U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

قصة هود- جريدة الهرم المصرى نيوز

قصة هود

 


عليه السلام


لمَّا تَكبَّرَ قومَ عادٍ فى ظِلِّ ظُلَلِ ضلالِهِمْ

وطالَ بقاءَهُمْ وزُوِّىَ ذِكرُ زوالَهمْ

مرُّوا فى لهوِ ملهاهُمْ ناسين عذابِها

مُتعثِرينَ فى غَفَلاتِهِمْ عن المَنيَّةِ وآدابِها

وأقبلَ هودُ يهديهِم ويُناديهِم فى ناديهِم

أنْ اعبُدوا اللهَ .. فبرزوا فى عُتوٍّ

مَنْ أشدُّ مِنَّا قوةً .. وخاطَبوهُ بِعُلوٍّ

فَسُحِبَ سَحابَ العذابِ قِبالَهُمْ

فظنّوا لِمَّا اعترضَ سماءهُمْ

 عارِضٌ مُمطِرٌ .. جاءَهُم

فتهادواْ بالفَرَحِ بينَ مُهلِّلٍ

 وحامِلُ بِشارةِ ومُبَشِّرٍ

هذا عارضٌ مُمطِرُنا

 آتٍ إلينا ومُقبِلُنا

فصاح بُلبُلَ البِلبال

بل هو ما استعجلتُم بهِ

 ريحٌ فيها عذاب الزلْازَلَ

فكان كُلَّما دنا وترامىَ

تراهُم وكَأنَّهُم كانوا أوهاما

فحنظَلتْ شجراتُ مشاجَرتِهِم هودا

فجَنى مَنْ جَنىَ مِنْ جِنانِ ما جَنىَ

فما أغنىَ عنهُمْ عُتوُّهُم ولا غَنىَ

فراحتْ ريحُ الدُبورِ تَسِمَهُمْ بِكىِّ الأدبارِ

فعجُّوا منها عَجيجاً وما استَطاعوا فِرار

فلم تزل تَكوىِ تكوينَهُمْ بِمُسَوَّمِ العدمِ

وتلوى تلوينَهٌمْ مِن حِياضِ النَّدمِ

وتكفأْ عليِهِمُ الرِمالَ بِما يكفىِ تكفينَهُمْ

وتبرِزهُم عن حُصونِ وِقاءهُمْ

فإذا أصبَحتْ أخذتْ تَنزِعُ النَّاس

وإذا أمستْ أوقَعت عريضَهُم كأنَّهُم أعجاز

فما برِحَتْ بارِحَهُمْ عن براحِهِمْ

حتى أطاحتْ وأبرَحتْ بِأعتىَ بَنانِهِمْ

ولا أقلَعتْ حتى قَلَّعتْ قُلوعَ قِلاعِهِمْ

فدامتْ عليِهمْ آفةً وداءْ

لا تقبل مِنهُمْ فِديةً ولا فِداءْ

سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيَّامٍ حُسوما

فحسّوا ما أذاقَهُم وكان محسوما 

ونُسِفوا فى قفرِ .. ألا بُعداً

إلى يَمِّ .. وأُتبِعوا .. وعداً

فلو عبرتَ فى معبرِ الإعتِبارِ

لَترى ما آلَ إليهِ مآلَهُمْ بِمُثولِهِمْ فى النار

 وَلرأيت الهَلاكَ كيفَ راقَ عَليهِم

وكفَّ النَّوى كيفَ نوىَ الدُنوَّ إليهِم

فانظُر إلى عاقِبَةِ الخِلافْ

 فإنَّهُ شافٍ كافْ

بقلم / ممدوح العيسوى

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة