يتحدث الناس كثيراً عن التفكك الاجتماعي الذي أصاب المجتمع ونرى ونسمع من القصص والحوادث والحالات النفسية ما يثبت ذلك ولا شك أن هنالك عوامل كثيرة أدت إلى ذلك التفكك الاجتماعيا ينخر في عظم هذه الأمة ونلاحظ أثر هذا التفكك وقد تدلي برأيك البعض يلوم الأسرة والبعض يلوم تحول الأمة عن التربية الإسلامية الصحيحة بعضهم يلوم العولمة والجري وراء الماديات يتكلمون عن التقدم الحضاري في العالم الغربي وأثره على البلاد الإسلامية.
وإن دققت ستجد أن كل هذه عوامل متداخلة مع بعضها فلا بد من التحول والتقدم ومواكبة الحضارة والمادية وأن التحول شيء لا بد منه
وايضا تأثير البيئة الاجتماعية على التربية يمكن أن يكون كبيرا حيث تأثر في العقل والعاطفة وقد تواجه الأهل تحديات في تربية أطفالهم مثل قلة الدعم الاجتماعي ونقص الموارد التعليمية وتأثير البيئة الاجتماعية أمرا لا يمكن إنكاره في ظل البيئة التي يواجهها الفرد يوميا وتلعب العوامل المحيطة دورا أساسيا في تشكيل شخصية الفرد وسلوكه ومن هنا يمكن أن ينعكس التأثير الإيجابي أو السلبي للبيئة الاجتماعية على الفرد فاذا ذكرناان (الاستقرار) الاجتماعي والأسري يعزز الأمان والثقة فهذا تاثير ايجابي على النمو العقلي والعاطفي وعند الجانب الاخر (عكس الاستقرار) يتعرض للتحديات والضغوط في البيئة الاجتماعية ويحدث التنمر وعدم المساواة وهذا يؤثر سلبا على سلوك الفرد وصحته العقلية فهذا يقودنا الي ان اهم مرحلة للتربية هي مرحلة الطفولة و قد يتعلم الأطفال أنماط وسلوك وقيم من الأشخاص الذين حولهم و ويتفاعلون معهم مثل الأهل والأقارب والأصدقاء والمجتمع بشكل عام يلعبون دورا هاما في تربية الأطفال وتشكيلهم لذلك لابد ان ننتبة و أن ندرك أن تربية الأطفال في البيئة الاجتماعية لها تأثير عميق وشامل في حياتهم ولابد من توفير الدعم والإرشاد المناسب في هذه المرحلة وتهيئة بيئة صحية تدعم تنميتهم
ومن اهم النقاط التي يمكن ان نذكرها والتي لها تاثير قوي في تربية الاطفال نجد اغلب الاسر لها نقص واضح في التواصل والتفاهم بينهم وبين الأطفال مما يؤثر على العلاقة الأسرية بينهما هذا يقودي الي اهم جلسه اجتماعية كانت تعتبر بمثابة اجتماع اسري مصغر يجتمع فية كل افراد الاسرة وكل فرد يحكي ما حدث في يومية في طريقة اشبة ( بالونسة ) هذا الجلسة هي كانت وجبة ( الغداء ) يعرفها كل الشعب السوداني في وجبة تجتمع فيها كل الاسرة فالاطفال يتعلمون فيها الكثير والكثير في هذه الوجبة ولكن ضغوط الحياة اليومية والاجتماعية جعلت حتي هذه الجلسة او الوجبة تكاد تنعدم في كثير من مدن السودان فاصبح الاب والاخ والاخت جميعا في العمل لاوقات متاخرة لدرجه تلاشت هذه الجلسة الجميلة والتي ما زلت اذكر عندما ترن صافرة برنامج ( عالم الرياضة ) بالاذاعة السودانية يكون كل الشعب في حالة تهيئة لهذه الوجبة ما اجمل تلك الايام وتلك الجلسة التي تركت اثر ما زال موجود بداخلنا كانت بمثابة شبكة اجتماعية ايجابية قوية وتلاشت هذه الجلسة يوما بعد يوم حتي ظهرت الوسائط الاجتماعية والتكنولوجيا التي اثرة سلبا على تربية الأطفال نجدها ساعدة في زيادة العزلة وتقليل التواصل الاجتماعي والعلاقات الحقيقية
واذا خرجنا من الاسرة واثرها علي التربية وذهبنا الي المدرسة نجد ان الاستاذ له تاثير كبير في التربية التي تكمل ما قمت به الاسرة نجد سابقا مان عدد الطلاب بالمدارس قليل خلاف اليوم فكان هذا يساعد الاستاذ ان يتابع مع كل الطلاب ويكون حريص بان يوجههم في حال الخطا الذي يحدث منهم دون قصد وايضا كان الاستاذ هو مربي ومعلم في آن واحد ويساهم في توجه الطالب اكاديميا ولكن للاسف هذا ايضا انعدم اليوم لاسباب كثيرة ونجد حتي سلوك واخلاق الاستاذ امام الطلاب يؤثر فيهم تاثير واضح اذكر كنا عندما نجد ان الاستاذ في صيوان احدي المناسبات لا نظهر نهائيا خوفا من العقاب في طابور الصباح ما اجمل ذلك الطابور كان محكمة مصغرة تقام في ( حوش ) المدرسة يتم فيه محاسبة كل من ارتكب خطأ ويتم فيه تفتيش النظافة ومراجعة الغياب كنا اذا رأينا الاستاذ ( بالشارع ) نغير الشارع اين هذا اليوم ؟؟؟ قد تلاشي فالاستاذ كلماته المهذبة تترك طابع التهذيب والادب بخلاف السب والشتيمة ذلك يؤثر سلبا كما احببنا الشعر لان استاذ ....... حببنا في الشعر ووووووو والمعلم الموهوب هو الذي يجذب الطالب إليه بل يدفعه إلى التعليم وبذل الجهد للتفوق وذلك من خلال شعورهم برغبة المعلم الداخلية في تطوير مهاراتهم وقدراتهم العقلية وعدم القسوة خلال تعامله معهم لذلك نلخص بان التفكك الاجتماعي يعني عجز النظم الاجتماعية الأساسية في المجتمع عن أداء وظائفها بكفاءة والظاهرة التي نحاول تفسيرها الآن (اضطراب العلاقة بين الطالب والمعلم والاسرة ) إنما تتصل مباشرة بحجم القصور المفزع الذي أصاب اثنين من أهم هذه النظم الاجتماعية وأضعف قدرتها على القيام بواجباتها الأساسية ألا وهما النظام ( الأسري والنظام التعليمي ) فالأسرة والمدرسة شريكان أصيلان في المسؤولية عما يحدث مما يؤدي إلى هذه الظاهرة و لكن المجال يقصر هنا عن البيان التفصيلي لأبعاد وطبيعة ومسؤولية كل طرف منهما كما أن المجال لا يتسع للحديث عن العوامل السببية المؤثرة من هذين النظامين اللذين يتأثران بالضرورة بأوضاع النظم الاقتصادية والسياسية والإعلامية في المجتمع
محجوب الخليفة ( رحال )
القاهرة ٢٢ / ابريل / ٢٠٢٤م
مقال جميل جداً، يسلم عقلك ي رحال،، التفكك الاجتماعي سببه الأسرة 😥
ردحذف