U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

مسجد عمرو ابن العاص بدمياط ثاني أقدم مسجد في مصر- جريدة الهرم المصرى نيوز

مسجد عمرو ابن العاص بدمياط ثاني أقدم مسجد في مصر.




كتبت.شيرين النعناع


يعد مسجد عمرو بن العاص بدمياط، أحد أهم المساجد الأثرية في محافظة دمياط، و هو ثاني مسجد بني في مصر بعد بناء مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، و يحظى المسجد بمكانة كبيرة، و مقصد لكثير من أبناء المحافظة في شهر رمضان خاصة في صلاة التراويح على مدار الشهر الكريم.


و قد أنشئ المسجد الصحابي مقداد بن الأسود في عهد عمرو بن العاص، بعد فتح المدينة عام 21هـ على طراز جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بمصر القديمة؛ و لذلك عُرف أيضًا بمسجد الفتح نسبةً إلى الفتح العربي، و المسجد به كتابات كوفية و أعمدة يعود تاريخها إلى العصر الروماني.


و يقع جامع عمرو بن العاص بالجبانة الكبرى بمدينة دمياط، في أقصى شرق المدينة قبل التخريب بالقرب من الجبانة القديمة التي كانت تقع إلى الشرق، هذا إلا أنه بعد تخريب المدينة تحولت الكتلة العمرانية التي كانت تحيط بالجامع من الشمال والغرب إلى تلال خربة استخدمت للدفن في العصر المملوكي و العثماني، إضافة إلى وجود المقابر إلى الشرق منه.


و يتكون المسجد من قبة في وسطه، يحيط به أربعة إيوانات و يوجد بالجهة الغربية المدخل الرئيسي للمسجد، وهو مدخل بارز عن جدرانه، و بالقرب من الباب توجد قاعة المئذنة المربعة التي تهدمت إثر زلزال في العصور القديمة، ويضم المسجد إيوانات تحيط بالصحن المفتوح أكبرها إيوان القبلة وفيه عدد من الأعمدة المصنوعة من الرخام تعود إلى العصر الروماني، وتهبط قواعد تلك الأعمدة نحو ثلاثة أقدام تحت مستوى أفريز الصحن‏، ويضم أيضا أعمدة من الحجر القاتم و المرمر السماقي.


و أعجب ما في تاريخ هذا الجامع أنه تحول من مسجد إلى كنيسة إلى مسجد بضع مرات، فحينما استولى جان دى برين على دمياط عام 1219 ميلاديا جعل هذا المسجد كنيسة، و لما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221 ميلاديا تحول إلى مسجد، وفي عام 1249 ميلاديا حينما دخل لويس التاسع دمياط جعل المسجد كاتدرائية وأقام بها حفلات دينية عظيمة كان يحضرها نائب البابا ومنها تعميد الطفل الذي ولدته زوجة لويس التاسع واسمه يوحنا ولقبته أثريستان أى الحزين لما أصاب ولادته من أهوال الحرب، وما برح المسجد قائماً منذ أن جدده الفاطميون عام 1106 ميلاديا.


و تعرض المسجد بعد ذلك لكثير من الأحداث على مر العصور مما أثر على مبانيه إلى أن ساءت حالته تماماً وحاول أبناء دمياط طويلاً إنقاذ المسجد من الانهيار حتى أمكن بالتعاون مع وزارة الآثار الانتهاء من ترميم المسجد على مساحة 3000م2، ويتسع لثلاثة آلاف مصلي بتكلفة 35 مليون جنيه، وتم التعامل مع المنطقة المحيطة وتطويرها لكي تتلاءم مع القيمة التاريخية والدينية لهذا المسجد الكبير.


و تمت إعادة افتتاح المسجد أمام المصلين في يوم الجمعة 8 مايو 2009م، والذي يوافق عيد دمياط القومي الذي يوافق انتصار شعب دمياط على الحملة الصليبية بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا.



 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة