بقلم / هبة المهدي
قال الله تبارك وتعالى في سورة البقرة :
بسم الله الرحمن الرحيم
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) صدق الله العظيم
نشأت عقولنا على أن الصيام في رمضان جاء ليشعر الغني بما يشعر به الفقير من جوع وعطش على مدار العام ، ولكن المتدبر لآيات الكتاب الحكيم يرى بقلبه أن هذا الكلام ما أنزل الله به من سلطان ، وإلا فلم سقطت فريضة الصوم عن المريض والمسافر ، ألا يجوع الفقير المريض ويسافر ؟
وبالإضافة إلى ما سبق ، لماذا يصوم الفقير والغني في هذا الشهر الفضيل ، فمن باب أولى كان الصيام سيكون فرضا على الغني فقط دون الفقير كي يتساوى الفريقان نوعا ما في هذا الشهر .
الحقيقة أن شهر رمضان هو شهر القرآن ، القرآن الذي فرض علينا ليهذب النفوس ويعيدها لمسارها الرباني ، ولهذا فإن الله الذي خلق الإنسان ويعلم ماهيته فرض الصيام بهذا الشهر لأسباب أجل وأعظم من تلك الغاية الرخيصة التي أشربت بها قلوبنا لقرون وأعوام .
فلقد جاءت الأبحاث التي قام بها غير المسلمين لتؤكد على أنه في خلال فترة الصيام يصبح الجسم في أعلى درجات نشاطه وتكون هالته في أوج قوتها فيستطيع استيعاب أضعاف ما يمكنه وهو غير صائم ، وبالتالي فهذا يفيد المسلم فقيرا كان أم غنيا في أن يتبين الهدى والفرقان المكنون في القرآن الكريم ، والذي لا يصل إليه إلا من جاهد نفسه بالابتعاد عن الطعام والشراب وعن كل ما أحله الله كي يكتشف هذا الكنز المكنون في آيات القرآن الكريم .
ولهذا فقد قال الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه ( من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن)
إرسال تعليق