الفوز لم يكن صدفة، بل رؤية دولة تؤمن بقوتها الناعمة، وتُحسن الاستثمار في مواردها البشرية، وتدير ملفاتها الخارجية بوعي عميق وقدرة تفاوضية محترفة.
لقد أصبح العالم يُصغي لمصر بثقة وبسمع لغتها التي علّمته الكتابة، والفكر،
فهي تقود الانسانيه منذ فجر التاريخ في شتي المجالات بعد أن علمت الدنيا الثقافة والتعليم وحماية التراث منذ أكثر من 7الاف عام
وهي ترسم دورها الثقافي العالمي، وتُسهم بفعالية في صنع السياسات التي تحمي التراث، وتدعم التعليم، وتنشر القيم و ما زالت تُلهم المستقبل.
تضم منظمة اليونيسكو 194 دولة، تتنوع مصالحها واختلافاتها السياسية كأزمات الشرق الأوسط والصراع الروسي الغربي و الخلافات بين بعض الدول
غيرضغوط القوى الكبرى: للدول المؤثرة مثل أمريكا، فرنسا، الصين التي تسعى غالبًا لاستخدام اليونسكو كأداة نفوذ ناعمه
هناك شكاوى متكررة من التحيّز لبعض الثقافات أو تجاهل ثقافات أخرى و
تسجيل مواقع تراثية كثيرًا ما يتحول إلى صراعات دبلوماسية.
و توظيف الثورة الرقمية لصالح التعليم الشامل دون تعميق الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية.
وقد أعلن الدكتور العناني رؤيته "اليونسكو من أجل الشعوب"؛
في تحدي للوقت والبيروقراطية
و من قلب الأهرامات إلى قمة اليونسكو:
حمل أستاذ الجامعه خالد العناني وزير الآثار الأسبق مشاعل التاريخ حارسًا للهوية، عاشقًا وفارسًا يضيئ النور في ممرات المتاحف والمعابد، وفي قاعات المؤتمرات العالمية.
إنه إشعارٌ رسمي بأن مصر قادرة على قيادة،
معركة ثقافية، دبلوماسية، إنسانية.
وُلد خالد أحمد العناني عام 1971 في محافظة الجيزه
حصل على بكالوريوس في الإرشاد السياحي من كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان عام 1992.
ثم أكمل دراسته العليا في علم المصريات، ونال درجة الدكتوراه من جامعة بول فاليري – مونبلييه (فرنسا) عام 2001.
انضم إلى هيئة التدريس في جامعة حلوان عام 1993 في قسم الإرشاد السياحي وشارك في تدريس علم المصريات.
شغل مناصب أكاديمية متعددة بجامعة حلوان، كرئيس قسم الإرشاد السياحي، ووكيل كلية السياحة والفنادق، ومدير مركز التعليم المفتوح، وغيرها من الأدوار الإدارية والأكاديمية.
شغل أيضًا مناصب في مؤسسات بحثية وثقافية خارج مصر، كعضو فخري في الجمعية الفرنسية للمصريات، وعضو مراسل في المعهد الألماني للآثار، وزيارات كرّس أستاذ زائر في جامعة مونبلييه بفرنسا.
كما تولى إدارة بعض المتاحف المصرية، مثل المتحف القومي للحضارة والمتحف المصري بالقاهرة
وتولي في 23 مارس 2016 الحقيبه الوزاريه وأصبح وزيرًا للآثار في مصر.
وفي 22 ديسمبر 2019، دمجت حقيبتي السياحة والآثار، وأصبح وزير للسياحة والآثار، فجمع الوزارتين معًا بعد فصلهما عام 1966.
استمر في هذا المنصب حتى 13 أغسطس 2022.
أثناء توليه الوزارة، أشرف على تنفيذ مشاريع ترميم في المواقع الأثرية، وتطوير المتاحف، وعمل على استرداد بعض القطع الأثرية من الخارج
حصل على عدة أوسمة وتكريمات دولية، منها: • وسام جوقة الشرف الفرنسية فارس عام 2015
و وسام الاستحقاق من بولندا عام 2020
وسام الشمس المشرقة من اليابان عام 2021
كما نال الدكتوراه الفخرية وغيرها من التكريمات في المجالات الثقافية.
بهذه الخبرات الأكاديمية والإدارية والثقافيه اصبح للعناني رصيدًا للتنافس على منصب دولي كبير مثل مدير اليونسكو.
واليونيسكو هي اختصارا لكلمة Organisation des Nations Unies pour l’éducation, la science et la culture بالفرنسية، أو بالعربية: منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.
أنشئت اليونسكو بعد الحرب العالمية الثانية، بهدف تعزيز التعاون بين الدول في مجالات التعليم، والعلوم، والثقافة، والاتصال، والعمل على بناء ثقافة السلام.
وتضم اليونسكو عددًا كبيرًا من الدول الأعضاء في ما يقرب من 193 دولة
مقرها الرئيسي في باريس، فرنسا.
لديها مكاتب ميدانية في مناطق مختلفة بالعالم.
الهيئتان الرئيسيتان في اليونسكو: • المؤتمر العام: يضم جميع الدول الأعضاء، ويُعد الهيئة التي تصادق على سياسات المنظمة والميزانية والبرامج.
و المجلس التنفيذي: يُشكَّل من عدد محدود من الدول 58 دولة تتمثل في دول منتخبة، وهو الذي يتخذ بعض القرارات التنفيذية ويُجري انتخاب المدير العام.
تهدف اليونسكو:
تطوير أنظمة التعليم، محو الأمية، تعزيز التعليم الشامل والجودة.
العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانيةتشجيع البحث العلمي و نشر المعرفةو استخدام العلوم في التنمية المستدامة.
تحمي التراث الثقافي والطبيعي، وإدراج المواقع ضمن قائمة التراث العالمي، وتعزز تنوع الثقافات.
و حرية التعبير، وتدعم الوصول إلى المعلومات الموثوقة، محاربة المعلومات المضللة.
وتهدف الي السلام والحوار بين الثقافات: تُعد اليونسكو منصة لتعزيز التفاهم بين الشعوب، ومكافحة التعصب وضمان حقوق الإنسان.
تساهم في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة مثل التعليم الجيد، الحد من الفقر، المساواة
فهي تعمل على توظيف العلم، المعرفة، الثقافة، والتعليم كأدوات لبناء عالم أكثر عدلاً وسلامًا لا تهميش فيه لهوية أي شعب.
وقد فاز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لليونسكو بعد
الترشيح الرسمي من مصر
- أُعلِن في 5 أبريل 2023 من قِبَل الحكومة المصرية لمنصب مدير عام اليونسكو للفترة 2025–2029.
- تم تشكيل لجنة وطنية لدراسة الفرص ووضع معايير لاختيار المرشح الأفضل.
- حظي الترشيح بدعم من جامعة الدول العربية.
- كما حظي بدعم الاتحاد الأفريقي في مراحل متعددة (فبراير 2024، يوليو 2024، يوليو 2025).
- بالإضافة إلى تأييد من عدد من الدول من مختلف القارات، من بينها فرنسا، إسبانيا، تركيا، ألمانيا، البرازيل وغيرها.
قام العناني بزيارات مكثفة إلى دول أعضاء اليونسكو للتواصل مع مسؤوليها، لعرض رؤيته وبرنامجه، وجمع التأييد.
- رسم رؤية انتخابية بعنوان “اليونسكو من أجل الشعوب” تضع الإنسان في محور العمل، دون تمييز، مع التركيز على الفاعلية والتجديد.
و في 6 أكتوبر 2025، جرى التصويت في المجلس التنفيذي لليونسكو (58 دولة) لاختيار المدير العام الجديد.
- تفوق العناني في التصويت بشدة، حيث حصل على 55 صوتًا مقابل صوتين لمنافِسه إدوارد فيرمين ماتوكو من جمهورية الكونغو.
وستكون الموافقة النهائية من المؤتمر العام
- بعد انتخابه من المجلس التنفيذي، يُعرض الترشيح للموافقة النهائية في الدورة العامة لليونسكو (المؤتمر العام)، المرتقب عقده في نوفمبر 2025 في سمرقند، أوزبكستان
ومن المتوقع أن يبدأ توليه رسميًا بعد التصديق الرسمي من المؤتمر العام، ليكون المدير العام الحادي عشر لليونسكو.
- عند تسلمه المنصب ويصبح أول مصري، وأول عربي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة في 1945 اما الأول من القارة الأفريقية كان السنغالي أمادو محتار مبو
بهذه المراحل، تمكن العناني من تحقيق إنجاز تاريخي يمثل دفعًا كبيرًا للدبلوماسية الثقافية المصرية والعربية في المحافل الدولية.
إرسال تعليق