U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

الكاتبة هبة الله يوسف تكتب عن متلازمة الهوس المرضي العاطفي - جريدة الهرم المصرى نيوز

متلازمة الهوس المرضي العاطفي - جريدة الهرم المصرى نيوز

 


بقلم الكاتبة والفنانة التشكيليه

والمستشار الإعلامي بجريدة الهرم المصري نيوز 


يعتبر تبادل الحب والمشاعر العاطفية عند الإنسان حالة طبيعية، إلا أن هناك شكلاً مرضياً لهذا الحب ، وهو إذا كان ليس له وجود إلا في ذهن طرف واحد، علما بأن الطرف الاخر عبر وبشكل واضح وصريح عن عدم تقبله هذا الحب وبكافة الطرق، وبكل المناسبات والاوقات،  بل وعبر عن ضيقه من هذا الحب، وقام بوضع حدود بينهم عند شعوره بإنجذاب هذا الشخص ڵـهٍ  بل وتصل الى قطع علاقته بهذا الشخص لتجنب هذا التعلق الزائد والزائف  والمريض، وهي الحالة التي يُعبر عنها بـ "متلازمة الهوس العاطفي".


 تعتبر أبرز أعراض "متلازمة الهوس العاطفي" –حسب الأطباء- في إعتقاد المريض بصفة قاطعة أن هناك شخصًا يحبه إلى درجة العشق ، أو أنه قام بتركه وخيانته ،  أو إستغل حبه لصالحه وتركه ويشير الواقع والشواهد الملموسة إلى عكس ذلك ، ويكون الطرف الآخر ليس له أي ذنب في كل توهماته المريضه ،  أو لٱ تتعدى علاقتهم صفه الصداقة بكل أشكالها  أو الزماله ،  بل ومن الممكن أن يكون الطرف الآخر بالفعل يحب شخص آخر وعلى علاقه به فعليًا ،  أو متزوج أصلا ولكن المصاب لا يدع فرصة إلا ليثبت بها لنفسه أنه محق إلا واتبعها ونماها في نفسه الغير سويه ، مثل الإعتقاد بأن كل تصرف يصدر عن الشخص الذي يعتقد أنه يحبه ، هو رسالة ضمنية تعبر عن مشاعره تجاهه.

ويفسر الكلمات التي هي من قبيل الواجبات الاجتماعية، أو الذوق في التعامل وعدم جرح مشاعره ،  أو أية كلمة تقدير أو فعل يتسم بالأحترام ، بأنه خاص به وأن المقصود منه هو التعبير عن حب دفين ، غير أن الأمر بخلاف ذلك ، وهنا ليس الخطأ في الحب نفسه ولكن هناك عدة أخطاء أخرى ألا وهي :

*فرض حبك ومشاعرك على أحد مع علمك أن مشاعرك غير مرحب بها وتم التصريح بذلك.

*التدخل بحياة الآخرين بشكل مرضي وبدون حق وتحت أي وضع والتغاضي عن أي حدود توضع ڵـڱ .

* انعدام الكرامة في حد ذاته أكبر خطأ في التطفل ع حياة اشخاص صرحوا لك بشكل صريح بعدم تقبلهم لهذا المرض (الحب المرضي) . 

* فرض وجودك في حياة الاشخاص بالاجبار والتدخل في شؤون لا تعنيك تحـت أي مسمى وهمي لتواجدك الغير مرغوب فِيَھ. 


ولا يفهم الشخص المصاب بهذا الهوس في العادة أن الطرف الآخر لا يحبه ولا يكن له أي مشاعر ، أو على الأقل المشاعر الخاصة بالعاطفة والحب ، بل يمكن أن يكون الأمر على النقيض، أي يكون الطرف الآخر ينظر إليه بضيق أو اشمئزاز ، بل وصرح بذلك لتفادي سوء الفهم ، من محاولاته المستميته لفهم حب وتبادله وهو أصلا لٱ يشعر به ولن يشعر .

 

لم يتلاعب به أو يستغله

فهناك الكثيرون من يستغلوا هذا الامر لصالحهم وهذا تلاعب بمشاعر انسان ليست مجال حديثنا .

إنما هنا أتحدث عن شخص مريض بشخص آخر يقوم بفرض نفسه عليه وع حياته بإسم حب ليس متبادل وصرح الطرف الآخر بكل الطرق أنه لم ولن يبادله نفس المشاعر.

ومع ذلك يصر بإستماته أن فرض حبه إجبار واجب الموافقه عليه دون اعتراض

بل ووجب على الطرف الآخر الإخلاص له وأي تصرف عكس ذلك يعتبر خيانه

وهذا مرض نفسي وعقلي يسمى بمتلازمة الهوس العاطفي ناتجه عن فراغ عاطفي أو فراغ نفسي أو فراغ فكري. أو رفض واقع باءس تعيش به لتنسج لنفسك واقع آخر من نسج خيالك في حياة أشخاص آخرين وهذا مرض وجب حينها الذهاب لطبيب نفسي لمعالجته .

حتى لا يصبح المصاب بها خطر ع نفسه وعلى محيطه وعلى المجتمع 

فكم من ضحايا وقعوا فريسه لهذا النوع الخطير من الأمراض فتمت أذيتهم معنويًا ونفسيًا بل وأحيانًا بأبشع الطرق الجسدية قد تصل أحيانًا للقتل 

كما رأينا كثيرًا وكما رأينا حادثة طالبة المنصورة

التي تم ذبحها علنًا في الطريق أمام المارة وأمام جامعتها بمنتهى الغل والقسوة ،قمة في الفجور ، لأنها لم تبادله مشاعره المريضه. 

وهنا يظن المصاب بهذا الإضطراب أن الشخص الآخر واقع في غرامه ، أو انه إذا قام بقليل من الإلحاح والإهتمام والضغط عليه سيرضخ لمسعاه ، وما هي إلا أوهام وإعتقاد مريض خاطئ فالحب لٱ يأتي أو يعيش بالضغط والإجبار   وهذه الأوهام التي تداهم المريض تكوّن لديه إحساساً واعتقاداً خاطئاً، بأن هناك شخصاً ما يحبه بشدة، ويكون عادة مرموقاً في المجتمع أو له معجبون كثر، أو من المشاهير.


ويوضح الأطباء والاختصاصيون أن "متلازمة الهوس العاطفي" هي أحد الأمراض النفسية، ويتم تصنيفها ضمن أشكال توهم جنون العظمة.

وتجعل هذه الحالة الشخص المصاب في وضع خطر على نفسه، ويمكن أن يتحول إلى خطر على المجتمع، وذلك في حالة مقابلة الدائرة المحيطة من الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل.


ردود أفعال معكوسة ناتجة عن الهوس العاطفي

تنعكس ردود الأفعال الخاصة بمريض متلازمة الهوس العاطفي، فيعتقد ويصرح للآخرين بأنه مطارد من قبل الشخص الفلاني، وأنه هو الذي يتهرب منه ومن مطارداته، كما أنه يشفق على هذا الشخص الذي يتعذب بحبه ولا يجد الفرصة كي يعبر أو يصرح عن هذا الحب.

ومن الأعراض أيضاً ترقب المصاب بهذا الاضطراب ظهور الشخص الذي يعتقد أنه يحبه في كل مكان، ليراه أو ليتعرف إلى أخباره، بالإضافة إلى السؤال الدائم عن أخبار هذا الشخص. ويمكن أن يصل الأمر إلى أن يغار على هذا الشخص بصورة غير مبررة أو مقبولة، قد تصل به إلى التفريق بين اثنين او زوجين، او ابتزازهم لمصلحته لنيل ضحيته، وهذا عند •اللّه من الكبائر والمحرمات، ويحرم مرتكبها ع الجنه التخبيب بين زوجين طمعًا في أحدهم  .


الهوس العاطفي مرض متولد


ربط أطباء النفس مرض متلازمة الهوس العاطفي بكثير من الأمراض النفسية الأخرى، والتي يعد هذا المرض واحداً من نتائجها، ومن هذه الأمراض مرض الفصام، واضطراب الفصام الوجداني، ويضاف إليهما الأمراض الناتجة من الاكتئاب، مثل اضطراب الاكتئاب الرئيسي، وأخيراً مرض الزهايمر.

وتعد أيضاً الأخبار التي تعرض للمصاب عن طريق وسائل الإعلام والاتصال المختلفة من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا الاضطراب، وبخاصة تلك التي تتناول أخباراً معينة عن الشخصية التي تعلق بها.

وتتسبب هذه الأخبار في تفاقم حالة المصاب بمتلازمة الهوس العاطفي، حيث ترسخ لديه اعتقاده غير الصحيح بحب أو تعلق أحد به.


الهوس العاطفي وعالم الخيال


يتسلل المريض من خلال وسائل التواصل الاجتماعي إلى كل التفاصيل التي يريد معرفتها عمن يحبه، ويستخدم ذلك في تأصيل المحبة أو يعيش من خلالها في عالم من نسج خياله، حيث تتعدد التأويلات والتفسيرات لكل ما يراه أو يسمعه عن الشخص الذي يعتقد أنه يبادله حباً بحب.

وتحفز الوحدة، كسبب من أسباب الهوس العاطفي من الحالة، وكذلك قدرة الفرد على الحركة، والحالة المادية له، حيث تمكنه كل هذه الأشياء من تكريس جهده الذهني في جذب الطرف الآخر، وإجباره على التعلق به باعتبار أن ذلك محاولة لكي لا يخجل من مشاعره، التي يخفيها، حسب رؤية المريض بمتلازمة الهوس العاطفي.


مضاعفات الهوس العاطفي


تأتي مضاعفات المتلازمة –حسب أطباء النفس- كنتيجة طبيعية في حالة عدم التدخل العلاجي والنفسي لهذه الحالة. فبعد الشعور بالحب تجاه شخص ما يمكن أن ينقلب الأمر، في بعض الأحيان، إلى محاولة التخلص من هذا الشخص، وكذلك إيذائه باعتباره خائناً للحب الذي ظن المريض أنه يوجب له حق الإخلاص، وكذلك إذا قابل هذا الشخص تصرفات المريض بسخرية وجفاء شديد.

ويخشى في حالة جرح مشاعر المريض أن يتحول إلى خطر على المجتمع. فعندما يزول الحب وتبقى الغيرة ويكثر الشك، فليس هناك من وسيلة لكبح جماح الانتقام أو محاولة الإيذاء، وهذه الحالة، مع أنها قليلة، ولكن يجب الإسراع في تشخيصها ومعالجتها، حرصاً على المريض وعلى من حوله.


وتساعد دائماً معرفة التاريخ المرضي للعائلة، وأيضاً الجانب الوراثي في تشخيص الحالة، والتي لا يجب إهمالها، وإن كانت نادرة الحدوث.

وتجب الدقة في تشخيص المصاب حتى لا تحدث أخطاء تشخيصية أو الخلط بين مرض وآخر، حيث إن متلازمة الهوس العاطفي تكون نتيجة عوامل أو أمراض أخرى مرتبطة بالحالة النفسية، وما يعتري بعض المرضى من تغير في كيمياء الجسم.


...هبة الله يوسف محمود سند

كاتبة وفنانة تشكيلية

🔥هہمہسہآتہ حہآئرة🔥

#همسات_حائرة




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة