U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

وهو المطلوب.. زواجه من كتاب علاقات آمنة - جريدة الهرم المصرى نيوز

وهو المطلوب.. زواجه  من كتاب علاقات آمنة

 


بقلم /  الكاتبة : منى محمد بيومى منسى


"إن تزايد حالات الطلاق بشكل خرافي مؤخرا أصبح مصدرا للقلق لكثير من المسئولين وعلى جميع الأصعدة لما أصبح يترتب عليه من خسائر مهولة للطرفين بل والأكثر ألما للأطفال وما يعقبه من خلافات بالمحاكم وقضايا ممتدة الأجل نهايتها بأن الجميع خاسرون باختلاف شكل وحجم الخسارة لذلك لا نطلق عليها حالات طلاق مهولة بل حالات زواج فاشل مهولة فالطلاق ما كان سوى نهاية منطقية لبداية خطأ نتيجة قناعة أحد الطرفين أو الطرفين معاً بأنه حدث اختيار خطأ لابد التراجع عنه وإصلاحه وهنا أنارت علامات استفهام كبيرة بعقلي!

كل أعداد الزيجات الفاشلة هذه كانت كلها خيارات خاطئة التي تم استضاحها بعد إتمام الزواج فلماذا اشترك كل هؤلاء في عامل الاختيار  الخطأ؟ 

ولماذا هذه السرعة الفائقة في تدارك الخطأ سواء بعد شهور أو عام أو أعوام قليلة من الزواج؟؟

لماذا لم يتضح لهم مدى فداحة خطأهم منذ البداية أو بعد فترة خطوبة مقبولة؟

لماذا تم إدراك الخطأ بعد التجربة الفعلية ومع الجميع ؟

أيعقل أن يكون شئ بحجم الزواج وثقله مجهول أمره لهذه الدرجة حتى يُترك لتجارب عبثية بين الشباب؟

أن يكون الجميع كالغر الساذج الذي قرر أن يعبث بكرةَ الزواج ليكتشف أنها لعبة مملة فيتركها ويرحل؟ هذا الوضع الذي أصبح أزمة جيل بأكمله لابد أنه هناك على الأقل عامل واحد مشترك بين كل هؤلاء ومن البديهي بعد كل هذا الإسهاب أن يكون اتضح بالفعل للقارئ، إنه "الوعى بالاختيار  الصحيح" الوعى بالصفات المطلوبة في الشريك لكى أتأكد عند لقائه ومعاملته بأنه هو الشخص المطلوب والمناسب وليس معنى هذا أن أصبح ذلك ضماناً للنجاح الكامل للعلاقة فيما بعد ولكن الظلم كل الظلم أن يفشل الزواج لمجرد الإدراك السريع بخطأ الاختيار  في حين أن ذلك الإدراك كان من الممكن أن يحدث قبل خطوة الزواج والسؤال هنا كيف يصل الفرد لهذا الإدراك المستنير الإجابة في كلمتين " إدراكي بالشخص المناسب يتأتى من إدراكي القوى بنفسي" والذي يأتي من أيام بل ربما شهور قد تطول أو تقصر كل حسب ما يحتك به 

وما يتعامل معه، يأتي بالنهاية إلى شخص متصالح مع ذاته مدركاً نواقصها ومستمر العمل على إصلاحها وكامل الوعى بمميزاته ونقاط قوته وضعفه لذلك أناشد الأهالي مرة أخرى بالتوقف عن قمع أبنائهم وقمع قدراتهم وأفكارهم التي قد تبدو لهم بلهاء أو لا قيمة لها ولكن قد تكون بالفعل أسباب قوية لنجاح وتميز طفلك في المستقبل وحتى إن لم تكن كذلك فيكفى أن يمارس الطفل أو المراهق شيء من أعظم الممارسات التي قد يمارسها الإنسان منذ بداية الخليقة وهى اكتشاف النفس.

فمن خلال العبث واللهو والتخبط والخطأ والصواب والتفوق والتجدد وفى خلايا هذه الفوضى كما يلقبها كثير من الأباء من الأفعال الحماسية والأفكار والأفعال وردود الأفعال والمكاسب والخسائر يكتشف الطفل أو المراهق نفسه ومواضع قوته ومبعث مخاوفه وكيفية مواجهتها وأقوى مهاراته وأضعف قدراته.

وأعلم جيداً أنى أكرر الحديث عن تفاصيل الطفل والمراهق ولكن لما تبلغه هذه المرحلة من أهمية حيث أنهما الإثنان الطفولة والمراهقة هما بداية تشكيل كل ما هو قادم فما فسد في الطفولة من الممكن جداً اللحاق به وإصلاحه في المراهقة فما إن تشكلت هاتين المرحلتين بات أصعب على الشخص إدراك ما يحتاجه لاحقاً وما هو خطأ بداخله إلا بعد خسائر أكبر في سن أكبر بالطبع والقليل من يعمل على تعديل شخصيته بنفسه في الكبر أو الدراسة والمعالجة لإصلاح ما بها من أعطاب إذا حالفه الحظ واكتشفها .

