بقلم /هيام الرمالي
لقد أفسدت الميديا حياتنا وأرهقت أرواحنا فأصبحت تطل علينا يوميا بمصطلحات جديدة ونحن نتخذها منهاجا ،ربما بوعي خاطئ منا وربما هي نداءات مغرضة عن عمد ،تصل بنا الميديا للإكس تريم ،حقا أصبحنا مجتمعا مريضا نفسيا وربما عقائديا .
إختلت المعايير والعلاقات وكثرت المشكلات الإجتماعية والتربوية والنفسية وأصبحنا نلتهم كتب علم النفس ،ونتخبط في جلسات التأهيل النفسي و التنمية البشرية كبدائل لزيارة العيادات النفسية ولكنها لم تُجدي نفعا.
وهنا تساءلت
هل علم النفس لا يواكب مشكلات العصر هل أصبحت مشكلاتنا فوق مستوي علماء النفس
وهنا توصلت لأمرا مختلفا جذريا
الأول لقد تم إسقاط مفاهيم ومصطلحات علي مجتمعات لم تُنتجها ،وبالتالي فهي لا تُناسبها
نحن نتشدق بمصطلحات براقة نسقطها في غير أرضها وننتظر منها أن تُثمر كيف لها أن تُؤتي ثمرها وهي لا تصلح لتلك التربه !؟
نحن مجتمعا شرقيا أصيلا ،له أعرافا عريقة؛ ومعظم كتب علم النفس مترجمه من لغات مختلفة ،ربما ترجمت عن وعي خاطئ وربما عن عمد بما لا يناسبنا .
الأمر الثاني /لو كان علم النفس غير كافيا لحل مشكلاتنا ودراسة وتحليل النفس البشرية فماذا عن العلم الشرعي (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) حاشاه عز وجل.
فماذا لو تم دمج العلم الشرعي بعلم النفس أليس هذا كافيا لحل جميع مشكلات النفس والسلوك !
وهنا كان لزاما أن أستوقف نفسي
ما هذا الهراء الذي تعج به الميديا أذهان الشباب وما هي التنمية البشرية؟
إن كانت حقا تهدف لرفع مستوي الوعي فكيف لا يستطيع الشباب حل المشكلات اليومية البسيطه ؟
لماذا لا نستطيع حمل المسئولية ؟
ولماذا إنتشرت العقد النفسية والبوكر فيس؟
لماذا لا نتقبل الجانب المظلم منا؟
ولماذا لانتقبل الأبيض والأسود من الأشخاص والأقدار ؟
وهل هناك سواءا نفسيا مطلقا؟
وهل الألم إختيار ؟
لماذا ندعي القوة ولا نعترف بالألم أو الخيانة ؟
وهل نحن لا نملك رفاهية الإنهيار؟
لماذا نفشل رغم السعي والعطاء والاخلاص؟
لماذا...ولماذا...ولماذا
دعني أُخبرك أن الأمر بسيطا جدا، وأن هناك أوهاما تباع لك كعلاج
هذا لو قمنا بدمج العلم الشرعي بعلم النفس فقد إتفق علم النفس والعلم الشرعي علي أن الإنسان له ثلاثة مسارات.
مسارا روحياوهو الفطرة الإلهية وفيها الشغف والمواهب والبصيرة وما خلق الله بداخلك من كنوز تصل إليها بالنقل الصحيح (القرآن الكريم والسنة) أو بالنضج والتجارب الحياتية والخبرات،وتختلف من شخص لآخرا.
والصلاة هي الوصلة الروحانية الأولي بين العبد وربه .
الثاني /المسار الجسدي أو المادي .
الثالث/المسار العقلي .
ولابد أن تقوم بتغذية الثلاثة مسارات .
وقد خلق الله النفس البشرية وخلق لها زوجها فتقبل منها الأبيض والأسود وإعترف بذلك ،فجميع البشر يصيب ويخطئ حسب درجه وعيه وإدراكه .
فخلقت النفس البشرية بمنطقة وسط بين النور الذي خلقت منه الملائكة والظلمات التي خلقت منها الشياطين .
إذن فالنفس البشرية افضل من الإثنين ،فخير الأمور الوسط ولها أن ترتقي بالوعي لتصل للنفس المطمئنة وهنا يزداد الوعي الشخصي والإبداع والبصيرة والخير والوفرة .
فكلما أطلقت العنان لها يزداد العلم والمعرفة .
وكذلك تتدني النفس البشرية لتصل إلي الظلمات، وهنا تأتي النفس الأمارة بالسوء، ونلقي بالتهم علي المجتمع والظروف والآخرين من حولنا ،وربما تصبح نفسك عائقا لك في تلك الحياة ؛
فعندما تتسلط عليك أفكارك كمعيق وتزيد من آلامك وتضعك في عقلية الضحية ،وتعيش حسود حقود كذوب ؛أخرج بها من مستنقعها الفكري،
وإعلم أن لك في كل شدة أو أزمة ملايين الفرص للنجاة ،فاوجد لنفسك مكانا.
ماذا لو سخرت نفسك وكبحت جماحها وتحاورت معها ،وتقبلت اقدارك ورضيت بها؛
هنا ستصل للنفس المطمئنة،
لقد خلقنا الله لمهام محددة في الأرض فماذا لو ادي كلا منا دوره!
إنفض عن عقلك ونفسك غبار أفكارك التي هبطت عليك من حيث لا تدري ،وكن كما أُمرت يا إبن أدم؛ فإبليس أخطا وعصي وتمرد ورفض طاعة الأمر الإلهي؛وأدم أخطأ وأقر بذنبه وإستغفر وتلقي الكلمات ليتوب وتاب الله عليه .
فلا تتجبر وتتكبر وحرر مخاوفك، سيرتفع وعيك وترتقي بنفسك وتصبح معلما وطبيبا نفسيا لذاتك وتستمتع بالرحله ،وإلا ستنخفض بالوعي وتتدني وتسير علي نهج مدرسة العصاة .
لك أن تختار فقد قال تعالى (وهديناه النجدين ).
إرسال تعليق