U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

شعور الانتماء-الهرم المصرى نيوز

شعور الانتماء



 

بقلم: د. إيمان عشري


أخبرتني إحدى صديقاتي التي تعيش في دولة من دول الخليج العربي عن تفانيها وحبها الكبير لهذه الدولة، حيث قامت بإجراء بحث علمي يتعلق بموضوع يتصل بهذا الوطن العزيز. قامت بذلك تعبيرا عن امتنانها وتقديرها لهذا البلد الغالي على قلبها، ولإظهار مدى التزامها في مجال تخصصها. ولكنها واجهت ردًا غير متوقع من أحد زملائها في العمل، الذي كان يرغب في الادعاء بالعمل البحثي ونسبه إلى نفسه. سألها: "لماذا لا توجهي جهودك ودراستك نحو بلدك الأم؟". فأجابته بأن الباحث العلمي يبحث في الموضوع الذي يلامس عقله وفكره، بناءً على إطار البيئة التي يعيش فيها. وقد عاشت هي لسنوات عديدة في هذا البلد العزيز، وترعرع أولادها في أرضه، ويتمتع هم وهي بالخيرات والنعم بفضل هذا البلد وتوفيق الله. 

 

هذه القصة جعلتني أستعيد مفهوم الامتنان والشكر والانتماء. فكثيرًا من البشر في العالم يعيشون في أماكن ودول ليست وطنهم الأصلي، ومع ذلك يحملون في قلوبهم شعورًا مكتسبًا بالامتنان والاعتراف. ويعبِّرون عن هذا الشعور بطرق مختلفة. فبعضهم يتسم بالكرم في أخلاقه وتعاملاته، ويتجاوز بالعطاء مع زملائه وأقرانه. والبعض الآخر يتبنى المبادئ الأخلاقية الأصيلة في حياته اليومية، ويعكسها في سلوكه وتعامله مع الآخرين. وهناك من يعزز معارفه ومهاراته التي تساعد على تطوير القدرات الإبداعية والتميز.

دائما ما نشكر الظروف والاحداث التي جمعتنا بأهل هذه الاراضي المحببة إلى قلوبنا ونفوسنا وذكرياتنا. التعبير عن الانتماء والمواطنة هو شعور يتحقق من خلال التعاون والمعاملة الحسنة مع أهل هذا البلد الكريم. نشاركهم الأفراح والأحزان، ونشهد سويًا التغيرات التاريخية ومراحل التطور والطموحات التي تصل إلى عنان السماء في هذه الأمم. نعيش معهم أجمل اللحظات، ومع مرور الوقت والسنين، نشعر الانتماء والولاء يتدفق في عروقنا والشكر لهذه الدولة وإننا جزء منها.

الانتماء والمواطنة ليست جواز سفر نحمله معنا، فالعالم دوله شتى ولكن متى وجدت القلوب الاحترام والتقدير والاحتواء والتسامح، تَآلف هذا المكان كما لو كان بيتها الصغير الذي تتمنى له الخير والرخاء والكبر والازدهار وأن يكون سباقًا بين الدول.

 

شكراً لكل بلد احتضنت أناسًا أوفياء

أناسًا لا تغيرهم الظروف والأيام

أناسًا لا تفلت الأيادي عند معترك الأزمات

أناسًا يتعاونون في السراء والضراء

أناسًا يمنحون الخير والأمن والأمان لجميع ساكني وقاطني أراضيهم

 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة