U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

سياسة منتصف العصا اجتماعيا !!!!! - جريدة الهرم المصرى نيوز

سياسة منتصف العصا اجتماعيا !!!!!

 


كتبت الإعلامية  : إيمان عوني مقلد 

هذه الحياة مليئة طبعا بكل الأصناف من البشر  ولكن كيف لك أن تتعامل معهم؟

كيف تستطيع ان توازن بين الأمور – بدون ان تنجرف وراء اي استفزاز مثلا حيث تواجهنا الكثير الكثير من المواقف في حياتنا اليومية 

هل انت ممن يستطيعون أن يقوموا بإمساكها من النصف والتحكم جيدا – وكيف تستطيع ذلك وما مدى قدرة الشخص على القيام ذلك؟ وهل هذة السياسة في المواقف المختلفة صحيحة ؟ 

هذا ما سنعرفه من خلال عرض وجهة نظري المتواضعة في هذا المقال :-

كل إنسان يختار أسلوبه في الحياة  فهناك بعض البشر تجدهم دائما يمسكون العصا من المنتصف لا موقف لهم من شيء دائما، وهؤلاء يعيشون على قدر ما يعيشون  يبقون دائما على هامش الحياة يخرجون منها كما دخلوها وقد اختصر بعض الناس معنى الحياة في كلمتين فقالوا (الحياة موقف)    

فمنذ أن تعلّمنا القراءة خارج المناهج الدراسية، وما كنّا نسمعه من الآباء، بضرورة مسك العصا من المنتصف، لنكتشف أن كل مناحي الحياة عبارة عن طرفين متناقضين متصارعين متنافرين متباعدين متخاصمين

ومسك العصا من النص يؤدى الى اللعب على الحبلين يكون الامر نفاقا في بعض الأحيان وأحيانا أخري يمثل جبن أو تخاذل فهذا المبدأ  لا يصلح في كل زمان ومكان وهروب من المسئولية لأنه يعني ببساطة "مبدأ اللاموقف" ولذا عليك أن تكون حاسما في بعض الظروف حتي لو خسرت فصاحب سياسة مسك العصا من النص لحين ما تتضح الأمور غالبا ما تؤدي بصاحبها إلي فقد مصداقيته وفقدان الناس ثقتهم به وهي تعني الوسطية والاعتدال في اتخاذ القرار لتجنب المعارك والمشكلات والبقاء في منتصف المسافة بين الناحيتين فأن تكون مسالما لا تميل إلي كفة دون أخري في ظل العمل الحياتي الذي يشهد الكثير من المشكلات والمتغيرات والسلوكيات الطارئة يوم بعد الآخر خطأ كبير لأن بعض الأمور في كثير من الأحيان تحتاج لوضوح الرؤية وتحتاج إلي قياس المسافة بين الحق والباطل والصدق والزيف

ومسك العصا من المنتصف يذكرنا بعبارات أخرى في ثقافتنا لها معاني مشابهة مثل "ترك الباب موارب" و"نصف العما ولا العما كله" وغيرها من العبارات ذات المعاني العميقة في تراثنا الشعبي ومن يؤمن بهذة العبارات يقف على النقيض من عبارات أخرى من قبيل "اقطع عرق وسيح دم" والتي تنم عن قدرة على اتخاذ قرارات حاسمة وحازمة تجاه مشاكل ومواقف محددة، أو "وضع النقط على الحروف" والتي تفيد بجرأة في توضيح الأمور واتخاذ مواقف واضحة ومعلنة.

وهذة السياسة في التعامل لها سلبيات عديدة 

 الأولى، من يؤمنون بهذه العبارة وأخواتها لا يمتلكون مهارات الحل الفعال للمشاكل، وهذا يعني أن هذه النوعية من الأشخاص لو أصبحت مسئولة عن حل مشكلة ما، فما سيحدث هو استمرار المشكلة وتفاقمها على نحو قد يولد عنها مشاكل جديدة أكثر شدة وضررًا

الثانية، عادة ما يفضل هؤلاء عدم الاعتراف بوجود أي مشكلة حتى لا يكونون في موقف يحتم عليهم اتخاذ أي قرار حاسم، وكما تعلمنا في مبادئ الإدارة فإن عدم الاعتراف بالمشكلة هو مشكلة في حد ذاتها

الثالثة، ميل هؤلاء لهدر الموارد والإمكانيات التي هي محدودة بطبيعتها، فاتخاذ لا موقف من أي قضية أو مشكلة يتطلب موارد وإمكانيات أيضا يتم استهلاكها للحفاظ على "اللا موقف"، وأحيانا تكون تلك الإمكانيات والموارد أكبر من الموارد التي يمكن استخدامها لاتخاذ موقف حاسم وحازم.

الرابعة، هي عدم قدرة هؤلاء على تطوير أو تغير حياتهم للأفضل وعدم القدرة على مساعدة المجتمع في تطوير ذاته، فيصبح الجميع لا يرواح مكانه أو كما نقول بالعامية "محلك سر"، بينما الجميع حولنا يتطور ويأخذ خطوات سريعة للأمام وينافس

الخامسة، هي عدم تقدير المتميزين والاحتفاء بهم، وهي نتيجة مصاحبة دوما لمن يقتنع بأن عليه أن "يمسك العصا من النص" حتى لا يغضب أحدا، وهذا التصرف في حد ذاته يدفع المتميز إما ليتخلى عن تميزه ويتماهى مع عموم الناس أو لأن يبحث عن بديل يحتفي لتميزه ويقدر قيمته .

ففي علم  الفيزياء علي سبيل المثال لدينا المراوغ العظيم السيد (زئبق) ، فرغم أنه من أكثر عناصر الطبيعة كثافة حيث يزن كل واحد سنتمتر مكعب منه 13,6 جرام إلا أنه أكثر روغاناً من ثعلب قلبه الجوع على ظهره ، منتظراً ضحية غبية تمر في كمينه المنصوب. فهل جربتم أن تقبضوا على قطرة زئبق على طاولة؟،

في العادة على الفرد ألا يمسك العصا من وسطها، ، وعليه أن يكون صاحب موقف فمسكها من المنتصف يجعلها عديمة الفائدة ، لا تؤدي غرضها.

لابد أن نؤمن أن لكل شيء ما له ، وعليه ما عليه ، وكل شيئ يستطيع بغمضة عين أن ينقلب 180 درجة وكل وضع يمكن أن يتعدل للأفضل إذا تم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب تجاهه .

عزيزي القارئ بعد كل هذا السلبيات هل مازلت تتمسك بمبدأ مسك العصا من المنتصف في التعاملات أو غيرها من العبارات التراثية التي تحوي قيم سلبية لا تحث على المبادرة أو المشاركة في تطوير المجتمع، أو تغير وضعك للأفضل دون ضرر أو ضرار أو شراء راحتك النفسية دون المساس بحقوق أحد، علينا أن نفكر جميعًا بشكل حاسم ونأخذ قرارات واضحة حتي نعيش في راحة وسعادة .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة