رسالة ليك في العشره الاوخر - جريدة الهرم المصرى نيوز

 

كتب عبدالله القطاري مراسل جريدة كنوز عربية من تونس 

تجمّع أمام دار الثقافة بالهوارية صباح اليوم الأحد 21 أفريل 2024 في مشهد لم يسبق له مثيل منذ زمن طويل حيث برزت

علامات الأخوة والصداقة على كل المشاركين من أطفال وشباب وكهول ومنظمات ومؤسّسات وإطارات ومنشطين جميعهم حطّوا الرّحال بعد المشي على 

الأقدام في منتزه الولي الصالح سيدي عامر الذي يتوسط غابة كثيفة من أشجار الزياتين التي تعود إلى الحقبة الاسلامية تتميٌز بحمّام  استشفائي بخاري خير علاج للمرضى المصابين بالبرد وهذا الحمّام وقوده الشّجيرات الفائحة كالإكليل 

والسّعتر حسب تقنيات علاجية معيّنة 

وتناول أطعمة معيّنة مفيدة إلى من يستحقّ العلاج .

أمّا الماء الصالح للشراب العذب الزّلال فهو 

متوفّر من بئر قديم يستعمله سكان قرية الهوارية إلى يومنا هذا .

ولا يفوتني إلا أن أعرّف بهذا المنتزه البيئي الجميل الذي يجمع بين الجبل والغابة والإشراف على البحر الأبيض المتوسط من 

ثلاث جهات وعلى سدّ وادي تابوداء مأوى الطيور البر مائية والأعشاب النّادرة. والمنتزة يعدّ من أحسن المسالك الإيكولوجية السياحية في الجمهورية التونسية.

وفي هذه الخرجة الرٌبيعة شارك فيها رواد دار الثقافة ودار الشباب  وأحبّاء الطفل وجمعيةتنمية بلا حدود ودار زمان وجمعية المحافظة على  التراث البيئي والطبيعي (Aspen)  والموسيقار الكبير غيث الڨابسي الذي نشط فقرت الخرجة بموسيقاه العذبة  وأغانيه الرّاقيةوجميعهم ينشطون في الهوارية الجميلة قبلة الصقور 

والطيور والحضارات التي تعاقبت عليها ورياح الثقافات التي جعلت من أكيلاريا (الهوارية) تجمّعا للمبدعين والباحثين والمستكشفين.

أمّا أنشطة الخرجة فكانت متنوعة كما يلي :

-مداخلة حول توظيف الموقع البيئي والتراثي للولي الصالح سيدي عامر ضمن مسلك التنمية الثقافية والبيئية وآفاق الاستثمار فيه.

-مداخلة حول التّنوع الإحيائي بجبل الهوّارية والمخاطر التي تهدّده تقديم جمعية المحافظة على التراث البيئي والطبيعي بجزيرة زمبرة وجبل الهوارية

والذي قدّم أيضا لأحبّاء الطيور  عرضا في كيفية مراقبة الطيور المهاجرة في الطبيعة لأنّ الهوارية ممرّ لهجرة الطيور على اختلاف أنواعها في فصل الربيع.

-ألعاب بدون حدود تنشيط دار الشباب بالهوارية.

-ورشة التزويق والخط العربي تنشيط قدًمها الأستاذ عبدالسلام بنظافر.

وبفضاء دار زمان تعرض وسائل العادات والتقاليد والأكلات التقليدية الموروثة عن الجدّات الكريمات.

-وتمت كلّ الفقرات في جوّ موسيقي نشطه الفنّان غيث الڨابسي والفنّان إبراهيم ماضي وأشعار شعبية قدّمها الفنّان المحبوب عزوز بلحاج الذي تغنّى بالهوارية

وبمهرجان السّاف.

وبالمناسة ينبغي المحافظة على هذا الفضاء البيئي والطبيعي الممتاز وأدعو السلطة المحلية والجهوية والوطنية والأطراف المختصة التّدخل السّريع لإنقاذه وتوظيفه ليصبح منتزها ومتنفسا لعائلات متساكني الهوارية ومركزا النّشاط 

 والتخييم للمنظمات والجمعيات والطفولة بصفة عامة ومن أولى الأوليات التّدخل لتحسين أو تعبيد الطريق المؤدي إليه لأنه المتنفس الوحيد للعائلات وأطفالهم وأدعو من يهمّه الأمر القيام بزيارة للفضاء ليشاهد بأمّ عينيه الحركة الدّائبة للعائلات التي اختارت هذا المكان دون غير ه لأنّه تتوفّر فيه شروط التّنزّه والاصطياف والتّخييم.