بقلمي نرمين بهنسي
في كل عام، وتحديدًا في 27 مارس، يحتفل عشاق الفن في جميع أنحاء العالم بـ اليوم العالمي للمسرح، هذا اليوم الذي يُذكّرنا بسحر الخشبة، بقوة الكلمة، وباللحظات التي تتجسد فيها المشاعر أمام أعيننا دون شاشات أو مؤثرات رقمية. إنه يوم للاحتفاء بالمسرح، هذا الكائن الحي الذي لا يموت، والذي ينبض بروح الإنسان منذ آلاف السنين.
لماذا نحب المسرح؟
لأن المسرح ليس مجرد عرض، بل هو لقاء روحي بين الفنان والجمهور. هو تلك اللحظة التي يُضيء فيها الستار، فندخل جميعًا في عالم آخر، عالم يُشبهنا لكنه أعمق، عالم يجعلنا نضحك، نبكي، نتأمل، ونطرح الأسئلة التي نخشى التفكير فيها وحدنا.
منذ مسارح أثينا القديمة إلى خشبات برودواي، ومن الفرق الجوالة في الشوارع إلى المسارح العريقة في عواصم العالم، ظل المسرح مساحةً للحلم، ونافذةً على القضايا الإنسانية، ومنبرًا لمن لا صوت لهم.
"رسالة المسرح" التي تتجاوز الحدود
في كل عام، تُكتب رسالة اليوم العالمي للمسرح من قبل شخصية مسرحية عالمية، يتحدث فيها عن دور المسرح في المجتمعات، وعن الأحلام والآمال التي يحملها الفنانون والجمهور على حد سواء. هذه الرسائل، التي كتبها على مر الزمن أدباء وفنانون كبار، ليست مجرد كلمات، بل هي نبض المسرح نفسه، تُذكّرنا بأنه فنٌ لا يعترف بالحدود.
في هذا اليوم، تمتزج الأضواء بحماس الجمهور في مختلف أنحاء العالم. تُقام عروض مسرحية خاصة، تُفتح أبواب المسارح للجميع، تُنظم ورش عمل وندوات، ويُكرّم الفنانون الذين أخلصوا لهذا الفن. إنه عيد المسرحيين، لكنه أيضًا عيد لكل من يؤمن بأن الفن قادر على تغيير العالم.
المسرح في عصر التكنولوجيا.. هل ما زال يحتفظ بسحره؟
مع انتشار الوسائط الرقمية، قد يظن البعض أن المسرح فقد بريقه، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا. فالمسرح ليس مجرد قصة تُحكى، بل هو تجربة حيّة، حيث تتلاقى العيون، وتتداخل المشاعر، ويتشارك الحضور لحظات لا يمكن تسجيلها أو إعادة عرضها بنفس الشعور. وربما لهذا السبب، ما زال المسرح صامدًا، م
"المسرح حياة.. لأنه نحن"
في يومه العالمي، نحتفي بالمسرح لأنه يروي قصصنا
إرسال تعليق