ولكى أخاطب الجيل الحالي بكل ما حل به من نواقص ومكاسب ولكى أكون أكثر واقعية وأهبط من برج الأفكار المثالية إلى أرض الواقع الحالي فعزيزي المقبل على الزواج أو المقبلة، المتزوج أو الذين سبق لهم الزواج، لم يفت الأوان لأى شيء ولا يفوت أبدا لآخر نفس بالعمر كل لحظة تمر هي فرصة جديدة للتقدم للتغيير للتطور للكسب أو الخسارة لا يهم فيكفى شرف المحاولة، فليخرج كل منكم عن إطار الطبيعي والمعتاد ونهج السابقين والحاضرين 

ليكن كل فرد منكم كياناً قائماً بذاته انطلق في الحياة بقلب قوى واكتشف نفسك الآن من خلال المجازفات التي طالما كنت خائفاً أن تأخذها، اعرف عمقك من خلال خوض كل الأفكار الجديدة التي طالما سمعت عنها وتمنيت أن تقتحمها ولكن طالما تخوفت وترددت.

 من خلال كل التجارب العملية الناجحة التي طالما شاهدتها وتبسمت بخجل كأنك أبعد ما يكون أن تقترب منها فمن يوجد في علاقة حالية فلتفعل ذلك بالتوازي مع وجود الشريك الأخر، أنا أبدا لا أطلب منك أن تترك شريكك وتلقى بكل ما بنيته في العلاقة خلف ظهرك ولكن لهؤلاء الذين لازالوا في حالة البحث عن الشريك؛ لا تخط بيدك على شهادة الزواج قبل أن تكون مدركا تمام الإدراك لصفاتك وأفكارك وأهدافك حتى تكون مدركاً كل الإدراك بأن من تختار هو الاختيار  الذي طالما كنت تبحث عنه ونفس الحديث أوجهه لعزيزتي التي تتساءل عن من هو الشريك المناسب؟

فكيف عزيزتي تقومين بتفصيل الزي المناسب إذا كنت لا تعرفين قياسات جسدك حق المعرفة كيف تعلمين الأكل الأفضل مذاقا بالنسبة لك إذا كنتي لا تعرفين أي مذاق تفضلين، كيف تختارين الشخص الصحيح وأنت لا تعرفين معاييرك في الاختيار؟

إنهاءً للقول فهناك بعض النقاط أغلبنا إن لم يكن الجميع يتفق عليها وهي أن يكون الشخص المناسب يتسم بالكرم والأخلاق الحميدة والحديث الطيب ومعرفة مقبولة بالدين وميسور الحال وما إلى ذلك

وأما الرجل فنجد أن أغلب الصفات المشتركة بين الجميع هي أن تكون فتاة على خلق طيبة المعشر تهتم بالمنزل والزوج من أسرة طيبة، جميلة أو مقبولة الشكل وما شابه من هذا الكلام المتكرر على الأسماع

وإني حقا أُصدم عندما أسال أحدهم عن ماذا يتمنى أن يجد في شريك حياته لأسمع بهذا الكلام العام جدا

كل هذا من الأمور المفرغ منها والطبيعي جدا تواجد أغلبها من أجل حياة سوية

ولكن أنا أتحدث عن اختيارك أو اختيارك للشريك المناسب لك فقط وليس المناسب لك وللجميع

لأن لكل منا ما يناسبه فلابد عزيزتي أن تكوني في تباحث مستمر مع ذاتك وتستحضري كل المواقف التي تعنيك وتهمك في العلاقة وتسألي نفسك الأسئلة التي تهمك وتجاوبي عليها ولكي تعلموا بتلك الأسئلة لابد من الاحتكاك الكبير بالبشر، من قراءة كتب بعلم النفس والاجتماع فلتهبطي عزيزتي إلى سوق العمل وتصطدمي بطبائع الناس المغايرة لبيئتك وأفكارك لتبنى معها شخصيتك الحقيقية التي هذبتها الدنيا وأنضجها العمل فلتحضر أيها المقبل على الزواج التدريبات القصيرة للتنمية البشرية فلا يوجد استثمار أفضل من الاستثمار في العقل 

فلتجربي أن يكون لكي ذمة مالية خاصة بكِ تتحكمي بها حتى تتعلمي معنى المسئولية المادية وأهميتها ومدى ثقل عبئها 

فلتجروا اختبارات تحليل الشخصية واكتشاف الذات فلتعلموا أن بعض هذه الخطوات أو جميعها  أهم آلاف المرات من الإقبال على الزواج نفسه"


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة