بقلم / سارة مجدي سعد
جلست بجانب الفتاة الجديدة التي حضرت اليوم إلي المستشفى فمنذ حضورها وهي صامته لا يصدر عنها أي حركه وكأنها تمثال من شمع ... ذكرتني بنفسي و بأول يوم لي هنا ... قولت لها بصدق بسبب كل ما مر بي سابقًا وما اكتسبته من خبرة:
-يفعلون بنا كل شيء يؤذينا حتى نصل لمرحلة إننا لا نستطيع مسامحتهم ثم يلوموننا لأننا لا نتمسك بهم ونصبح نحن السيؤن في الرواية ... تعلمين نحن نعلم جيدًا اننا بالغنا كثيرًا في مسامحتهم وإعطائهم فرص لا تُعدّ ولا تُحصى حتى ظنوا أننا بلا كرامة. والأن لم يتبقى لنا طاقة للعفو لذلك نغادرهم كما أتينا.
لم تحرك ساكنًا حتى لم يرف لها جفن لأكمل كلماتي:
- ذات يوم قرأت اقتباس يقول " لا ترحل قبل أن تملأ فراغات الأجوبة، لا تعذّب أحدًا بهده الطريقة. حتى لو كان عدوكّ" وهم دائمًا يفعلون ينسحبون دون توضيح عن سبب ابتعادهم أنانيون ... لا يهمهم سوا أنفسهم ولا يشغلون بالهم بذلك السؤال المؤلم الذي يظل يطاردنا .. ماذا فعلنا حتى يتخلوا عنا بتلك الطريقة؟ ويظل السؤال معلق دون إجابة.
صمتُ لثواني أنتظر أن ارى منها أي رده فعل لكنها ظلت كما هي لأقول من جديد:
-لذلك تعلمت أن أفارق الشيء الذي لا يعطيني قيمتي حتى ولو كانت روحي معلقة به ... مستمعه لنصيحه أحد المجانين هنا بالمستشفى، لن تستيقظ كل يوم من النوم وأنت مدرك لمشاعرك .. أوقات تستيقظ وأنت تشعر أن ذلك الألم الساكن بقلبك قد رحل وتحررت منه للأبد، وأيام أخرى تستيقظ وكأن الموقف قد حدث ليلة أمس .. لن تشفى جروحك ببساطة والتعافي لا يسير بخط مستقيم ... لكن المهم أن تدرك أنك حين تسقط في لحظة شعورك بالألم من جديد إنك لن تعيد المعاناة مرة اخرى ... وانها قد مرت.
حركت عينيها تنظر إلي وانحدرت دموعها لأقترب منها أكثر وأضمها الي صدري وكأنها طفلتي وهمست بصدق:
-لا تبكي أنا بجانبك.
" في بعض الاحيان لا نحتاج لأحد يخبرنا بحلول لمشاكلنا ولكننا نحتاج أن نشعر أن هناك من يفهمنا ويقدر ذلك الآلم الساكن داخل أرواحنا فقط"
#شخبطة_قلم
#سارة_مجدي
بالتوفيق الدائم كاتبتنا العزيزة ا. سارة
ردحذفشكرًا لحضرتك أستاذ إسلام
حذف