U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

قصة آدم عليه السلام- جريدة الهرم المصرى نيوز

قصة آدم   عليه السلام

 

 


خلقَ آدمَ آخِرَالخلقِ

فمهدَ له الدارَ 

قبلَ أن يخرُجَ مِنَ الجنَّةِ وينزلقِ

وأقامَ له عُذرَهُ قبلَ الزَّلَلِ والخِيفة

إنِّى جاعلٌ فى الأرضِ خليفة

فَظنَّتْ الملائكة أنَّ تفضيلهُ بِنفسهِ

فضنَّتْ بالفضلِ عليهِ لِضَعفِ نَفسهِ

فقالوا أتجعلُ فيها

 قال أنا الَّذى يُجْريها

فلمّا صَوَّرَهُ تَرَكَ صورَتَهُ منظورة 

وما كانت رؤياهُ محذورة

فلمَّا عَاينَ إبليسُ تِلكَ الصورة

بيَّتَ له العداءَ لِيدحَرَهُ دُحورا

فلمَّا نَفَخَ فيهِ الروح

 باتَ الحاسِدُ من حِقدِهِ يَنوح

ثُمَّ نودىَ فى نادى الملائكةِ بالنَّفير

أسجدوا لِآدمَ وتَطَهَّروا مِن غدير

فغَدرَ الغادِرُ بخساً بِكبرياء

أنا خيرٌ منه خلقتنى مِن نار

 وخَلقتهُ من تُرابٍ وماء

ثُمَّ حَمىَ العَدو نَحوَ حِمىَ المَحمىّ

فلولا سابقُ القَدَرِ لِما قُدِّرَ لهُ من بَليِّ

فلمَّا نزلَ إلى الأرضِ زال الفرَح

فأقلقَ الوجود وسالت دموع التَّرَح

فقالَ له جبريلُ ما هذا الجَهد

فصاحَ بِلِسانِ الوجد

لا تحزن لقولهِ إهبِطْ منها

 فلك الخاتِمةُ بعدَ أنْ تَخرجَ منها

إلى مزرعةِ المُجاهدة

 لِتُصارِعَ فيها المُكابدة

واسقِ من دمعِكَ شجرةَ نَدَمِكَ 

فإذا عادَ العُودُ أخضرْ

 فالجَنَّةُ بِكَ أجْدرْ

فما زالتْ زلةِ الآكلةُ تَعَادهُ

حتى استولى داؤهُ على أولادهُ

 فنمتْ هيمنةُ الملائكةِ بِنَظرِ العاقبة

وقرعوا بِعَصا الدَّعاوى السابِقة

فقيل لو كُنتم بين أفاعىِ الهَوىَ وعَقاربَ الَّلذات

لما باتَ سليمكُم سليماً .. فهيهاتَ هيهات

فأبو للجَرْأةِ وجرّواْ جَريرَ الدعاوى

وحدَّثوا أنفسهُمْ بالتُقىَ والتقاوى

فقيل نَقِّبوا عن خيارِ نُقبائكُمْ

وانتقوا مَلكَ المَلَكوتْ

فما رأواْ لَها مِثلَ هاروت وماروت

فابتلاهُما بِسِفرِ البَلاءِ والبليَّة

فنزلا من مقامِ العِصمةِ إلى مَقامِ العَصِيَّة

ونزلا مَنزِلَ الدَّعوىَ ورَكِبا مَرْكَبَ البَشَريَّة

فمرَّتْ على المرئَيينِ إمرأةٌ يُقالُ لها الزُهرة

بيدِها مظاهِرُ زهرةِ الشَّهوة

فغنَّتْ الغانية بِغُنَّةِ اللَّهوة

  فرأت فيهِما مظاهِرَ الهوىَ

فأصدى صوتُها فى صوبِ قلبيهِما فهوىَ

فأُخرِجا عن التقوىَ ليكونا لِلفِسقِ نوىَ

فانهار عزمَ هاروت

وما جَلَدَ ماروت

فأراداها على الردىِّ فراوداها

وما قتلَ الهوىَ نفساً فوَدَّاها

فبَسَطتْ نطعَ التَنطُعِ تَحتَ التخييرِ

بين الشِركِ أو القَتلِ أو الشرابِ المَريرِ

فما فَطِنا وظنَّا سهولةِ الأمرِ فى الخمرِ

فلمَّا امتدَ ساعِدَ الخِلاف

نَسيا رَبَّهُما والمَخاف

 فسُقىَّ فِسقاً فدخلا مُدخلَ السُكرِ

فانزَلقا فى مزالِقِ الزِنا

فرأهُما مع الشخصيةِ شَخْص

فشَخِصا إليه وقتلاهُ قَنْص

فكُشِفت فتنتهُما للملائكة

فَعَلِموا أنَّ الأرضَ لَهُم غيرُ لائقة

ولِذلِكَ اتَّخذوا تلك الوارِدة

وِرداً مِن التضَرُّعِ لتلك الشارِدة

ويستغفرون لِمن فى الأرضِ

وما بَدَرَ من بادرة

بقلم / ممدوح العيسوى

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة