شعر المربٌي/ داود بوحوش من بوكريم الهوارية
متابعة عبدالله القطاري من تونس
أ بعد ذا الإذلال إذلال
يا أمّة
تصحّرت منها الرّجال
أ نفذت حلول الأرض
و لم يبق سوى ابتهال
ذات حساب
سيسألكم ذو الجلال
أما الآن
فستتبرأ منكم الأجيال
إن كان القتل حرام
فوأدكم أبغض الحلال
كنا و كان لنا فحول
تناهت إلى اضمحلال
ها قينقاع تسحلكم
و تصفع وجوهكم بنعال
أ راقكم المشهد
يا نسل أنابيب و أمصال
بئس القوم أنتم
عبدة كراس و رأس أموال
أنا لا أبكي الشعوب لا
بل أبكي أصحاب المعالي
رهيب ذا المنظر
و النعام أنتم مضرب أمثال
قسما بمن جمّع أوصالي
لو خيّرت بين موتة في الحال
و حياة كذي الحياة بإذلال
لاخترت زوالها بلا جدال
سجّل أيّها التّاريخ و ذكّر
نحن الشعوب لا نغدر
غلّقوا من حولنا المنافذ
حاصرونا،
و على العبور بتنا لا نقدر
كبّلونا،
فغدونا أسرى دون أن نُؤسر
راعنا المنظر
كشّرنا على أنيابنا
ملأنا السّاحات و بالعون لم نظفر
قُهرنا و للتّوّ لازلنا نُقهر
فالتمس لنا العذر يا أسدا
يا أبا عبيدة الذي نفخر
ها التّاريخ قد سجّل
أنّ أشبالك التي تزأر
أعادت للخوارزمي أمجاده
و ثمّنت علم الجبر
فمن مسافته الصّفر
كم دبّابة دمّر
و كم من جرذ رُعبا تبوّل
قبل أن يُقبَر
كلّ الأزهار ذات جدب تذبل
حتما ستُزمجر السّماء
و بلا ريب ستُمطر
و ما ذبُل لوهلة سيُزهر
ستزول الأغلال
و القيدُ سيُكسر
قادم هو النّصر
فيا أيّها الغزّاويّ أبشر
لك الآن لربك أن تسجد
هيّأ ارم و كبّر
ابن الخضراء
الاستاذ داود بوحوش
الجمهورية التونسية
إرسال تعليق