رسالة ليك في العشره الاوخر - جريدة الهرم المصرى نيوز

 

 بقلم/ احمد قطب زايد

    أخط هذه الكلمات، وأتمنى من صميم الفؤاد أن تبلغ عقول الآباء ليتخذوا منها العبرة وعلى كل أب أن يدرك أن القسوة تغرس في نفوس الأبناء مشاعر الكراهية والجفاء مما يجعل الأبناء في حيرة كبيرة، ولن

  يخالفوا قول الله سبحانه وتعالى: " وبالْوالديْنِ إِحْسانًا "

   وما كتبت مقالتي إلا عندما تبين لي أن كثيرا من الآباء والأمهات يلجأون إلى القسوة والشدة في تربية الأبناء والخوف عليهم من السلوك غير السوي، وفي الحقيقة أن هذا العنف في التربية له آثار سلبية على نفسية الأبناء فغالبا ما تترك قسوة الأب خلفها إنسانا مضطربا نفسيا معقدا في حياته وفي تعامله مع الآخرين.  

   دخل الاحنف بن قيس على معاوية بن أبي سفيان، وكان معاوية غاضبًا من ولده يزيد فقال له الأحنف: "يا أمير المؤمنين: أولادنا ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة وأرض ذليلة وبهم نصول عند كل جليلة، فإن طلبوا فاعطهم، وإن غضوا فارضهم، ولا تكن عليهم ثقيلًا فيملوا حياتك ويكرهوا قربك ويتمنوا موتك" يقول الشاعر:

أطرقت حتى ملني الإطراق *** وبكيت حتى احمرت الأحداق

سامرت نجم الليل حتى غاب *** عن عيني وهد عزيمتي الإرهاق                 

يأتي الظلام وتنجلي أطرافه *** عني وما للنوم فيه مذاق

أنا قصة صاغ الأنين حروفها *** ولها من الألم الدفين سياق 

في الختام رسالة إلى الأب السند والقدوة لا تكون متشددا في أمورك ولتكن طريقتك في التعامل مع أبنائك معتمدة على سياسة الحزم من غير عنف والعطف من غير ضعف اللهم إني أسألك أن تهدي أولادنا وأن تفتح لهم طرق الخير، وترشدهم إلى سبل الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.