بقلم .. آية عادل
اتعلمنا ان الحياة بتمشى ، بتعدى ايام الفقد الاولى بحالة من عدم الإدراك أو بمعنى أدق عدم تصديق إلى حصل !
المرحلة دى بيكون بعدها حالة من الرفض والإنكار .
عقلك مش قادر يستوعب الفقد ، مش قادر يستوعب السيناريوهات إلى بتعدى جوه دماغك والأفكار إلى بتجيلك واهم فكرة بتكسر قلبك هى " خلاص كده ، معدتش هشوفه / ها تانى "
الإنسان فى الفترة دى عليه ميقاومش مشاعره إلى حاسسها ولا حتى الأفكار دى .
كل الى عليه فى الوقت ده أنه يلاقى دعم نفسى من الدائرة القريبة المحيطة به .
ميبسهوش لوحده ، يتكلموا معاه ، يخرجوه فى مكان هادىء ومش مشتت لمشاعره دى ، من وقت التانى حد يطمن عليه ويعرفه أنه موجود ومتاح ليه فى اى وقت حب يتكلم عن مشاعره وان مشاعره دى مقبولة .
ودى اهم نقطة نخرج بيها من دائرة الحزن على الفقد أو على الأقل نخفف من حدة الم الفقد .. الا وهى " القبول "
انك تكرر على إلى قدامك ان مشاعره حقه ومهم يعبر عنها ومشاعره دى مقبولة مش يلا اجمد بقى وانت قد التحدى .
حتى لو نيتك طيبة تخرج إلى قدامك من قوقعته ، ليس هذا الوقت المناسب .. انت مطلوب منك تديله براح ومساحة لحزنه على الفقد ده مش تستعجله يتخطى ولا تقوله انت قدها .. ده مش وقته خالص .
هو محتاج تطمين ، احتواء ، طبطبة ، حضن ، قعدة حلوة ، استماع جيد ، حسن حضورك معاه بقلبك بجد .. مش محتاج منك تثبتله قد ايه لازم يجمد ويبقى قوى ويتخطىء بسرعة إلى حصل .
بعد مرحلة الرفض والإنكار وتيجى مرحلة القبول هتيجى مرحلة اهم اسمها التعايش مع الفقد .
ابقى على بصيرة تامة أن الفقد جزء من رحلتنا مفيش حد هيفضل موجود لآخر لحظة فى حياتنا غير عملنا واثرنا بس .
ده هيبقى موجود في حياتنا وبعد وفاتنا .
كل ما الإنسان احترم مشاعره أثناء الفقد كل ما قدرته على التعافى بقت احسن وكل ما اكتسب مرونة نفسية فى تقبل الصدمات .
الإنسان مش بسهولة يرجع زى مكان بعد الفقد لان الفقد فى حد ذاته تجربة صعبة بتكشف حاجات جوه الإنسان وبتخليه يتعرى قصاد نفسه حرفيا .
بيخليه يكتشف هو مين ؟! قدراته ايه ؟!
ايه إلى محتاجة يبقى موجود وايه إلى محتاج يتخلى عنه فى شخصيته ؟!
الفقد مرحلة صعبة بتفلتر ناس كتير حواليك .
مين فضل واقف فى ظهرك!
ومين اتخلى عنك !
وربنا وصف صاحب الفقد بأنه بيمر بابتلاء صعب وجزاء لصبره على الابتلاء ده هيديه اجر من غير حساب
(( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون))
رحلة قبول الم الفقد بتاخد وقت ومجهود وطاقة وصعود وهبوط " شوية تبقى قادر تصبر نفسك وشوية مش قادر تتحمل وقلبك بيتخلع أوصاله منك "
اقبل كل ده .. وادعى ربنا يلهمك الصواب والصبر ويثبتك .
اعمل خطة ليك يوميا بحيث تشغل وقتك ومتبقاش فاضى ثانية واحدة .
روح العب رياضة أو انزل جيم .
اقعد وسط ناس بتحب وجودهم مش لازم تتكلم بس على الاقل تتونس بيهم .
متسبش نفسك للذكريات واجترارها .. قول اه كان فى ذكريات حلوة وافتكرها وكان فى ذكريات مش الطف حاجة واقبل أن الاتنين حصلوا لان الانسان فيه جانب الخير والشر .
اخيرا وليس اخرا ..
كل واحد له طريقته فى التعبير عن الفقد
مش كل الناس قدراتها واحدة فى قبول الفقد .
فى ناس الفقد بيعدى عليهم يمزق اوتار قلبهم ومش بيستحملوا
وناس الفقد بيولد عندها طاقة وحركة عشان تنسى وترجع اخر اليوم مهدودة تعيط على مخدتها لوحدها
وناس الفقد بيوجعهم بس بيمشوا حياتهم
منقدرش نقول على حد فيهم مش موجوع
ولا نقدر نقول على حد فيهم أن الفقد ماثرش فيه
كل واحد بيستقبل الفقد بطريقته الخاصة وقدرة تحمله الخاصه
ومينفعش أجبر حد مر بتجربة فقد أنه يتعافى بسرعة لأن ده بيمثل ضغط نفسى كبير عليه .
ممكن اقدم المساعدة لحد ما يقف على رجليه ويكمل رحلته .
وربنا يعين ويصبر كل واحد على إلى فقده 🤲
إرسال تعليق