U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

الكاتبة عبير خضر تكتب التعدد أو الخيانة.. الحجة الفاشله - جريدة الهرم المصرى نيوز


 



✍️ بقلم: عبير خضر


بعض الرجال، منذ بداية علاقتهم بالمرأة، يبدأون في التمهيد لما يريدون تحقيقه في المستقبل، وكأنهم يزرعون فكرة في عقلها لتصبح شيئًا طبيعيًا فيما بعد. تجد أحدهم، في فترة الخطوبة أو في أول الزواج، يكرر جملة: "التعدد حق شرعي، وربنا أحله"، حتى تصبح هذه الفكرة مألوفة للزوجة، وكأنها جزء لا يتجزأ من العلاقة.


المشكلة ليست في التشريع نفسه، ولكن فيمن يستخدمونه كغطاء لتمرير رغباتهم الشخصية، متجاهلين مشاعر من ارتبطوا بهم. وعندما يحين وقت التنفيذ، يبدأ الرجل في البحث عن زوجة أخرى، مقتنعًا تمامًا أن هذا من حقه، وأن رفض الزوجة الأولى ما هو إلا تعدٍّ على ما منحه الله له. وهنا تجد المرأة نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما: إما القبول أو أن تُتهم بأنها تعترض على شرع الله!


ولو حاولت الزوجة التعبير عن رفضها، يبدأ الزوج في تغيير طريقته، محاولًا كسب تعاطفها أو حتى إجبارها نفسيًا على تقبل الوضع. فتجده يتحدث كثيرًا عن الخيانة الزوجية، ويكرر القصص عن الرجال الذين خانوا زوجاتهم لأنهم لم يتزوجوا بأخرى، وكأنه يوصل لها رسالة غير مباشرة: "إما التعدد أو الخيانة!" ثم يبدأ في إلقاء اللوم عليها، متهمًا إياها بأنها لم تعد تهتم به كما كانت، وأنها مشغولة بالبيت والأولاد، بينما هو الرجل الطيب الذي لم يشتكِ يومًا ولم يطلب شيئًا كي لا يرهقها!


وهنا تأتي اللحظة التي يشعر فيها بأنه أصبح مستعدًا للخطوة التالية، فيبدأ رحلة البحث عن الزوجة الثانية، مستخدمًا كلمات معتادة مثل: "مراتي مش مهتمة بيا"، أو بأسلوب أكثر ذكاءً: "بحب مراتي، ومفيش حاجة بينا، بس مش عاوز أعمل حاجة حرام!" وكأن الزواج الثاني أصبح الحل الوحيد حتى لو كانت حياته الزوجية مستقرة.


لكن في بعض الأحيان، تأتي لحظة التوقف، ليس لأنه أدرك خطأه، ولكن بسبب ظرف غير متوقع، مثل مرض مفاجئ أو حتى فضيحة أجبرته على التراجع. المشكلة أن الزوجة في هذه المرحلة تكون قد فقدت كل مشاعرها تجاهه، لأن لحظة ضعفه كانت على حساب ألمها ومعاناتها.


لذلك، أيها الرجل، لا تستخدم ما شرّعه الله كوسيلة للضغط أو التلاعب، فالتعدد ليس مجرد حق، بل مسؤولية، وإذا أسأت استخدامه، فقد تخسر من يحبك إلى الأبد.


#عبير_خضر

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة