بقلم/ اسلمان فولى
فإن الشهوات متعددة ، فهناك شهوه الحكم وهو التمسك بكرسي الحكم والعمل لأجله والحفاظ عليه المهم هو التمسك بالكرسي ولكن ماذا فعل كل من تمسك بالكرسي ماذا فعل فرعون.
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴿٥٠ البقرة﴾
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿١١ آل عمران﴾
في ربه كان ملكاً يقال له نمرود ، وهو أول جبار تجبر في الأرض ، وهو صاحب الصرح ببابل " انتهى .
ثانيا:
وأما قصة دخول البعوضة في منخره حتى ضُرب بالمطارق ، فقد أخرجها الطبري في "جامع البيان" (14/ 204)، وفي "تاريخ الرسل والملوك" (1/ 287) :
قال : " حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن زيد بن أسلم : " إن أول جبار كان في الأرض نمرود ، فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره ، فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق ، أرحم الناس به من جمع يديه فضرب رأسه بهما ، وكان جبارا أربع مائة سنة ، فعذبه الله أربع مائة سنة كملكه ، ثم أماته الله ، وهو الذي كان بنى صرحًا إلى السماء ، وهو الذي قال الله : ( فأتى الله بنيانهم من القواعد ، فخر عليهم السقف من فوقهم ) [النحل: 26]..." انتهى.
وكثيرا ممن تمسك بشهوه الحكم وتملك في قلبه الملك. فقد ظلم نفسه إلا ما رحم ربي
أما الشق الثاني شهوة المال
وهو جمع المال والتمسك به إذا اصابه الموت قال مالي مالي وأيضاً حب الامتلاك وجمع المال بشتي الطرق
وحتى وصل الأمر جمعه علي حساب الآخرين
( قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ( 24 ) )
( قال ) داود ( لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) أي : بسؤاله نعجتك ليضمها إلى نعاجه .
فإن قيل : كيف قال لقد ظلمك ولم يكن سمع قول صاحبه ؟
قيل : معناه إن كان الأمر كما تقول فقد ظلمك ، وقيل : قال ذلك بعد اعتراف صاحبه بما يقول .
( وإن كثيرا من الخلطاء ) الشركاء ، ( ليبغي بعضهم على بعض ) يظلم بعضهم بعضاً ، ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) فإنهم لا يظلمون أحداً . ( وقليل ما هم ) أي : قليل هم ، و " ما " صلة يعني : الصالحين الذين لا يظلمون
ومن الممكن أن اخا ياخذ حق أخيه ظلما أو حق شركائه
وأيضاً ظلم نفسه. إلا ما رحم ربي
والشق الثالث حب الأبناء
فهناك من يرزق بعدد من الأولاد. ويتعالي بأن أبناءها ذكور وهم من يحتمي بهم فكان نبي الله أيوب عنده من المال والأولاد الكثير فابتلاه الله
[ ص: 507 ] قال الله تعالى : وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين [ الأنبياء : 83 - 84 ] . وقال تعالى في سورة ص : واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب [ ص : 41 - 44 ] .
قال علماء التفسير ، والتاريخ ، وغيرهم : كان أيوب رجلا كثير المال من سائر صنوفه وأنواعه من الأنعام والعبيد والمواشي والأراضي المتسعة بأرض البثنية من أرض حوران . وحكى إبن عساكر : أنها كلها كانت له ، وكان له أولاد وأهلون كثير ، فسلب من ذلك جميعه ، وابتلي في جسده [ ص: 508 ] بأنواع البلاء ، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر الله عز وجل بهما ، وهو في ذلك كله صابر محتسب ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره ، وصباحه ومسائه ، وطال مرضه حتى عافه الجليس ، وأوحش منه الأنيس ، وأخرج من بلده وألقي على مزبلة خارجها ، وانقطع عنه الناس ، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته كانت ترعى له حقه ، وتعرف قديم إحسانه إليها وشفقته عليها ، فكانت تتردد إليه فتصلح من شأنه ، وتعينه على قضاء حاجته وتقوم بمصلحته ، وضعف حالها ، وقل مالها حتى كانت تخدم الناس بالأجر لتطعمه ، وتقوم بأوده رضي الله عنها وأرضاها وهي صابرة معه على ما حل بهما من فراق المال والولد ، وما يختص بها من المصيبة بالزوج ، وضيق ذات اليد ، وخدمة الناس بعد السعادة والنعمة والخدمة ، والحرمة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه .
والشق الرابع حب الشهوات من النساء.
نجد الرجل العاقل أو الشاب المراهق ينساق وراء شهواته دون تفكير ومن الممكن يقع في فاحشة. وحتي الرجل المتزوج يقع هو أيضاً يزين له الشيطان سوء عمله.
وايضا النساء والفتيات يزين لهن الشيطان سوء عملهن
ولا تتبعوا خطوات الشيطان
ولا تقربوا الزني.
إلا ما رحم ربي
لكن ما هو الحل لا يوجد حل. بلا يوجد وهو في قول الله تعالي زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) ۞ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)
هذا هو الحل هو حب الله وترك الدنيا وجعلها سبيل العبادة
إرسال تعليق